أوروبا تشيع هلموت كول بجنازة غير مسبوقة
الجنازة يحضرها رؤساء وقادة أوروبا إضافة إلى رئيس وزراء روسيا والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ووسط حساسيات مع ميركل.
ودع الاتحاد الأوروبي، السبت، وسط مراسم غير مسبوقة في البرلمان الأوروبي، مهندس الوحدة الألمانية وأحد صناع الاتحاد الأوروبي المستشار الألماني الأسبق هلموت كول قبل تشييعه في ألمانيا.
ووصل أكثر من 40 وفداً إلى مدينة ستراسبورج، بينهم معظم القادة الأوروبيين.
وتوفي كول عن عمر 87 عاماً في 16 يونيو/حزيران المنصرم.
وشارك نحو 20 رئيس دولة وحكومة ومسؤولون سابقون ومئات من الشخصيات في التأبين.
ومن بين المشاركين معظم القادة الأوروبيين ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو.
ووصل جثمان كول صباحا ووضع في صالون الشرف حيث لف النعش بالعلم الأوروبي، ثم نقله لاحقا 8 جنود ألمان إلى وسط القاعة.
ووضعت 3 أكاليل من الزهر أمام النعش بألوان علم ألمانيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والثالث الذي قدمته أرملته كتب عليه "مع حبي، مايكي".
وبعد انتهاء المراسم تم نقل جثمان كول إلى سباير في ألمانيا، حيث يوارى الثرى بعد أن رفضت أرملته إقامة جنازة وطنية له.
ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر (62 عاما) هو صاحب فكرة تنظيم حفل وداع على المستوى الأوروبي، وهو المسؤول الأوروبي الوحيد الذي عايش هلموت كول وربطت بينهما علاقة وطيدة منذ 21 عاماً.
وقال يونكر عنه: "كان متبصرا" ولولاه "لما عرفت أوروبا اليورو ولفشل آخرون في توحيد ألمانيا".
وألقى 8 من الحضور كلمات، من بينهم يونكر وماكرون وكلينتون ورئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.
وقال كلينتون: "هلموت كول أعطانا فرصة لنكون مشاركين في أمر أكبر من ذواتنا ..أكبر من ولاياتنا في مناصبنا وأكبر من مسيراتنا المهنية الزائلة".
أما مديديديف فقال: "كان مهندس النظام العالمي".
وتفاوض كول بمهارة فائقة على إعادة توحيد ألمانيا الغربية مع الشطر الشرقي الشيوعي من البلاد مع الزعيم الروسي السابق ميخائيل جورباتشوف.
وأضاف ميدفيديف "في روسيا سنتذكره كصديق لنا. شخص حكيم ومخلص".
وكان إيمانول ماكرون والمستشارة أنجيلا ميركل التي ارتدت الأسود آخر المتحدثين.
وعنه قالت ميركل: "إن كول غير حياة الملايين في أنحاء أوروبا".
وهذه هي أول مراسم من نوعها تنظم في تاريخ الاتحاد الأوروبي،
ويقع مقر البرلمان الأوروبي رمز أوروبا المعاد توحيدها على أطراف ستراسبورج ويسهل تأمينه.
وأحيط مقر البرلمان الأوروبي بإجراءات أمنية مشددة، وبدا وكأنه تحول إلى قلعة أمنية بسبب التهديد الإرهابي ونشر قرابة ألفي شرطي لحماية الوفود.
وألقى الخلاف داخل عائلة "صانع وحدة ألمانيا" بظلاله على الحفل؛ إذ رغبت أرملته في منع أنجيلا ميركل من إلقاء كلمة، لأن كول لم يصفح بتاتاً عن الشابة التي احتضنها ورعاها ثم طردته من الحزب المحافظ في 1999 في إطار فضيحة مالية في الاتحاد المسيحي الديموقراطي.
وتقرر بعد المراسم نقل جثمان كول بالمروحية إلى لودفيجشافن، ومن ثم بالمركب عبر نهر الراين إلى سباير في جنوب غرب ألمانيا.
فبعد أن رفضت أرملته إقامة جنازة وطنية له تقرر تشييعه في كاتدرائية نوتر دام حيث دفن 8 من الأباطرة والملوك الألمان.