ألمانيا تطالب مساجدها التركية بالتحرر من نفوذ أردوغان
مطالبات حكومة شمال الراين ويستفاليا جاءت بعد مشاركة أعضاء في جماعة الإخوان الإرهابية في مؤتمر لاتحاد المساجد الإسلامية التركية.
طالبت حكومة شمال الراين ويستفاليا، أكبر ولايات ألمانيا من حيث عدد السكان، اتحاد المساجد الإسلامية التركية (ديتيب) بالتحرر من التبعية للدولة التركية والخروج من نفوذها المباشر.
وقال متحدث باسم حكومة شمال الراين ويستفاليا، في تصريحات صحفية مطلع الأسبوع الجاري، إنه "فقط عندما تكون هناك خطوات ملحوظة على هذا الطريق (التحرر من تبعية أردوغان)، يكون من الممكن البت في أشكال مختلفة من التعاون".
- نائبة بالبرلمان التركي: الأوضاع في سجون أردوغان مأساوية
- مقصلة أردوغان.. فصل 17 قاضيا ومدعيا عاما في تركيا والتهمة صلتهم بـ"غولن"
وجاءت مطالبات حكومة شمال الراين ويستفاليا على خلفية مشاركة قيادات من جماعة الإخوان الإرهابية بمؤتمر مثير للجدل نظمه الاتحاد.
وأثارت مشاركة الإخوان في مؤتمر ديتيب عاصفة من الغضب، ولوح مسؤول ألماني الأسبوع الماضي بإجراءات تجاه تنظيم الإخوان وعناصره في البلاد، مؤكدا أن "الإخوان يتبنون مواقف لا يمكن التوفيق بينها وبين مقتضيات دستور البلاد، ويتعين على الدولة أن تكون يقظة بهذا الشأن".
وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامي التركي تحت مراقبة هيئة حماية الدستور، وذلك بعد مشاركة ممثلين عن تنظيم الإخوان في فعاليات ديتيب.
دائرة الغضب تجاوزت المسؤولين وشملت أيضا قيادات إسلامية بارزة، حيث قال رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، أيمن مزيك، في تصريحات صحفية، إنه "سيكون من المؤسف حقا إذا لم يفهم اتحاد ديتيب مؤشرات العصر ويعمل كل شيء من أجل تطوير وترسيخ طائفة مسلمة ألمانية".
وبالنسبة للمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، حسب مزيك، فإنه من الطبيعي أن يكون هناك إسلام بطابع ألماني أو أوروبي.
وتابع مزيك، بحسب موقع دويتشه فيله، أنه "في تاريخ الإسلام على مدى 1400 عام كانت هناك دائما مفاهيم بطبائع مختلفة على الأقل من الناحية الحضارية (..) كما أن هناك مفاهيم مختلفة فيما يخص تأهيل أئمة المساجد". وبحسب مزيك، فإن وزارة الشؤون الدينية التركية "ديانات" تعد حاليا 400 إمام يتكلمون اللغة الألمانية في تركيا، مشيرا إلى "أننا نرغب في إعداد وتأهيل الأئمة هنا في ألمانيا".
وتعرض اتحاد "ديتيب" لانتقادات شديدة عقب تنظيم المؤتمر الذي استمر 3 أيام وعقد في أروقة مسجده المركزي في كولونيا، وكان من بين المنظمين للمؤتمر دائرة الشؤون الدينية الحكومية التابعة للدولة التركية، ما أثار انتقادات واسعة في ألمانيا.
وكان تقرير نشره موقع "فوكوس" الألماني، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكد أن "سلطات الأمن الألمانية تعد تنظيم الإخوان على المدى المتوسط أخطر من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين على الحياة الديمقراطية في ألمانيا".
واستند التقرير إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية، والتي أكدت أن "الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان أصبح ملموسا، خاصة في ولاية شمال الراين ويستفاليا"، كما أن السلطات الأمنية ينتابها قلق من حصول تأثير كبير من قبل الإخوان على "المجلس الأعلى للمسلمين" ببرلين.