نصر الله يوجه رسائل استفزازية للمحتجين ضده في إيران
الأمين العام لمليشيا حزب الله عدَّد بعض أشكال الدعم المالي والعسكري الذي يتلقاه من إيران، في الوقت الذي يعاني شعبها أزمات اقتصادية.
في رسائل استفزازية للمحتجين في إيران، تعهد حسن نصر الله الأمين العام لمليشيا حزب الله باستمرار تلقي الدعم المالي والعسكري من طهران، واستغلاله في التدخل في شؤون لبنان وسوريا وبلدان أخرى.
- بالفيديو.. نصر الله: لبنان مجرد جزء من إيران
- قادة إيران يتعهدون بإعادة الأمن بالداخل ونشر الفوضى بالخارج
ويرفع المحتجون الإيرانيون في مظاهراتهم التي دخلت أسبوعها الثاني، هتافات تندد بإنفاق طهران الأموال على مليشياتها في الدول الأخرى، في حين تترك شعبها غارقا في أزماته الاقتصادية.
ورفعوا شعارات تطالب مرشد إيران علي خامنئي بوقف توجيه الموارد الإيرانية إلى حزب الله في لبنان وكذلك النظام السوريي، منها: "اترك سوريا وفكر في حالنا"، و"لا لغزة لا للبنان نفدي حياتي لإيران".
ورغم اعتراف نصر الله، خلال حديثه مع قناة الميادين مساء الأربعاء، بأن "الموضوع الاقتصادي هو من أكبر التحديات التي تواجه إيران"، وبأن الأمر وصل هناك إلى "تفليس بعض البنوك"، إلا أنه استمر في الحديث عن خطط استمرار الدعم الإيراني بكل الأشكال لمليشياتها في الدول الأخرى.
وفي ذلك قال إن "المقاومة تعمل ليلاً ونهاراً للحصول على كل سلاح يمكّنها من الانتصار في أية حرب مقبلة".
ويصف حزب الله نفسه وبقية مليشيات إيران بـ"المقاومة" و"المقاومة الإسلامية" بحجة أنها مؤسسة لمحاربة إسرائيل، في حين صرح نصر الله بلسانه عدة مرات، بأن الحزب مهمته المساهمة في إنشاء ما أسماها بـ"الجمهورية الإسلامية الكبرى"-في إشارة لإيران- التي تحكم العالم الإسلامي عبر حكام يعيّنهم مرشد إيران بنفسه.
كما اعتبر أن "المقاومة في لبنان باتت أقوى من أي زمن مضى"، مشيرا إلى أن ما وصفه بمحور المقاومة المؤلف من إيران وفلسطين وسوريا ولبنان، سيدعم حزب الله في أي حرب مقبلة، وأن اليمن مستعد للمشاركة في هذا المحور.
وعن وجود المليشيات الإيرانية في سوريا، قال إن خروج مقاتلي حزب الله من سوريا مرتبط بنتيجة الحرب فيها، في إشارة إلى بقائه لوقت طويل هناك.
وقال إن مليشياته نقلت أسلوب حرب العصابات إلى الجيش السوري.
ورفض نصر الله البوح بعدد قتلى مليشياته في سوريا، قائلا إنه سيعلن الأرقام المحددة في يوم من الأيام.
وحول اليمن، كال قائد مليشيا حزب الله التهم لقوات التحالف العربي، معتبرا أن تدخلها في اليمن لحمايته من إيران غير مشروع، في الوقت الذي يجاهر الحزب بقبوله للتدخل الإيراني في شؤون لبنان وفي كل بلد.
وعن استمرار تدخل إيران في شؤون دول المنطقة تحت لافتة "القضية الفلسطينية" تحدث نصر الله عن أنه التقى مؤخراً مع وفود من الفصائل الفلسطينية، وكان آخر هذه اللقاءات السبت الماضي مع حركة "فتح"، والتنسيق مع الفصائل في كل الساحات.
وكشف عن أن من أبرز ما تم التنسيق بشأنه هو تفعيل الانتفاضة في الداخل الفلسطيني وفي الخارج، قائلا إن إيران موَّلت "هبة القدس"، وقدمت الدعم المالي للفصائل.
وتستغل إيران الدعم المادي لبعض الفصائل الفلسطينية في تحريضها على استمرار الانقسام الداخلي الذي تستغله إسرائيل والولايات المتحدة في تبرير قراراتهم المنفردة بتوسيع نطاق الاحتلال، بحجة عدم وجود قيادة فلسطينية موحدة يمكن التفاوض معها.
كما تستغل أي غضب فلسطيني إزاء القرارات الإسرائيلية الاستفزازية كغطاء تمرر من تحته الأموال والسلاح لبعض الفصائل الموالية لها بحجة استخدامها في محاربة إسرائيل.
وقال نصر الله: "لن نتردد في اغتنام أية فرصة لتقديم الدعم والسلاح للمقاومة في فلسطين".
وتعليقاً على شعار "عالقدس رايحين شهداء بالملايين" الذي تردده جماعات موالية لإيران، ولكنها توجه سلاحها في الغالب للدول العربية، ناور نصر الله في الإجابة، قائلا إن "هذا الخيار خاضع للظروف والتطورات".
وكان دينيس روس، مستشار الشؤون الإيرانية في إدارة باراك أوباما، دعا في مقالة نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى المسارعة بالكشف عن حجم ما تنفقه إيران على مليشياتها في الخارج؛ استغلالا لفرصة أن المظاهرات الجارية تحتج على الفقر الذي سببته سياسة طهران التوسعية.
وأضاف أن "تكلفة التوسع الإيراني أصبحنا نراها الآن، فالمواطنون يتظاهرون في جميع أنحاء البلاد"، ضاربا المثل بأن إيران تنفق على حزب الله اللبناني وحده ما يقدّر بأكثر من 800 مليون دولار في السنة، بينما تصل تكاليف دعم نظام بشار الأسد في سوريا إلى عدة مليارات من الدولارات.