ميكروبات المنازل.. سلاح ذو حدين
الباحثون يجدون أن الميكروبات التي تنمو بسرعة في البيئات الرطبة بالمنازل، تحطم المواد الكيميائية الضارة، لكنها قد تسبب الهواء العفن.
يقول العلماء إن الغبار الذي يستقر في منازلنا ومكاتبنا يحتوي دائماً على أجزاء من المواد الكيميائية التي يمكن أن تسبب مشاكل لنظام الغدد الصماء البشري، لكن دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة ولاية أوهايو الأمريكية، تشير إلى أن الميكروبات التي توجد في منازلنا يمكن أن تساعد في تحطيم هذه المواد الكيميائية.
بالطبع قد يكون هذا الخبر أمراً إيجابياً تسهم في حدوثه الميكروبات، ولكن قبل أن تبالغ بالفرحة، تشير الدراسة نفسها إلى أنه رغم هذه الوظيفة الإيجابية للميكروبات، إلا أنها تتسبب في حدوث مشكلة أخرى وهي الهواء العفن.
وخلال الدراسة التي نُشرت مؤخراً في دورية العلوم البيئية، وجد الباحثون أن الميكروبات تنمو بسرعة في البيئات الرطبة بالمنازل، وتحطم المواد الكيميائية الضارة أثناء نموها، مثل الفثالات، ولكن هذه الرطوبة وهذا النمو الميكروبي يمكن أن يسبب المزيد من المشاكل، بما في ذلك العفن والهواء العفن.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعد أن أخذوا قطعة من السجاد البالية المصنوعة من النايلون، من منزل عائلة في ولاية ماساتشوستس، كما قاموا بجمع قطع من السجاد من 3 منازل في أوهايو، وأخذوا عينات من الغبار من أكياس مكنسة كهربائية من تلك المنازل نفسها.
وفي المختبر؛ فحصوا الغبار لمعرفة ما يحتوي عليه، فوجدوا الميكروبات ومادة الفثالات الكيميائية، فقاموا بعد ذلك بتخزين قطع السجاد على مستويات متفاوتة من الرطوبة، لمعرفة كيفية تفاعل الميكروبات والفثالات، حيث وجدوا أنه كلما زادت نسبة الرطوبة زاد نمو الميكروبات، وزاد عدد الفثالات التي دمروها.
وأبقى الباحثون السجاد في رطوبة نسبية تتراوح بين 50 إلى 100%، أعلى بكثير من مستويات الرطوبة في المنزل العادي (توصي وكالة حماية البيئة الأمريكية المنازل بمستويات رطوبة بين 30 و 50%)، فوجدوا أنه في مستويات الرطوبة العالية ينفجر النشاط الميكروبي وينمو العفن.
وتقول سارة هينز، المؤلفة المشاركة في الدراسة: "الرطوبة كانت ضرورية لإطلاق الميكروبات، ورغم أن التخلص من الفثالات قد يكون أمراً جيداً، إلا أنه قد يسبب مشاكل إضافية".
وتستخدم الفثالات في صناعة البلاستيك والفينيل، كما أنها موجودة في بعض العطور، والعديد من المواد اللاصقة، وبعض أنواع الشامبو، وغيرها من منتجات العناية الشخصية.
وتضيف: "هذه الدراسة تمهد الطريق لخلق بيئات داخلية أفضل في المستقبل، يمكن أن تحمي الناس من الكيماويات والميكروبات، حيث إن فهم هذه التفاعلات التي تحدث يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تصميم أفضل للبناء، يمنع وجود المواد الكيميائية والميكروبات".
aXA6IDE4LjExNi4xNC4xMiA= جزيرة ام اند امز