قال تعالى في محكم كتابه: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها،
قال تعالى في محكم كتابه: «ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم» صدق المولى عزوجل، فمن أظلم من ميليشيات الحوثي، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، باستهدافها بيت الله تعالى الحرام بصاروخين باليستيين، كان آخرهما ليلة الجمعة الماضية، حيث البيت الحرام، عامر بحشود المعتمرين؟! ولأن المولى تعالى تكفل بحماية بيته الكريم، تمكن الدفاع الجوي السعودي من اعتراضه وتدميره على بعد 65 كم من العاصمة المقدسة، وسقطت شظاياه على قرية سبلة، التابعة لمنطقة مكة، غرب السعودية، دون أي أضرار.
التساؤلات المطروحة: ماذا جرى لهؤلاء القوم، حتى يستهدفوا بيت الله تعالى الحرام؟! ولماذا استهدفوه في وقت مكتظ بزواره، وبخاصة الخليجيين؟! وما ذنبهم حتى يستهدفهم الحوثي ومن دعمه بهذا الصاروخ البعيد المدى؟! وما أهداف ودلالات هذه الجريمة النكراء، التي لو نجحت، لا سمح الله تعالى، لسقط آلاف القتلى والجرحى؟ ماذا يريد الحوثي بهذا الإجرام الذي لا سابق له في التاريخ؟! وكيف تم وصول مثل هذا النوع من الصواريخ المطورة، إلى يد الحوثيين؟! وما دور الخبراء الإيرنيين في هذه الجريمة النكراء؟! وكيف تم توظيف الهدنة لتهريب هذه الصواريخ؟! وما الذي ينبغي عمله، على المستويين الخليجي والعربي، وعلى مستوى العالم الإسلامي والدولي في التصدي لهذا العدوان الذي استهدف قبلة المسلمين؟ إن أولى دلالات هذا الإجرام الشائن، أن الحوثي ومن ورائه، قد وصلوا إلى قمة الفشل والعجز والإفلاس واليأس في مواجهة نجاح قوات التحالف العربي في دك أوكارهم، وإرباكهم، وزعزعة نفسياتهم، وقطع إمداداتهم من الأسلحة المهربة، وضرب أوضاعهم المالية، فأصبحوا في حالة يرثى لها من التخبط والارتباك والعصبية وردود الفعل الانتقامية، ما جعلهم يستهدفون التجمعات السكانية والمدنيين بعدوانهم، يعمدون تفجير الجسور والمرافق الحيوية، وقطع الإمدادات الإنسانية الإغاثية، ثم بلغت بهم الحماقة واللامسؤولية، أن استهدفوا مكة المكرمة. والدلالة الأخرى لهذا العدوان الغاشم، فهي انكشاف زيف شعارات الحوثي المضللة: الموت لإسرائيل والموت لأمريكا، فهل يوجد ما هو أبلغ دلالة على كذبها، من استهدافهم أطهر بقاع المسلمين، مكة المكرمة؟!
أما أهداف الحوثي من استهداف جموع زوار البيت الحرام: أولاً: فهو إسقاط أكبر عدد من القتلى والجرحى، وإثارة موجة من الفزع والرعب العام، وهو نفس أسلوب داعش، وإحداث دوي إعلامي كبير، يدفع الرأي العام العالمي، للضغط على التحالف العربي لتعويق أدائه، في مساعدة الشعب اليمني من تحرير بلاده من الميليشيات العابثة بمقدراتها.
وثانيًا: يريد الحوثي، من إرسال صواريخه العمياء إلى بيت الله تعالى الحرام، إظهار أن المملكة العربية السعودية، عاجزة عن حماية البيت وزواره، وهو أسلوب خبيث لإثارة المطالبة بتدويل شؤون الإشراف والرعاية على الحرمين، إسلاميًا، وهو مطلب تردده باستمرار، دولة ولاية الفقيه.
أما عن تمكنهم من تهريب الصواريخ، فالخبراء، يرجعونه إلى استغلالهم فترات الهدنة في تهريب صواريخ بعيدة المدى، من خلال المناطق الصحراوية!
أخيرًا: أطلق الحوثي صواريخه دون أي وازع ديني أو أي اعتبار أخلاقي، لحرمة البيت، أو حرمة الشهر، أو حرمة الدماء، أو احترام مشاعر مليارونصف مسلم، في عمل إجرامي لا يمكن السكوت عليه، أو تبريره بأن الهدف كان مطار الملك عبدالعزيز، هو تبرير ساقط، لا يستقيم مع صاروخ أعمى، يضرب خبط عشواء.. ما العمل؟ الغضب مطلوب، والاستنكار واجب، والإدانة ضرورة، لكن الأهم أن يترجم هذا الغضب الإسلامي، إلى إجراء عملي يحجم قدرات الحوثي على تكرار مثل هذا العدوان المستنكر، وهذا واجبنا إعلاميًا ودبلوماسيًا وعسكريًا ودوليًا، على منظماتنا وجمعياتنا الإسلامية ومجالسنا البرلمانية، اغتنام هذا الحدث، لتفعيل نشاطها ودورها في المجتمع الدولي، عبر مخاطبة برلمانات العالم والمنظمات المدنية والحقوقية، لتوضيح أبعاد هذا العدوان، وعلى دولنا توظيف قدراتها السياسية والدبلوماسية والمالية، لكسب الرأي العام العالمي بعدالة قضيتنا.
* نقلاً عن "الأيام"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة