خبراء: إخوان تونس يعلنون إفلاسهم بالقفز من قارب الحكومة
الخبراء يؤكدون أن حركة النهضة عودت التونسيين على الازدواج في مواقفها، وعدم احترامها للحد الأدنى من الأمانة السياسية.
اعتبر خبراء سياسيون أن الانقلاب المفاجئ لإخوان تونس على رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي لطالما دعموه، كشف عن مدى تخبطهم وإفلاسهم.
- سياسي تونسي: الغنوشي يخطط لخداع الناخبين من جديد
- رسائل الغنوشي.. مناورة انتخابية أم انقسام إخوان تونس؟
وأشار الخبراء إلى أنه قبل أشهر معدودة من الانتخابات، وبعد سنوات طويلة من شعارات جوفاء تدعي التمسك بالاستقرار، يقفز إخوان تونس فجأة من قارب الحكومة، ويقدمون حليفهم الشاهد قربانا لأطماعهم بالسيطرة على مفاصل البلاد.
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية في تونس، لم يناور هذه المرة، ولم يضمن أهدافه وراء كلماته كالعادة، وإنما بدا مباشرا بشكل يجزم به محللون أن "الرجل يختنق تحت وطأة الضغط المسلط على حركته".
وعلى هامش اجتماع حزبي بمحافظة المنستير الساحلية (شرق)، قال الغنوشي: "نحن بصدد التشاور مع كل الأطراف حول ما إن كانت الحكومة القائمة اليوم هي التي ستقود الانتخابات، أم سيقع تغيير حكومي لقيام حكومة تكنوقراط وحكومة انتخابات".
وتابع وكأنه يحاول الدفع بوتيرة التشويق إلى أقصاه، والتقليص في الوقت نفسه من إحراج حليفه السابق: "أن فرضية تغيير الحكومة قبل الانتخابات غير مستبعدة".
تصريحات، وبقدر ما عكسته من إفلاس سياسي، فجرت أيضا كما هائلا من الانتقادات، وطرحت استفهامات عديدة حول أهداف إخوان البلاد من هذه الحركة المفاجئة.
ورجح البعض أن الإخوان تهدف لبعثرة الأوراق وبث مناخ من انعدام الثقة حتى تتمكن من اللعب على أكثر من طيف سياسي، في حين رآها آخرون هدية متأخرة للرئيس الباجي قائد السبسي "العالق في أزمة حزبه (نداء تونس)".
وأكد آخرون أن الإخوان عصفوا بـ"ضمانة" الاستقرار التي لطالما ادعوا التشبث بها، وفي توقيت حرج، مؤكدين أنهم يكذبون أنفسهم بأنفسهم، وأنه وقتما بدأ الخناق يضيق حولهم ضحوا بحليفهم.
إفلاس يدفع نحو التخبط
واعتبر غازي الشواشي الأمين العام لحزب "التيار الديمقراطي"، أن عزف الحركة الإخوانية على وتر التناقضات سواء في مواقفها أو في تعاملها مع المشهد التونسي عموما لا يعتبر أمرا مستجدا.
وأضاف، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الموقف الإخواني يأتي في صميم أيديولوجية الحركة المبنية على التضارب والازدواجية، خصوصا حين يضيق عليها الخناق، وتبدأ بالدخول في مرحلة الإفلاس السياسي".
ولفت إلى أن "النهضة عودتنا على الازدواج في مواقفها، وعدم احترامها للحد الأدنى من الأمانة السياسية".
وأضاف أنه "في خضم الانقسامات الداخلية التي تعاني منها النهضة، واهتراء رصيدها السياسي أيضا في عيون الناخبين، مقابل صعود أحزاب المعارضة، لم تجد الحركة الإخوانية بدا من القفز من المركب قبل غرقه، عقب تيقنها من نفاد الرصيد السياسي للشاهد وحكومته".
وخلص السياسي إلى أن "اختناق الإخوان داخل بوتقة أدائهم الحكومي الفاشل، أجبرهم على اتخاذ قرار الذهاب نحو الانتخابات وهم بعيدون عن واجهة الحكم".
التنظيم السري وملفات ملغومة
من جانبه، رأى زهير المغزاوي الأمين العام لحركة "الشعب" في تونس، أن "النهضة تبحث عن مخرج آمن من معضلة التنظيم السري، وذلك عبر سعيها لاسترضاء الرئيس الباجي قائد السبسي من جديد، من خلال تحقيق رغبته في تنحية الشاهد من الحكومة".
وبهذه الحركة، تخطط النهضة لتخليص السبسي العالق في أزمة خانقة بين ابنه (حافظ- المدير التنفيذي لحزب نداء تونس)، والشاهد، وتأمل بذلك في إغلاق ملف التنظيم السري التابع لها والمسؤول عن الاغتيالات التي شهدتها البلاد، علاوة على ملفات عديدة أخرى تحرج الحركة مثل مسؤوليتها عن تسفير شباب تونسي للقتال مع تنظيم داعش الإرهابي.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، اعتبر المغزاوي أن "تصريحات زعيم الإخوان تعكس أن حركته بلا مبادئ، وهي التي صدعت رؤوس التونسيين بحكاية الاستقرار السياسي والحكومي".
صراعات عميقة داخل الحركة
المغزاوي لفت أيضا إلى أن "النهضة تعاني من صراعات داخلية عميقة" كشفتها تصريحات الغنوشي الأخيرة.
وأوضح أن "الحركة تحاول على الدوام إظهار نفسها على أنها حزب موحد لا تشوبه خلافات، ولكن هذا غير صحيح، لأن الخلافات تهزها، وهناك شق يدعم التحالف مع السبسي أو مع الشاهد وآخر يرفضه، ويبدو أن الشق الأخير حقق غلبة من نوع معين".
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز