إيران وأسبوع الغضب.. دماء تنزف وحناجر تهتف ونظام بلا آذان
أحداث الانتفاضة على الملالي.. يوم بيوم
تفاصيل مظاهرات غاضبة اجتاحت إيران منذ أسبوع بسبب فساد النظام وأدت لسقوط قتلى ومصابين.
شهدت إيران خلال الأسبوع الماضي أحداثاً تسارعت وتيرتها بشكل ملحوظ، بعد أن خرج آلاف المتظاهرين ضد النظام احتجاجاً على الفساد المستشري في بلادهم، وتورط حكومتهم في قضايا إقليمية وإغفالها عن حل القضايا الداخلية.
وسقط خلال هذه الاحتجاجات قتلى وجرحى فضلاً عن اعتقال المئات في محاولة من النظام لوأد التظاهرات خشية أن تمتد في المدن كافة.
التقرير التالي يرصد الأحداث في إيران منذ بدء الاحتجاجات وحتى الآن.
اليوم الأول.. 28 ديسمبر/كانون الأول
شهدت بعض المدن الإيرانية، وعلى رأسها، مدينة مشهد مظاهرات غاضبة احتجاجاً على غلاء المعيشة والبطالة والحكومة؛ تلبية لدعوات تظاهر أُطلِقت عبر تطبيق تلجرام للتراسل المشفر.
وتحرّك المتظاهرون بالمئات بعد هذه الدعوات، وأظهرت فيديوهات المحتجين يهتفون ضد الغلاء بشكل سلمي وهتافات أخرى تهاجم النظام برمته وتنتقد انخراطه في نزاعات إقليمية بدلاً من التركيز على القضايا الداخلية.
اليوم الثاني.. 29 ديسمبر/كانون الأول
استجاب المتظاهرون بشكل أكبر في اليوم الثاني، وتجمعت أعداد أكثر من الأعداد التي تظاهرت في اليوم الأول.
وانضمت في اليوم الثاني مزيد من المدن بينها كرمنشاه غربا ومدينة قم (شمال) حيث بدا المتظاهرون يرددون شعارات بينها "الموت للديكتاتور" و"أفرجوا عن السجناء السياسيين".
وانطلق حينها رجال النظام يتهمون المعارضين للحكومة وقوى دولية بالوقوف خلف التظاهرات مطالبين الأمن الإيراني بالتعامل بعنف مع التظاهرات.
وفي هذا اليوم صدر أول رد فعل أمريكي حيث قالت الخارجية إن "القادة الأيرانيين حولوا بلدا مزدهرا الى دولة مارقة تترنح".
وعلق حينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا ان "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تدوم للأبد".
اليوم الثالث.. 30 ديسمبر/ كانون الأول
حشدت السلطة بعض مؤيديها في الشوارع لإظهار شعبية النظام إلا أن فشلها وضع نظام الملالي في موقف حرج ليعطي أوامره لقوات الأمن باستخدام كل الأساليب لوقف هذه المظاهرات، ليسقط في ليل اليوم الثالث قتيلين أثناء صدامات في مدينة دورود (غرب).
وهدد وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي الإيرانيين إذا شاركوا في هذه التظاهرات مرة أخرى.
لكن التظاهرات اخذت تتسع أكثر فأكثر، ووقعت صدامات في عدة مدن.
اليوم الرابع.. 31 ديسمبر/ كانون الأول
بعد أن اتسعت رقعة التظاهرات وزيادة الغضب بعد سقوط قتلى ومصابين في صفوف المتظاهرين هدد وزير الداخلية الإيراني مرة أخرى المتظاهرين بالاعتقال، وجدد طلبه من قوات الأمن استخدام العنف لوقف المظاهرات.
وحجبت السلطات في هذا اليوم خدمات للرسائل النصية عبر الإنترنت منها تلجرام وانستقرام واتهمت مجموعات "الثورة المضادة" في الخارج باستخدام هذه القنوات للدعوة للتظاهر.
وازداد الغضب في ليل اليوم الرابع وقتلت الشرطة ثمانية متظاهرين بالرصاص.
اليوم الخامس.. الأول من يناير/ كانون الثاني 2018
خرج الرئيس الإيراني في هذا اليوم بتهديدات جديدة أطلقها في وجه الشعب الإيراني، مؤكداً أنه سيرد على المتظاهرين واصفا المحتجين بأنهم أقلية صغيرة توجه إهانة إلى القيم المقدسة والثورية".
إلا أنه في هذا الخطاب حاول أيضا التملص من مسؤولياته تجاه شعبه بتصريحات ناعمة ولكنها لم تكن كافية لإقناع الشعب بالتوقف عن التظاهر.
وليلا قُتل تسعة أشخاص في عدة مدن بمحافظة اصفهان وسط إيران.
اليوم السادس.. 2 يناير/كانون الثاني
خرج المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي عن صمته بشأن الأحداث، وقال "في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن، لإثارة المشاكل للنظام الإسلامي".
وطلب الرئيس حسن روحاني من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون اتخاذ إجراءات ضد مجاهدي الشعب الحركة المعارضة التي تتخذ من باريس مقراً والمتهمة بتأجيج العنف.
وطلبت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي اجتماعاً عاجلاً في الأمم المتحدة. وتزامن التصريحات الرافضة لمزاعم التدخل الخارجي من مختلف دوائر الإدارة الأمريكية.
وفي الليل، تواصلت الاحتجاجات المتقطعة في المحافظات بحسب أشرطة فيديو نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.
5 مفاجآت بين "الحركة الخضراء" 2009 و"انتفاضة 2017" بإيران
اليوم السابع.. 3يناير/كانون الثاني
أكد قائد مليشيا الحرس الثوري الأيراني الجنرال محمد علي جعفري، وذلك بعد الدفع بقواته لوأد المظاهرات، أنه يستطيع إعلان "انتهاء الفتنة".
وقال جعفري في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري "في الفتنة هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 ألف شخص في كل أنحاء البلاد".
إلا أن مقاطع الفيديو التي انتشرت ونُقلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أثبتت كذب جعفري، حيث وصل عدد المتظاهرين في بعض المدن لعشرات الآلاف.
- طهران تنفق مليارات لدعم مليشياتها وتتجاهل فقراءها
- "باري ماتش" تفند أكاذيب الحرس الثوري: الشارع في غليان