سياسة
صنع الله يستقوي بمليشيات الزاوية.. هل يقود طرابلس نحو الحرب؟
رغم مرور أيام على قرار إقالة مصطفى صنع الله من رأس مؤسسة النفط بليبيا، فإن تداعيات ذلك ما زالت تتوالى، في وقت يستقوي فيه الرجل بمليشيات الزاوية.
فصنع الله الذي ظل جاثمًا على قلوب الليبيين طيلة ثمانية أعوام، قابضًا يديه على خزائن البلد، بتحكمه في مصدر دخل ليبيا الوحيد، ما زال يرفض الانصياع لقرار إقالته الصادر من الحكومة منتهية الولاية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
وفي محاولة منه لإجبار الدبيبة على التراجع استعان صنع الله بمليشيات الزاوية بقيادة مهرب الوقود المليشياوي محمد كشلاف الملقب بـ"القصب" والتي أغلقت الطريق الساحلي، بعد أن سيطرت على "بوابة 17" غرب طرابلس.
وبأكثر من 50 آلية عسكرية مدججة بالسلاح، شهدت المناطق في غرب العاصمة طرابلس انتشارًا مفاجئًا لميلشيات الزاوية المسلحة، التي تسعى لإعادة مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، باعتباره أحد الداعمين لهذه المليشيات التي تعمل في تهريب الوقود تحت إشرافه ودعمه.
إغلاق طرق
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة توضح إغلاق المليشيات للطريق الساحلي والطرق المتفرعة منه.
وقالت نسرين لملوم معلمة، إحدى سكان مدينة الزاوية غرب طرابلس، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات المسلحة التي لا نعرف تبعيتها، منعتنا من الدخول إلى العاصمة خلال الأيام الماضية"، مشيرة إلى أنها لاحظت انتشارًا كثيفًا للآليات المدرعة بمحيط مدينة الزاوية.
وأضافت: "نتخوف من اندلاع حروب واشتباكات جديدة في مدينة الزاوية غربي ليبيا، والتي لا تهدأ فيها الاشتباكات منذ سنوات".
تهريب الوقود
ويتنامى نشاط مليشيات "القصب" في تهريب الوقود بالزاوية، من خلال استغلال الشباب، عبر الإيحاء بتوفير فرص عمل، ثم الزج بهم في الأنشطة الإجرامية وتهريب الوقود.
ورغم معرفته بتهريب مليشيات الزاوية للوقود، إلا أن رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة لم يستطع إيقاف هذا التهريب، بل إنه أقر في اجتماع مع وزير داخليته في أبريل/نيسان الماضي بعمليات التهريب تلك، قائلا إن "محطات الوقود في الزاوية تزود نهارا بكميات من البنزين ثم تسحب هذه الكميات ليلا لتهريبها".
وتنشط في غرب ليبيا بشكل كبير العصابات المتخصصة في تهريب الوقود إلى دول الجوار سواء عبر البر نحو تونس ودول أفريقية أخرى، أو عبر البحر نحو مالطا.
وفي أواخر 2018، كشف فريق من خبراء الأمم المتحدة عن شبكة لتهريب النفط في مدينة الزاوية بغرب ليبيا، تقودها مليشيات مسلحة، قال إنها "تسهم في تفاقم العنف، وتهدد السلام والاستقرار في غرب ليبيا والدول المجاورة".
واتهم الخبراء في تقريرهم آنذاك "مليشيا النصر"، التي تتولى تأمين المصفاة تحت إشراف صنع الله ، بتدبير عمليات تهريب الوقود بالتعاون مع المليشيات المسلحة في الزاوية وصبراتة والعجيلات وورشفانة من مصفاة الزاوية.
تعاون "ملوث"
تعاون صنع الله مع المليشيات المسلحة لم يقتصر على الدعم المالي واللوجستي، بل إنه كلفهم بمهام تأمين الحقول النفطية، ومقر المؤسسة الوطنية للنفط، وتكفل بعلاج جرحاهم ضمن نفقات المؤسسة الوطنية للنفط.
من جانبه، قال الباحث السياسي عبد الحق الأوجلي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "أغلب إيرادات عمليات التهريب التي تشهدها مدينة الزاوية، تعود إلى دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة، بالإضافة إلى تسليح المليشيات العاملة في تهريب الوقود عبر البحر المتوسط".
وأضاف الباحث السياسي، أن السلطات الأمنية حاولت خلال الأعوام الماضية إيقاف هذه العمليات، لكنها لم تستطع مواجهة وضبط مليشيات مدعومة بأسلحة وذخائر ومدرعات عسكرية، بأحدث التقنيات.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg
جزيرة ام اند امز