"كتابك دواء".. مبادرة لدعم مرضى حمى الشيكونغونيا بالسودان
الكاتبة السودانية أيماض بدوي تقول إن فكرة المبادرة تقوم على منح كتاب لكل متبرع بالأدوية والأمصال العلاجية التي يحتاجها المصابون.
لم تجد الكاتبة السودانية أيماض بدوي من طريقة لدعم مرضى حمى الشيكونغونيا التي أجتاحت ولاية كسلا بالادوية والأمصال سوى إطلاق مبادرة تناسب مهنتها وهوايتها في جمع وبيع الكتب بكافة عناوينها.
وتقوم فكرة المبادرة وفقا لماذكرته الكاتبة لـ"العين الاخبارية" على منح كتاب لكل متبرع بالأدوية والأمصال العلاجية التي يحتاجها المصابون بالحمى.
وأطلقت أيماض مبادرتها على صفحتها في الفيسبوك، والتي تهدف لاستقطاب الشباب من هواة القراءة وحثهم على التبرع بالأدوية مقابل اقتناء الكتب.
وكتبت على صفحتها في ملصق إعلاني قائمة بالأدوية الضرورية التي يحب على الراغبين بدعم المرضى جلبها مقابل منحهم أحد الكتب التي يرغبون في اقتنائها.
وقالت إنها حاولت أن تقاوم فكرة اليأس التي تملكت السودانيين بعد تفشي المرض بشكل كبير، وعدم قدرة الجهات الحكومية على التصدي للمرض ووقف انتشاره.
وأضافت قائلة "حاولت أن أوضح للمجتمع إمكانية فعل شيء للمحتاجين بأبسط الأشياء".
وأشارت الكاتبة إلى أنها بدأت بمكتبتها الشخصية كخطوة أولى مضيفة أن المبادرة حققت نجاحا كبيرا.
وتقول :"وجد معرض الكتاب الأول الذي أقامته بالساحة الخضراء إقبالا واسعا من قبل المتبرعين بالأدوية لصالح مرضى حمى الشيكونغونيا بولاية كسلا".
وأضافت أن الاقبال اللافت من قبل المواطنين وخصوصا الشباب حفزها لإقامة معرض كتاب شبه يومي.
واستطاعات المبادرة ووفقا لإيماض جمع عدد من الأدوية اللازمة لمواجهة الحمى، وأهمها أدوية المسكنات، فيما تبرع أحد المواطنين بجهاز لشفط المياه من الرئة مقابل ديوان شعري.
وكتبت أيماض على صفحتها في فيسوبك تشكر جميع الذين دعموا المبادرة.
وقالت :"في البدء، أشكر كل من ساهموا في إنجاح الجزء الأول من المعرض في أربعة أيام متفرقة بالساحة الخضراء، في محاولة للوقوف مع أهلنا المصابين بالحمى في كسلا، التي ما زالت في حاجة للأدوية".
وأضافت أنه نظرا للحاجة الملحة، وزيادة أعداد المصابين بالحمى، أدعو الكتاب والوراقين للمشاركة في المعرض ومده بالكتب ليستمر التبادل يومي الخميس والجمعة المقبلين بالساحة الخضراء.
وقالت صاحبة المبادرة إن الخطوة التالية تتمثل في إقامة معرض لبيع الكتب للجمهور بمشاركة مجموعة من أصحاب المكتبات الشخصية من الشباب والمهتمين بنشر ثقافة القراءة، ومجموعات مايعرف بالوراقين الذين ازدادت أعدادهم في الآونة الأخيرة والتبرع بقيمتها لشراء الأدوية وتسليمها للمجموعات الطوعية التي تنشط في تقديم الدعم للمرضى.
وأضافت أن المعرض المقبل سيصاحبه معرض رسم للأطفال وتجمع للكتاب المهتمين بدعم مرضى ولاية كسلا.
وتفشت حمى الشيكونغونيا في ولاية كسلا السودانية في الشهر الماضي ووصل عدد المصابين بالحمى، وفقا لتقديرات حكومية، إلى 11 ألف مصاب.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فحمى الشيكونغونيا مرض فيروسي ينتقل بلدغات البعوض الحامل له وتدوم تلك الحمى، عادة خمسة أيام إلى سبعة أيام وتتسبب، غالبا، في حدوث ألم وخيم في المفاصل يؤدي، في كثير من الأحيان، إلى إقعاد المصاب بها، وقد تدوم هذه الحمى، في بعض الحالات، فترات أطول بكثير. ونادراً ما يتهدد هذا المرض حياة المريض.
ولا يوجد أي علاج معين ضده، غير أن من شأن مسكنات الألم والأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهابات الحد من الألم والتورّم.