مجموعة السبع.. دروس الجائحة واقتصاد عالمي أكثر عدالة
أكد قادة دول مجموعة السبع، أن القمة الحالية، فرصة للاستفادة من دروس جائحة كورونا، ودعوا لاقتصاد عالمي أكثر عدالة، بمشاركة أكبر للمرأة.
وانطلقت قمة قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الجمعة، في منتجع كورنوال وسط تصميم على تأكيد وحدتهم في مواجهة الأزمات العالمية بدءا بالمناخ والوباء مع التركيز على إعادة توزيع مليار جرعة لقاح ضد "كوفيد-19".
دروس الجائحة
قال بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا، لقادة دول مجموعة السبع، الجمعة، إن قمة المجموعة الجارية حاليا فرصة للاستفادة من دروس جائحة فيروس كورونا وضمان ألا يكرروا الأخطاء التي وقعت خلالها، وذلك حسب رويترز.
وأضاف جونسون في كلمة أمام قادة المجموعة والاتحاد الأوروبي أيضا: "أرى أن من الضروري حقا عقد هذا الاجتماع لأننا نحتاج إلى ضمان أن نستفيد من دروس الجائحة، نحن بحاجة إلى ضمان ألا نكرر بعض الأخطاء التي لا شك ارتكبناها خلال الثمانية عشر شهرا الماضية أو نحوها".
أوضح رئيس وزراء بريطانيا: "نحن بحاجة للتأكد من أننا نسمح الآن لاقتصاداتنا بالتعافي".
وكانت الحكومة البريطانية بصفتها حكومة الدولة المضيفة للقمة أعلنت في وقت سابق، أن مجموعة السبع تريد مساعدة البلدان الفقيرة بمليار جرعة لقاح.
وأوضح، أنه يجب أن يكون الدعم المخطط حتى العام المقبل ممكنا من خلال توزيع اللقاحات وتمويل تكاليفها.
وتعتبر قمة السبع، هي أول قمة حضورية منذ سنتين تقريبا، تضم ألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، وكندا، واليابان، والولايات المتحدة، في منتجع كاربيس باي الساحلي في شمال غرب إنجلترا.
مشاركة أكبر للمرأة
واقترح رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ضرورة أن تدعم مجموعة السبع الكبرى تعافيا اقتصاديا من جائحة فيروس كورونا بـ"مشاركة أكبر للمرأة"، حسب وكالة الأنباء الألمانية.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي ايه ميديا" عن جونسون قوله إن مواطني دول مجموعة السبع "يريدون منا أن نتأكد من أننا نتغلب على الوباء معا وأننا نناقش كيفية عدم تكرار ما شهدناه مطلقا ".
وأوضح جونسون: "لكننا نقوم أيضا بإعادة البناء بشكل أفضل معا وإعادة البناء بالاهتمام بالبيئة بشكل أكثر وإعادة البناء بشكل أكثر عدلا وأكثر مساواة.. وبطريقة أكثر حيادية بين الجنسين وربما بدور أكبر للمرأة".
اقتصاد أكثر عدالة
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه حان الوقت "لبدء العمل" خلال قمة قادة دول مجموعة السبع الكبرى في كورنوال.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية "بي ايه ميديا" عن بايدن قوله إنه "اليوم الرسمي الأول لقمة مجموعة السبع هنا في المملكة المتحدة".
وقال إنه "يتطلع إلى تعزيز تعهدنا بالتعددية والعمل مع حلفائنا وشركائنا لبناء اقتصاد عالمي أكثر عدالة وشمولا".
وأضاف "لنبدأ العمل".
مليار جرعة
ومن جهته ذكر البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن رحب بخطط مجموعة الدول السبع الكبرى "جي 7" للتبرع بمليار جرعة لقاح كورونا للدول الفقيرة واعتبر ذلك حدثا تاريخيا.
ووعدت الولايات المتحدة بتوفير نصف مليار جرعة، منها فيما التزمت بريطانيا بتوفير 100 مليون أخرى عبر آلية كوفاكس العالمية لتشارك اللقاحات خصوصا.
وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، في بداية قمة الدول السبع الصناعية الكبرى والمنعقدة في جنوب غربي إنجلترا، أن هذا الالتزام يشكل أساسا لحزمة شاملة من إجراءات مجموعة الدول السبع لإنهاء الوباء خلال العام المقبل.
وقال البيت الأبيض إن خطة العمل التي سيتم البت فيها في اجتماع القمة الذي يستمر 3 أيام ستشمل تطعيم الأشخاص الأكثر ضعفا في العالم وتوفير إمدادات الطوارئ ودعم الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وربع الجرعات الـ2.3 مليار التي أعطيت في العالم حتى الآن إنما أعطيت في دول مجموعة السبع التي تضم 10% من سكان العالم.
والدول "الضعيفة الدخل" بحسب تصنيف البنك الدولي حصلت حتى الآن على 0.3% فقط من الجرعات.
ومجموعة السبع، هي منظمة سياسية دولية تتكون من أكبر سبعة اقتصادات في العالم؛ تأسست عام 1973 واجتمع قادتها لأول مرة في عام 1975، وهي تقليد دوري للقوى العالمية الكبرى لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحا.
وتضم مجموعة السبع، 7 دول وهي كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان وبريطانيا، والولايات المتحدة،
كانت روسيا قد انضمت في عام 1998 لتشكيل مجموعة الثماني، ولكنها خرجت في عام 2014 ، بعد ضم شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، في وقت لم تصبح الصين والهند عضوين على الرغم من حجمهما وقوتهما الاقتصادية.
الفجوة في توزيع اللقاحات
وينتظر أن تساعد خطة مجموعة السبع للتبرع بمليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 في مكافحة الوباء في البلدان الفقيرة، لكن لن يكون بمقدورها جسر الهوة الهائلة عالميا في الوصول إلى اللقاحات.
وتعد معدلات التطعيم في أفقر دول العالم أقل بكثير عن مجموعة الدول السبع الصناعية والدول الغنية الأخرى.
وبحسب البنك الدولي، يبلغ التفاوت في عدد الجرعات التي تم إعطاؤها حتى الآن بين مجموعة الدول الصناعية السبع والدول ذات الدخل المنخفض 73 إلى واحد.
ترحيب منظمة الصحة العالمية
ورحبت منظمة الصحة العالمية بالتعهدات بالتبرع باللقاحات، لكنها شددت على أنه في حين أن تقاسم الجرعات أمر ضروري، فإن مسألة الوقت لا تقل أهمية.
وبينما تصل هذه الجرعات إلى البلدان الفقيرة لتلقيح العاملين في قطاع الصحة وكبار السن - الفئتين الأكثر عرضة للوفاة بكوفيد - يمكن أن تحقق مجموعة السبع تقدّما جيّدا من خلال تطعيم الأطفال.
وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الجمعة إنه "ما يثلج الصدر للغاية" أن الدول التي لديها كميات كبيرة من الجرعات تستجيب الآن لـ"النداء الذي تم إطلاقه منذ يناير/كانون الثاني الماضي".
وتعهدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تطعيم معظم السكان البالغين بحلول نهاية الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي.
ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبرييسوس إلى بذل جهود جبارة لتطعيم ما لا يقل عن 10 % من السكان في جميع البلدان بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، وما لا يقل عن 30% بحلول نهاية العام.
وسيتطلب ذلك 250 مليون جرعة إضافية بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، منها 100 مليون خلال الشهرين الجاري والمقبل وحدهما.
وفي الواقع، فإن الدعوة إلى التطعيم العادل مدفوعة بمخاوف من أنه إذا تركت أجزاء من العالم مفتوحة على مصراعيها لانتقال الفيروس، ستزيد فرص ظهور طفرات مقلقة لا تنفع معها اللقاحات الحالية.