التكيف الزراعي.. حلول محاصيل المستقبل والأنظمة المتكاملة
يحتاج العالم للبحث عن طرائق فعّالة للتكيف الزراعي مع التغيرات المناخية؛ خاصة بعد أن صار حقيقة ملموسة.
مع ارتفاع درجات الحرارة، وانتشار الظواهر الطقسية المتطرفة، تأثرت جودة المحاصيل الزراعية وكمياتها، وجفت بعض الأراضي التي كانت مهيأة لزراعة أنواع معينة من المحاصيل؛ فعلى الرغم من أنّ الزراعة تُطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، إلا أنها في نفس الوقت، متأثرة بالتغيرات الطارئة في درجات الحرارة. لذلك؛ ظهرت فكرة زراعة محاصيل قادرة على التكيّف مع التغيرات المناخية.
حاجة حياتية
قامت الحضارات الإنسانية على الزراعة، واعتمد عليها الإنسان في تلبية معظم احتياجات جسمه للبقاء على قيد الحياة، ومع زيادة أعداد سكان العالم عن 8 مليار نسمة في نهاية 2022، زادت الحاجة للزراعة أكثر فأكثر، وعادةً ما يميل المزارعون لزراعة النباتات الأكثر إنتاجية، وهي التي يعتمد عليها ما يقرب من نصف سكان العالم، وهذه المحاصيل هي: القمح والأرز والذرة. وظهرت المحاصيل القادرة على التكيف مع المناخ، من ضمنها:
القطيفة
يمكن تناول بذور وأوراق نبات القطيفة، وهو نبات ينمو في مناطق كثيرة من آسيا وأفريقيا، ويتميز بكونه مصدرًا جيدًا للفيتامينات ومضادات الأكسدة والأحماض الأمينية. بالإضافة إلى قدرة نبات القطيفة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة والتكيّف معها، وذلك عبر إطالة موسم نموها.
حبوب الفونيو
اهتم البشر بزراعة نبات الفونيو منذ آلاف السنين؛ خاصة في غرب أفريقيا، ما جعله غذاءً أساسيًا ومهمًا لبعض المناطق، ويتميز هذا النبات بقيمته الغذائية العالية؛ إذ يحتوي على نسبة جيدة من الأحماض الأمينية وقليل من السكر، كما أنه خالٍ من الغلوتين، ما يجعله مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الغلوتين أو مرضى السكري. من جانب آخر؛ فهذه النبتة قادرة على النمو في التربة الفقيرة والجافة، وهذا ما تترقبه بعض أجزاء العالم خلال الفترة المقبلة؛ نتيجة الاحترار العالمي.
اللوبيا
إضافة إلى طعمها اللذيذ المحبب واحتواء أوراقها على البروتين، تتميز اللوبيا بتحملها للجفاف الشديد، ما يجعلها في قائمة النباتات المرشحة بقوة للزراعة في المستقبل؛ لقدرتها على التكيّف مع التقلبات المناخية.
كيرنزا
وهو نبات يشبه القمح، وواحد من النباتات التي تُصنف على أنها صديقة للبيئة. علاوة على ذلك؛ فهو مقاوم للتغيرات المناخية.
هل هناك حلول أخرى للتكيف الزراعي؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن اعتمادها في أثناء التكيف الزراعي، من ضمنها:
الأنظمة المتكاملة
وهي أنظمة تهدف إلى تعزيز التنوع في النظام البيئي؛ ما يعزز قدرته على التكيّف؛ فهناك بعض الأنظمة يُوظفها الإنسان لإنتاج المحاصيل الزراعية وأخرى لتربية الماشية وثالثة للغابات فقط. أما في حالة الأنظمة المتكاملة، يشمل النظام الواحد: المحاصيل والغابات أو المحاصيل والماشية أو الماشية والغابات أو المحاصيل والماشية والغابات معًا. هذا يعزز التكيّف في النظام، ويجعله أكثر قدرة على تحسين المناخ المحلي والحد من الظواهر الطقسية المتطرفة، وتعزيز الإنتاج والحد من تآكل التربة، والعديد من الفوائد الأخرى.
إعادة تأهيل المراعي المتدهورة
تتعرض المراعي للتدهور لعدة أسباب، لكن تدهورها هذا يجعلها أرضها أكثر عرضة للتآكل، وتقل مواردها الغذائية والمائية، الذي بدوره ينعكس على الماشية التي تُربى فيها. ومع إعادة تأهيلها، وجعلها أكثر استدامة عبر زراعة العلف وإدخال أشجار كثيرة. تصبح صالحة لتربية الحيوانات من جديد، وتتحسن جودة تربتها، وتقل انبعاثاتها من الكربون وتنخفض درجات الحرارة المحلية فيها، وتزداد رطوبتها؛ فتصبح أكثر مقاومة للحر والجفاف.
أنظمة الحراجة الزراعية
تعمل أنظمة الحراجة الزراعية على دمج الأشجار مع المحاصيل في نظام واحد، بحيث تصبح الأرض منتجة طوال العام، مع مراعاة أن تكون النباتات المزروعة مع بعضها ليست متنافسة. على سبيل المثال، نبات الكاكاو الذي ينمو بشكل أفضل عندما يكون تحت مظلة الأشجار الأخرى. وتُعد أنظمة الحراجة الزراعية وسيلة فعّالة لتعزيز التكيّف مع المناخ المحيط، وتُساعد في تحسين التنوع البيولوجي وجذب الملقحات وتحسين جودة التربة.
يحتاج العالم حقًا إلى اتخاذ خطوات فعّالة نحو التكيّف الزراعي، خاصة وأنّ أعداد سكان الأرض في زيادة مستمرة، وبمرور الوقت، تزداد أعدادهم، ومعهم تزداد حاجتهم للغذاء والزراعة.
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA= جزيرة ام اند امز