"قمة الحكومات".. "إيلون ماسك" ينثر الأمل للبشرية من الإمارات (بروفايل)
على مسار المتغيرات العصرية المتسارعة، يسعى الملياردير الأمريكي "إيلون ماسك" لاستشراف خارطة طريق ذكية لمستقبل الاقتصاد العالمي والبشرية.
وذلك خلال مشاركته (عن بعد) في الدورة الحالية للقمة العالمية للحكومات، والتي سوف تشهد استكمال حواره الذي بدأه في دورة عام 2017 حول الابتكار وريادة المستقبل.
الملياردير الأمريكي الذي يُعد ثاني أغنى شخص في العالم بصافي ثروة تقدر بـ179 مليار دولار، حسب بيانات مؤشر بلومبرغ للمليارديرات بتاريخ 12 فبراير/شباط 2023، سيستكمل الحوار، خلال جلسة رئيسية تحت عنوان "حوار مع إيلون ماسك 2.0"، ليكون ختام القمة العالمية للحكومات 2023، يوم الأربعاء 15 فبراير/شباط 2023، ثريًا بالأفكار والتطلعات.
أكثر الرجال نفوذًا وتأثيرًا بالعالم
إيلون ماسك هو رجل أعمال ومستثمر ومخترع وملياردير أمريكي من أصل جنوب أفريقي، وأيضًا هو المؤسس والرئيس التنفيذي وكبير المهندسين في شركة SpaceX ، ومدير تنفيذي ومهندس منتج لشركة Tesla، المالك والرئيس التنفيذي لشركة Twitter، ومؤسس شركة Boring، وكذلك المؤسس المشارك لشركة Neuralink و OpenAI، ورئيس مؤسسة المسك الخيرية.
ولد إيلون ماسك في 28 يونيو/حزيران 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا، فوالده مهندس أنجلو جنوب أفريقي ووالدته اختصاصية تغذية كندية، وقد حاز على الجنسية الكندية بعد انتقاله إليها عام 1988، ثم غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على جنسيتها عام 2002.
حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ودرجة رجال الأعمال. وانتقل عام 1995 إلى كاليفورنيا لنيل الدكتوراه من جامعة ستانفورد، ولكنه ترك الجامعة بعد يومين فقط من انضمامه إليها لمتابعة طموحاته في مجالات الإنترنت والفضاء الخارجي والطاقة المتجددة.
وقد بدأ "ماسك" تعلم برمجة الحاسوب في سن مبكرة، وباع وهو في سن 12 أول برمجة للعبة فيديو.
وأسس شركات ضخمة جعلته مليونيرا، أبرزها شركة "أيكس دوت كوم"، وهي شركة مالية تتيح للمستخدم خدمات الدفع عبر الإنترنت، والشركة الفضائية التكنولوجية "سبيس أكس" التي أسسها في يونيو/حزيران 2002، وشركة تصنيع السيارات الذكية تيسلا موتورز عام 2003.
وبرز نجم ماسك من خلال شركة "سبيس أكس" التي يشغل منصب المدير التنفيذي فيها، وتصنع الشركة صواريخ الفضاء، مع التركيز على تزويد الصواريخ بأحدث المعدات المواكبة للتكنولوجيا.
طموح بلا حدود لتغيير مستقبل البشرية
إيلون ماسك قرأ الموسوعة البريطانية كاملة وهو في سن التاسعة، واهتم بالاطلاع في علوم الفضاء والتكنولوجيا والفيزياء والطاقة المتجددة.
ويطمح ماسك لتغيير شكل الحياة على الأرض، وأصبح حديث العالم منذ إعلانه توفير الإنترنت عالي السرعات للكوكب كله عبر 12 ألف قمر صناعي.
لمعرفة سبب وجود مخاطر مخيفة قد تحدث إذا تجاوز الذكاء الحاسوبي الذكاء البشري، فقد حذر ماسك بشكل متكرر من مخاطر الذكاء الاصطناعي غير الخاضع للرقابة، وقال في تغريدة عام 2014 "نحن بحاجة إلى أن نكون حذرين للغاية من الذكاء الاصطناعي"، واصفا إياه بأنه "يحتمل أن يكون أكثر خطورة من الأسلحة النووية".
وفي فيلم وثائقي عن الذكاء الاصطناعي بعنوان هل تثق بهذا الكمبيوتر؟ قال ماسك "إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم لإنشاء دكتاتور خالد لا يمكننا الهروب منه أبدا". ولهذا تبرع ماسك بـ 10 مليارات دولار إلى "معهد مستقبل الإنسانية" من أجل تنظيم الذكاء الاصطناعي.
حوار مع إيلون ماسك ٢.٠.. واستشراف المستقبل
وبعد مضي 6 سنوات، يعود إيلون ماسك إلى القمة العالمية للحكومات لاستكمال الحوار الثري الذي بدأه في 2017 حول الابتكار وريادة المستقبل.
الفارق بين الحوار الأول والثاني، 6 سنوات، خلالها تغيرت الكثير من معالم العالم اليوم، وتطلعات المستقبل، وأصبح "ماسك" مالك ورئيس موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أكثر إثارة للأفكار، فهو له في كل حدث رأي وقرار، ليزداد تأثيراً في مختلف المستويات.
في 2017، تحاور محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، والملياردير الأمريكي إيلون ماسك عن توقعات شكل العالم خلال العشرين أو الثلاثين عاماً المقبلة، وإن كان "ماسك" يومها اعترف أنه من الصعب التنبؤ بذلك، لأن التطورات تحصل بوتيرة سريعة جدًا، لكنه أوجز التوجهات المستقبلية السائدة.
وفقًا للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، سيشكل الذكاء الاصطناعي عوناً للبشرية وخطراً يتهددها على حد سواء. فيما قال إن إجراء نقاش مع آلة تتمتع بذكاء اصطناعي في المستقبل سيكون بمثابة "زيارة من قبل مخلوقات فضائية فائقة الذكاء".
وقال المؤسس المشارك لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" عند سؤاله عما إذا كان الذكاء الاصطناعي يشكل خطراً أو منفعةً للبشرية خلال جلسة مباشرة في القمة العالمية للحكومات في فبراير/شباط 2017: "أعتقد أنه ينطوي على كلا الأمرين على حد سواء، وتتمثل إحدى الطرق التي نفكر بها في الأمر في أن نتصور بأنه ستتم زيارتنا من قبل كائناتٍ فضائية فائقة الذكاء، خلال 10 أو 20 عاماً كحد أقصى".
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي والآلات ذاتية الحركة "ستتطور بشكل كبير. وأعتقد أن هذا سيحدث خلال 10 أعوام على الأرجح، وسيصبح تصنيع سياراتٍ غير ذاتية القيادة بالكامل أمراً غير معتاد".
لكن يبقى التساؤل الملح والذي يفرض نفسه اليوم، هو: ما الذي سيطرحه الملياردير المثير للجدل في زيارته الثانية؟ بدءاً من الأحداث الجيوسياسية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وصفقة الاستحواذ على تويتر وعالم الفضاء.