مسلسل هدم المباني التراثية في مصر لا يزال مستمرا
"العين الإخبارية" ترصد انتشار ظاهرة نزيف المباني التراثية في مصر في السنوات الأخيرة، لا سيما في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد.
يبلغ عدد المباني التراثية في مصر وفقا للإحصائيات الرسمية، متمثلا في "جهاز التنسيق الحضاري"، نحو 6500 مبنى في العديد من محافظات مصر مثل القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية، وبورسعيد، والمنيا وأسيوط وغيرها.
ووفقا لتصريحات سمير رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري السابق ورئيس مركز ارتقاء للارتقاء بالثقافة والتراث والتنسيق الحضاري، فإن 75% من المباني التراثية فقدتها مصر خلال 3 سنوات من 2011 إلى 2014.
رصدت "العين الإخبارية" انتشار ظاهرة نزيف المباني التراثية في مصر في السنوات الأخيرة، ولا سيما في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد من خلال هدمها بالمخالفة لقوانين حماية المباني التاريخية والتراثية ذات الطراز المعماري الفريد.
يتم تعريف المباني التراثية على أنها "المناطق التاريخية المتميزة عمرانيا ومعماريا في عصور إسلامية وقبطية خلال القرن الـ19 وبداية القرن الـ20، وفقا للوائح المنظمة للمبنى التراثية في مصر، ويتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات هي: مبانٍ ذات طراز معماري فريد، أو تابعة لحقبة تاريخية معينة، أو كانت مسكنا خاصا لإحدى الشخصيات المهمة والتاريخية أيضا.
في مصر العديد من القوانين واللوائح المنظمة لتعريف مفهوم المباني الأثرية أو التراثية وحمايتها، وفقا للقانون رقم 117 لسنة 1983 "قانون حماية الآثار"، الذى تم تحديثه في عام 2010 الذى عرف القطع الأثرية بأنها تتضمن إنتاج الثقافات المختلفة أو الفنون، والعلوم، والأدب أو الدين من قبل حقبة تاريخية معينة، أو حقب تاريخية متتالية، وحتى قبل 100 عام .
وفي عام 2006 ظهر قانون 144 ليتضمن مفهوما جديدا للمباني التراثية ليشمل المباني والهياكل المعمارية المميزة، أو التاريخ الوطني أو شخصية تاريخية أو المباني التي تمثل حقبة تاريخية أو التي تُعَد من الوجهات السياحية، وهناك جهاز متخصص للحفاظ على هذه المناطق يسمى "التنسيق الحضاري ".
تركزت ظاهرت هدم المباني التراثية في الآونة الأخيرة بالترتيب في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد، حيث تم هدم العديد من الفلل والقصور التاريخية والمباني التراثية سواء التاريخية أو التي تخص شخصيات تاريخية، أو ذات طابع معماري وعمراني فريد.
في محافظة القاهرة يوجد 1163 مبنى تراثيا تتركز أغلبها في حي غرب ووسط القاهرة، وقد تعرضت العديد من المباني في السنوات الأخيرة للهدم أهمها هدم بیت المهندس التاریخي بشارع سوق السلاح في ديسمبر2014، وفي يناير 2018 تم هدم جزئي لفندق الكونتنينتال أحد المباني الخديوية بوسط القاهرة، والذي شهد توافد ملوك وملكات أوروبا خلال افتتاح قناة السويس عام 1866، وشهادته وتأريخه للعديد من الحوادث والمناسبات التاريخية والوطنية البارزة .
كما يعد حي المعادي أهم الأحياء الراقية والتاريخية الذي تم إنشاؤه عام 1904من أبرز الأحياء في القاهرة في هدم مبانيه التراثية، فقد تم هدم 14 فيلا في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى حصول 40 فيلا أخرى على تراخيص هدم لبناء أبراج سكنية حديثة.
وتحتل الإسكندرية المرتبة الثانية في هدم المباني التراثية والتاريخية، ففي خلال الفترة من 2007 إلى 2014 تم هدم 36 مبنى تراثيا في العديد من المناطق ذات التراث التاريخي التي تزخر بها الإسكندرية التي يوجد بها نحو 1135 مبنى، تشمل 1109 مبانٍ ذات طراز معماري مميز، و10 مبانٍ مرتبطة بشخصية تاريخية، و8 تمثل مزارا سياحيا، و6 مرتبطة بالتاريخ القومي، ومبنيين يمثلان حقبة تاريخية.
في منطقة زيزينيا تم هدم فيلا "عبود باشا" التراثية، وهو من كبار رجال الصناعة في الفترة الملكية، والتي ترجع إلى عام 1912، وفي يونيو 2015 تم هدم فيلا "شيكوريل" الثري اليهودي، والتي يرجع بناؤها إلى عام 1930، وقد كانت مدرجة في قائمة حفظ التراث، بالإضافة إلى هدم فيلا "سباهي" التاريخية في منطقة ستانلي، والتي ترجع لرجل الصناعة "سباهي باشا" رائد صناعة الغزل والنسيج في مصر.
كما امتدت يد التخريب والهدم العديد من المباني الأثرية والتراثية التي شكلت تاريخ الإسكندرية حديثا منها فيلا "جوستاف أجيون" بمنطقة وابور المياه بوسط الإسكندرية، والتي هدمت في يناير 2016، وفيلا "شيكوريل" بمنطقة رشدي، هدم فيلا "لورانس داريل" في سبتمبر2017، وفيلا "أمبرون " بمحرم بك، و عمارة "راقودة" بمنطقة الشاطبي، التي هدمت في ديسمبر 2017.
وتضم محافظة بورسعيد 505 مبانٍ تراثية مسجلة حيث يوجد نحو 340 مبنى بحي الشرق، و106 مبانٍ بحي العرب، و59 مبنى بحي المناخ، ومنذ صدور قانون عام 2006، تم هدم نحو 100 عقار تراثيا في مدينة بورسعيد، كان آخرها هدم مبنى القنصلية الأمريكية السابق بشارع فلسطين في يناير/كانون الثاني 2018.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ni4yMjgg جزيرة ام اند امز