الجولان المحتل.. هدية ترامب لنتنياهو للفوز بانتخابات إسرائيل
تصديق ترامب على ضم الجولان لإسرائيل يعتبر عقبة أمام أي مفاوضات سلام منتظرة بين سوريا وإسرائيل، وبمثابة هدية لبنيامين نتنياهو.
جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاعتراف بـ"سيادة إسرائيل" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، بمثابة هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في أبريل/نسيان المقبل.
- هضبة الجولان.. احتلال متعدد الجنسيات "يحرق" الخريطة السورية
- إدانات ورفض عربي ودولي لتصريحات ترامب بشأن الجولان المحتلة
ولطالما سعى نتنياهو لانتزاع هذا الاعتراف، إذ يرى عدد من المراقبين أن إعلان ترامب بمثابة هدية لحملة رئيس الوزراء الاسرائيلي الانتخابية، الذي يخوض منافسة صعبة مع تحالف سياسي يقوده رئيس الأركان السابق بيني غانتس ووزير المالية السابق يئير لابيد.
كما أن توقيت إصدار الرئيس الأمريكي للقرار الذي جاء عبر تغريدة على موقع تويتر، الخميس الماضي، ووُقع اليوم الإثنين بشكل رسمي، أثار الريبة، خاصة وأنه يأتي قبل أيام من الانتخابات الإسرائيلية والتي يعاني فيها بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء من ضربات موجعة سواء من منافسيه أو من القضاء الذي يتهمه بالفساد.
ولأكثر من نصف قرن، كان أحد أسس سياسة الولايات المتحدة للشرق الأوسط هو قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعا إسرائيل للتنازل عن أراض احتلتها في حرب 1967 من أجل السلام مع جيرانها العرب.
إلا أن تصديق ترامب لضم إسرائيل للجولان، الذي قاومته واشنطن منذ عام 1981، يعتبر عقبة أمام أي مفاوضات سلام في المستقبل بين سوريا وإسرائيل، واعتُبر بمثابة هدية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تباهي بالقرار، واعتبره "تاريخيا".
هدية لنتنياهو
نتنياهو الذي كان يقف بفرح، بجانب الرئيس ترامب، الإثنين، خلال زيارته للولايات المتحدة، يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه، وناشد ترامب أكثر من مرة للقيام بهذه الخطوة، التي تعزز ادعاءه بأنه يستطيع الحفاظ على سلامة إسرائيل بسبب علاقاته الوثيقة بالبيت الأبيض.
وأظهرت استطلاعات جديدة للرأي صدرت الأسبوع الماضي، أن نتنياهو يتراجع أمام خصومه، وهو ما يجعل من زيارته إلى واشنطن والتوقيع على القرار فرصة لاستعادة زخم حملته.
وعقب التغريدة، أكد نتنياهو لترامب أنه دخل "التاريخ" خلال محادثة هاتفية بينهما، ووصف مبادرته بأنها "معجزة بوريم"، في إشارة إلى "عيد المساخر " الذي كان اليهود يحتفلون به.
حملة نتنياهو الانتخابية لطالما ركزت على علاقته بسيد البيت الأبيض، وتظهر صور ترامب على لافتات ضخمة للحملة في إسرائيل وهو يصافح نتنياهو ويبتسم، بينما شارك الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلا مصورا يصف الرئيس الأمريكي فيه بـ"القوي" و"الرابح".
سلسلة هدايا
ويعد قرار هضبة الجولان السورية أحدث خطوة ضمن سلسلة هدايا قدمها ترامب لحليفه بنيامين نتنياهو، حيث استبقته الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي الأخير لحقوق الإنسان، الذي أسقط صفة احتلال "إسرائيل" لمرتفعات الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة، واستعاضت عنها بعبارة "التي تسيطر عليها إسرائيل".
وشملت قائمة الهدايا التي قدمها ترامب لنتنياهو منذ وصوله للبيت الأبيض في انتخابات 2016، الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل»، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووقف الدعم لوكالة تشغيل وغوث اللاجئين «الأونروا»، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وغيرها من القرارات.
الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل غير مرتبط بأي استراتيجية أمريكية، وليس له أي داع بخلاف مكافأة نتنياهو، الذي أصبح أحد أنصار ترامب الأكثر وضوحا، بحسب مراقبين.
وعقب القرار، سارع حلفاء نتنياهو إلى إضافة هذا الأمر لقائمة إنجازاته، حيث وصفه وزير الأمن العام والشؤون الاستراتيجية في إسرائيل، جلعاد أردان، بأنه "إنجاز هائل آخر لدولة إسرائيل وحزب الليكود ورئيس الوزراء"، وقال مؤيدو نتنياهو إنها "هدية الانتخابات التي حلم بها".
بينما كتبت إحدى الناقدات، وتدعى أنشيل فايفر، في مقال بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "لا أحد يحاول التظاهر بعد الآن بأن دونالد ترامب لا يتدخل في انتخاب إسرائيل نيابة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وفي مواجهة التحقيقات حول اتهامات الفساد التي تدور حول رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلصت فايفر إلى أن تغريدة "ترامب حول مرتفعات الجولان جاءت في التوقيت المثالي لـنتنياهو".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز