بين الصين وأمريكا.. وزير خارجية هندي سابق يرسم موازين القوى
يواصل منتدى هيلي في نسخته الأولى، عرض وجهات النظر ورؤى كبار الشخصيات والخبراء حول القضايا الملحة ومستقبل العالم.
وفي جلسة بعنوان "مخاض الفوضى: رسم مسار آمن في خضم الاضطرابات العالمية"، قال شاشي ثارور، وزير الدولة الأسبق للشؤون الخارجية في الهند، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا: "نشهد في الآونة الأخيرة توجهًا مناهضًا للعولمة".
وأضاف: "في الساحة العالمية إمَّا أن تكون عنصرًا فاعلًا، وإمَّا أن تكون متأثرًا بما يجري".
وتابع: "أصبحت الصين تتبنى نهجًا أكثر حزمًا، ويزداد تحديها للولايات المتحدة الأمريكية يومًا بعد يوم، وبدأت تتخذ مواقف تجاه مختلف البلدان المحيطة بها".
ولفت إلى أن "مستوى التعاون الحالي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية يفوق ما كان عليه الوضع إبان الحرب الباردة، وثمة وجود تأثير واضح في سياسة الحزم الصينية؛ ولذلك نرى بكين في صورة مختلفة على الصعيدين التكنولوجي والعسكري".
ومضى قائلا "فقد أخذت الصين مكان الولايات المتحدة الأمريكية بصفتها قوة تصنيع عالمية. وتجد أوروبا نفسها في موقف متذبذب إزاء ما يجري".
أما على صعيد التحالفات الاقتصادية والعسكرية، فاعتبر الوزير الهندي السابق، أن أمريكا لا تزال تعتمد بشدة على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الوقت الذي تسعى فيه إلى إنشاء تحالفات أصغر في شتى بقاع العالم.
وفيما بتعلق بالصين في هذه الجزئية الأخيرة، رأى ثارور، أن العملاق الآسيوي "لا يوجد لديه حلفاء بقدر ما يعتمد على دول، ولكن هذه الدول لن تنفعه بشيء حال اندلاع صراعات" على حد قوله.
استشراف المشهد العالمي
وانطلقت اليوم في أبوظبي، أعمال منتدى هيلي السنوي الأول، الذي ينظمه "مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية"، بالتعاون مع "أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية".
ويُعقد المنتدى، الذي يستمر يومين، تحت شعار "نظام عالمي مضطرب: قراءة في المفاهيم، والتشكيل، وإعادة البناء"، ويعالج قضايا عالمية مُلحَّة، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط.
ويشارك في مناقشات المنتدى قادة فكر وخبراء دوليون ودبلوماسيون وأكاديميون لبحث أبرز التحديات والتحولات التي تعيد تشكيل عالمنا.
ويناقش منتدى هيلي الأول ثلاثة محاور رئيسة، تُعدُّ ركيزة أساسية لفَهْم المشهد العالمي المتغير، وهي: "الجيوسياسي" و"الجيواقتصادي" و"الجيوتكنولوجي".
وعبر الجلسات الرئيسية، وورش العمل المتزامنة؛ يوفر منتدى هيلي نوافذ للمشاركة في نقاش بنّاء، واقتراح توصيات سياسية للتعامل مع الأحداث الجارية في المجالات التي تتناولها المحاور الثلاثة.
ويحمل اسم المنتدى منطقة "هيلي" التاريخية في مدينة العين بإمارة أبوظبي، احتفاء بالإرث العريق للمنطقة التي كانت ملتقى حضاريا وثقافيا يعود تاريخه إلى العصرين البرونزي والحديدي.
واستلهاما لهذا الإرث العريق يجمع المنتدى نخبة من قادة الفكر والخبراء من شتى أنحاء العالم، يمثِّلون طيفا واسعا من الرؤى ووجهات النظر الفريدة بشأن القضايا الاستراتيجية التي تواجه العالم.
aXA6IDMuMTM4LjEyNS44NiA= جزيرة ام اند امز