الألعاب الإلكترونية.. وسيلة "حزب الله" الجديدة لنشر أيديولوجيته الإرهابية
اللعبة ثلاثية الأبعاد كانت في الأصل تلعب على أجهزة الكومبيوتر، وتعتبر واحدة بين عدة ألعاب أطلقتها المليشيا الإرهابية
تبذل مليشيا حزب الله الإرهابية جهودا كبيرة لنشر أيديولوجيتها المتطرفة في المنطقة، ويتضح جليا بتوجهها إلى الألعاب الإلكترونية التي تبذل قصارى جهدها للترويج لها.
وكشفت مجلة "فوربس" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني خلال تقرير حصري نشرته، اليوم الجمعة، أن أكثر من 10 آلاف شخص قاموا بتحميل لعبة "هولي ديفنس أو الدفاع المقدس"، التي أطلقها حزب الله، من متجر مؤسسة "جوجل بلاي"، وعلى الرغم من أنه لا يوجد كثير من التفاصيل بشأن اللعبة، كشفت المجلة عن كيفية استخدام المليشيا لها لنشر أيديولوجيتها الإرهابية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن حزب الله استخدم المنصات الإلكترونية الأمريكية، خلال السنوات الأخيرة،لنشر أيديولوجيته، لافتة إلى أن لعبة "الدفاع المقدس" تعتبر أول حالة تطور فيها مجموعة إرهابية لعبة إلكترونية وتصل إلى فضاء الهواتف المحمولة ومتجر جوجل للتطبيقات.
وأشارت المجلة خلال تقريرها إلى أن الألعاب على الهواتف الذكية لا تمثل فقط سلاحا جديدا في الحرب المعلوماتية التي يشنها حزب الله، لكنها أيضا تسلط الضوء على قضية يتوجب فيها على أحد عمالقة الشركات في العالم اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان الحزب مجموعة إرهابية أم مجرد كيان سياسي.
وفيما لم تعلق مؤسسة "جوجل بلاي" على ما ورد بتقرير المجلة بشأن اللعبة، قامت في غضون 48 ساعة بإزالة "الدفاع المقدس" من متجرها.
إطلاق اللعبة
اللعبة ثلاثية الأبعاد كانت في الأصل تلعب على أجهزة الكومبيوتر، وتعتبر واحدة بين عدة ألعاب أطلقتها المليشيا الإرهابية خلال السنوات الأخيرة، وقد توصلت "فوربس" للعبة المخصصة لنظام أندرويد في ديسمبر/كانون الأول، بعد فترة قصيرة من إطلاقها عبر متجر "جوجل".
وأوضح التقرير أن مطور اللعبة هو علي الموسوي، الذي عمل على تطوير واحدة أخرى لصالح المليشيا الإرهابية تسمى "ذا كامينج مورنينج أو الصبح القريب"، لكن هناك اسم آخر ضمن قائمة مطوري الألعاب الإلكترونية للمليشيا، هو موسى طراف من بيروت.
ويتضح من البحث المكثف أن طراف على صلة بحزب الله، وبمواقع أخرى تابعة لقادة المليشيات، من بينهم المكتب السياسي للحزب إبراهيم أمين السيد.
وقال جاك جوي، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، إن عدد المواقع الإلكترونية والألعاب التي يقف وراءها طراف، تكشف عن مدى الجهود التي تبذلها المليشيات على الإنترنت، وإلى جانب الألعاب فإنها تعتبر طريقة لإظهار المليشيات قدراتها التكنولوجية.
وأضاف "على صعيد آخر تصبح الألعاب أيضا مواقع رئيسية لتشجيع الكثير من المراهقين اللبنانيين من قاعدة المليشيا، على إظهار أنفسهم في هذه الرواية، وتخيل أنهم يحققون ذلك النوع من الأدوار العسكرية العنيفة التي يعمل الحزب على توجيههم نحوها في نهاية المطاف".
وذكرت المجلة أن حزب الله ليس أول عدو لأمريكا يستخدم ألعاب الهواتف كمنصة لنشر دعايته، فمثلا أطلقت كوريا الشمالية ألعابا للهواتف الذكية عام 2017 مكلفة بمهمة التصعيد النووي مع الولايات المتحدة.
لكن من وجهة نظر جوي، هناك مفارقة أيضا في قلب الاستراتيجية الإلكترونية لحزب الله، إذ تستفيد المجموعة من نفس المنصات الرأسمالية الغربية، التي يفترض أنها تقف ضدها.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز