هذه هي الحقيقة التي ستخلصك يا حامد من وهم الافتراءات وضرب اللُحمة العربية، هذه الإمارات التي وضعت أصبعها على الجرح النازف لتداويه.
مواقف منحرفة شاذة عن قواعد اللياقة، تستهدف روابط الأخوة بين الفلسطينيين وشعوب منطقتهم، تصدر باجتماعات سياسية تتخذ منها غطاء للإساءة لدولة الإمارات التي أرست رؤى واضحة وثابتة لا تغبشها تفوهات عقيمة ولا يمسها كائن سقيم.
أساء مندوب منظمة الصاعقة معين حامد لدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الخميس الماضي، في تصريحات مشينة تستهدف الجاليات الفلسطينية بمنطقة الخليج العربي، ودولة معطاءة تختزل مفاهيم الأمن والاستقرار والتسامح والتعايش المشترك.
إساءة مرتدة على صاحبها أو متبنيها، بشهادة الصدمة والاستنكار اللذين أثارتهما في صفوف الجالية العربية بدولة الإمارات، ما يحشر التصريحات في زاوية المواقف الفردية الرعناء التي لا تمثل سوى صاحبها أو الجهة التي ينتمي إليها بالولاء والجغرافيا البعيدة عن أرض فلسطين.
الشيء من مأتاه لا يستغرب.. مثلٌ عربي يُطلق عادة لتفسير سلوك غير منطقي لشخص ما، ومدى انعكاس بيئته على تصرفاته.. مثلٌ ينطبق على حامد، بل إن العارف ببيئة الرجل، والرمال التي يتحرك فوقها، والبوصلة والأجندة التي يخدمها، لن يستغرب ما تفوه به الرجل الذي لا يمثل الكل الفلسطيني، وبالتأكيد لا ينطق بلسان من ذاق طعم الاستقرار والحياة الكريمة على أرض الإمارات.
فمن لم يختبر يوما مذاق الاستقرار والأمن، ولم يجرب معنى العطاء، أو التعايش أو التسامح، أو أن يلقي السلام بالعربية في هذا الشارع، ثم بالإنجليزية في مرآب البيت أو في محطة الوقود أو في أي مكان، لن يدرك معنى أن تعيش أكثر من 200 جنسية تحت عنوان واحد اسمه قبول الآخر المختلف تحت كنف الإمارات التي رسّخت قيما متفردة وضع لبنتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
من ألّف القوالب الجاهزة والعباءات ذات اللون الواحد، لن يتسنى له اكتشاف الألوان الأخرى، ولن يكتسب تلك القدرة الخارقة على تجاوز عقد الذات وانطوائها وتسليمها بقناعات النفس، ولن يدرك أبدا أن هناك "آخر يقف في المحور المتناظر لرؤانا ومواقفنا ونظرتنا للأشياء، وأن تلك المواقف ليست بالضرورة متطابقة مع ما يراه..
أرادها حامد شرارة حملة لتحريض الفلسطينيين ضد الإمارات، فإذا بشرفاء فلسطين يرفعون لافتات الحب لأشقائهم الإماراتيين الذين لامسوا طيبتهم ونخوتهم، راسمين خطوطا حمراء بوجه أي شخص أو طرف يمس بمصداقية الجالية وعمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تجمعهم بالأشقاء في دولة كانت، ولا تزال وستبقى قيادة وشعباً، محبة لفلسطين وقضيتها العادلة قولا وفعلا.
ألم يكن الأجدر بك أن تحرض أبناء جلدتك في غزة ليثوروا ضد من اكتووا بناره وسحل الأجساد أمام الأشهاد وقهر العباد وسلب الأرزاق ونصّب المشانق دون قانون أو حسيب، وتشدق بالدين زورا وبهتانا؟.
أراد حامد الإساءة لدولة الإمارات، فإذا به من حيث لا يشعر يستعرض للعالم بأسره الروابط الوثيقة بين الفلسطينيين والإماراتيين، ويؤكد بنفسه أن الدولة الخليجية معطاءة، وها هم الفلسطينيون يردون الجميل.. على طريقتهم.
هذه هي الإمارات يا حامد، هذه الأرض التي لم تنعم بخيراتها، هذه اليد التي جففت عرق الفلسطيني الذي أنهكته الحروب وصراع القبائل السياسية، هذا هو البلسم الذي داوى جراح الفلسطيني، وهذا الوطن الذي تفتقده، وهذا الحضن الذي لم تذق دفئه.
هذه الإمارات التي رسخت فينا معنى الانتماء للوطن والولاء للقيادة، هذه هي الحقيقة التي ستخلصك يا حامد من وهم الافتراءات وضرب اللُحمة العربية، هذه الإمارات التي وضعت أصبعها على الجرح النازف لتداويه وتركت لأمثالك لعق صديد الكراهية والحقد الذي تربيت عليه وتفوهت به.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة