الاقتصاد العالمي 2019.. صراعات أكبر من إمكانيات الجميع
المنظمات الاقتصادية الدولية تؤكد أن الاقتصاد العالمي ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية بسبب حروب التجارة الأمريكية.
انخفضت توقعات المنظمات الدولية لنسبة النمو في 2019 على مدار العام بسبب الحروب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عام 2018 مع عدة قوى اقتصادية كبرى وعلى رأسها الصين.
وأكد الخبراء أن الاقتصاد العالمي مر في 2019 بعام صعب وأن حرب التجارة التي تخوضها واشنطن وبكين منذ العام الماضي وتبادل فرض رسوم جمركية هي سبب تباطؤ الاقتصاد العالمي ما دفع منظمات الاقتصاد الدولية لتخفيض توقعاتها للنمو أكثر من مرة.
وأعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث توقعاتها التي صدرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن الاقتصاد العالمي ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية مع إسناد الحكومات مهمة إعادة جذب الاستثمارات للبنوك المركزية.
وأضافت المنظمة أنها تتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي في 2019 والعام المقبل 2.9% وهو الأقل في 10 سنوات.
وكان تقدير المنظمة في سبتمبر/أيلول يتوقع نموا 3% العام المقبل.
بدوره أعلن معهد "إيفو" لأبحاث الاقتصاد في مدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استمرار تراجع التوقعات بشأن مناخ الاقتصاد العالمي.
وأضاف المعهد أن مؤشر مناخ الاقتصاد العالمي الخاص به انخفض في الربع الأخير من العام، من سالب 10.1 إلى سالب 18.8 نقطة.
وأوضح المعهد أن هذا المستوى هو الأقل منذ الربع الثاني من عام 2009، لافتا إلى تراجع كبير في تقييم الموقف الحالي والتوقعات بالنسبة للمستقبل.
من جانبها قالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جيورجيفا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الاقتصاد العالمي يمر في الوقت الحالي بمرحلة من "التباطؤ المتزامن".
وأضافت رئيسة الصندوق أنه من المتوقع أن يكون نمو الاقتصاد العالمي عام 2019 أيضا هو الأضعف منذ بدء العقد الجاري، بسبب استمرار النزاعات التجارية.
وأوضحت جيورجيفا أن الصندوق خفض تنبؤاته الرسمية للاقتصاد العالمي عامي 2019 و2020، ويتوقع هذا العام "نموا اقتصاديا أبطأ في 90% من العالم".
وبحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي لصندوق النقد الدولي، الصادر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد الاقتصاد العالمي حالة تباطؤ متزامن؛ حيث انخفضت توقعات النمو لعام 2019، مرة أخرى إلى 3% مسجلة أبطأ وتيرة للنمو منذ الأزمة المالية العالمية.
ويشكل هذا تراجعا خطيرا عن المعدل البالغ 3.8% في 2017 وقت أن كان العالم في حالة انتعاش متزامن.
وبحسب تقرير صندوق النقد، يرجع هذا النمو الضعيف إلى تزايد الحواجز التجارية، وتصاعد عدم اليقين المحيط بالتجارة والأوضاع السياسية-الجغرافية.
كما يعود إلى عوامل متفردة تتسبب في ضغوط اقتصادية كلية في العديد من اقتصادات الأسواق الصاعدة؛ وعوامل هيكلية، مثل نمو الإنتاجية المنخفض وشيخوخة التركيبة الديموغرافية في الاقتصادات المتقدمة.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتحسن النمو العالمي تحسنا طفيفا في 2020 ليصل إلى 3.4% بانخفاض قدره 0.2% عن توقعاتنا في شهر أبريل/نيسان الماضي.
وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في أحدث توقعاتها، أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.3% في 2019، بعد توقع 2.4% في سبتمبر/أيلول.
فيما توقعت نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 6.2% في 2019، وهي ليست عضو بالمنظمة، أي بوتيرة أسرع قليلا مقارنة بتوقع سبتمبر/أيلول البالغ 6.1%.
وقال كلمنس فوست، رئيس معهد "إيفو" لأبحاث الاقتصاد بألمانيا، الشهر الماضي، إن الاقتصاد العالمي يواصل التراجع"، لافتا إلى أن المناخ الاقتصادي يتردى في جميع المناطق التي تم رصدها تقريبا.
وأضاف: في الأسواق الناشئة تأتي حركة التراجع في الأساس من آسيا، وفي الأسواق المتقدمة تأتي بشكل رئيسي من الولايات المتحدة.
وبحسب معهد "إيفو"، فإن إجمالي 1230 خبيرا من 117 دولة، شملهم استطلاع توقعوا تراجعا كبيرا في نمو التجارة العالمية وفي الاستهلاك الخاص، وانخفاضا في النشاط الاستثماري.
وأشار المعهد أيضا إلى زيادة عدد الخبراء الذين وصفوا الطلب الاقتصادي الكلي والنشاط الابتكاري بأنهما غير كافيين، مقارنة بالعدد الذي ذكر ذلك الربيع الماضي.
وقال يي قانغ محافظ البنك المركزي الصيني، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفقا لرويترز، أن احتمال تصاعد التوترات التجارية والغموض السياسي يمثلان عوامل الخطر الرئيسية التي تواجه الاقتصاد العالمي.
وترى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن تصاعد التوترات التجارية يؤثر بشكل متزايد على الثقة والاستثمارات ويزيد من حالة غموض السياسات ويزيد من مشاعر الخوف من المخاطرة في الأسواق المالية ويعرض احتمالات النمو المستقبلي للخطر.
واعترف وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بأن النمو العالمي يتباطأ ويؤثر بشكل متواضع على الولايات المتحدة.
وأضاف أن الاقتصاد الأمريكي يظل قويا مع تدفقات جيدة لرأس المال.
وقال الوزير في منتدى مستقبل الاستثمار بالعاصمة السعودية الرياض: "ما من شك في أن الاقتصاد العالمي يتباطأ وإن لذلك بعض التأثير المعرقل بشكل متواضع على الاقتصاد الأمريكي".
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز