سياسيون: تضييق الخناق على حزب الله دوليا يضعف مناوراته داخليا
يتوقع محللون اتساع نطاق الحصار والحظر الأوروبي الكامل على الحزب الإرهابي، في إطار تضييق الخناق على حلفاء طهران بالمنطقة.
تعتزم جواتيمالا، الواقعة في أمريكا الوسطى، الانضمام إلى دول العالم البالغ عددها 57، التي صنفت مليشيا حزب الله اللبناني المدعومة من إيران منظمة إرهابية؛ حيث يؤكد مراقبون أن تشديد الحصار الغربي على الحزب سيقلص دوره في المعادلة السياسية بلبنان.
وأعلنت جواتيمالا، الأربعاء، أن الرئيس المنتخب أليخاندرو جياماتي ينوي تصنيف مليشيا "حزب الله" اللبناني منظمة "إرهابية".
وبالتزامن مع اتساع نطاق الحصار والحظر الأوروبي الكامل على الحزب الإرهابي، توقع الدكتور محمد سعيد الرز الإعلامي المحلل السياسي اللبناني في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، زيادة العقوبات الغربية على حزب الله؛ وذلك في إطار تضييق الخناق على حلفاء طهران بالمنطقة.
وأوضح "الرز" أن التوجه الأمريكي والغربي يسعى إلى إضعاف إيران وأذرعها، في حال جرت مواجهة بين الطرفين، أو إذا حدثت مفاوضات لاحقا، وهو أمر غير مستبعد، تكون الورقة الإيرانية التفاوضية في المنطقة العربية ومنها لبنان ضعيفة.
وحول تأثير الحظر الغربي على حزب الله في الداخل، قال "الرز": مع تشديد الحصار الغربي على حزب الله فإنه دوره في المعادلة السياسية سيتراجع بشكل كبير، مع تقلص دوره على الساحة السياسية، لاسيما في ظل ضعف الموقف الإيراني.
وفي هذا الصدد، ربط المحلل السياسي اللبناني بين ضعف دور حزب الله داخليا، وتقهقر الدور الإيراني إلى أضعف حالاته، خاصة بعد اعتراف طهران بإسقاط طائرة أوكرانية عن طريق الخطأ، وهو الأمر الذي فجر انتقادات داخلية ومظاهرات ضد النظام.
كما أشار "الرز" إلى وجود عدة عوامل تعزز تراجع دور حزب الله في الداخل، وإضعاف المناورة السياسية لديه، أبرزها إصرار الدكتور حسان دياب، المكلف بتشكيل الحكومة على تأليف حكومة من خبراء مستقلين، فضلا عن الأنباء التي تتحدث عن كشف المزيد من الفضائح المتعلقة بالفساد قامت بها أطراف داخل الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)
57 دولة تصنف حزب الله إرهابيا
وبدوره، قال الدكتور توفيق شومان، الخبير والمحلل السياسي في تصريح لـ"العين الإخبارية": هناك نحو 57 دولة حول العالم تحظر نشاط حزب الله بشكل كامل"، مشيرا إلى أن هذا العدد مرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة، خاصة في دول أمريكا اللاتينية.
وأكد شومان أن هناك اتجاها غربيا عاما لإدراج حزب الله على قوائم الإرهاب بدأته الولايات المتحدة، ولحقتها بريطانيا والدنمارك وكندا وأستراليا، وهناك إجراءات ضد الحزب اللبناني في دول أمريكا اللاتينية أبرزها؛ البرازيل وأورجواي.
وأشار إلى أن كل دولة تعتمد حدودا وشكلا معينا من الحظر، فألمانيا اعتبرت حزب الله منظمة إرهابية على الأرض الألمانية فقط، وهو أمر مختلف عن الإدراج الأمريكي لحزب الله الذي يشمل كل مكان.
توقعات بزيادة العقوبات
وتوالت خلال الأيام والشهور الماضية إدراج دول حول العالم حزب الله اللبناني على قوائم الإرهاب، حيث أعلن مكتب رئيس هندوراس خوان أورلاندو هيرنانديز، مؤخرا أن هندوراس، أمريكا الوسطى، تعتبر حزب الله "منظمة إرهابية".
وقال المكتب في بيان: "هندوراس تنضم إلى جواتيمالا ودول حليفة أخرى في الإعلان عن حزب الله منظمة إرهابية دولية في جميع أنحاء الدولة".
وفي أوروبا، فرض البرلمان الألماني، الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حظرا على أنشطة الجناح السياسي لحزب الله اللبناني، مطالبا بإدراجه على لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
وأتي ذلك، في وقت دعا فيه وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إلى صرامة أكبر في التعامل مع "حزب الله" في ألمانيا، وبحث جميع الوسائل القانونية لتحقيق ذلك.
وعلى غرار برلين، سنّت لندن تشريعا في 25 فبراير/شباط الماضي، يعدّ الجناح العسكري لـ"حزب الله" منظمة إرهابية، دون أن يشمل ذلك التصنيف جناحه السياسي.
وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، قد حذرت منذ أيام، من قيام حزب الله شن هجمات إرهابية في أمريكا اللاتينية؛ انتقاما من مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري المصنف على قوائم الإرهاب.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن حزب الله لها أسس تاريخية؛ فبدعم من إيران يعتقد أنه نفذ تفجيرين داميين في الأرجنتين في التسعينيات، استهدفا مركز جالية يهودية والسفارة الإسرائيلية، وأسفرا عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية حزب الله منظمة إرهابية في أكتوبر/تشرين الأول 1997، وكمنظمة إرهابية مدرجة بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 في أكتوبر/تشرين الأول في 2001.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز