اختلاق الشائعات.. سلاح الحوثي "القذر" لاستعطاف القبائل
الأكاذيب الحوثية باتت معروفة للجميع، ولم تعد تنطلي سوى على المقربين، فيما باتت غالبية القبائل اليمنية تدرك حقيقة جرائم الحوثي.
بعد أن عجزت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران عن مقارعة القوات اليمنية المسنودة من التحالف العربي في الميدان، وتلقيها هزائم نكراء خلال الأسابيع الماضية في جبهات متفرقة داخل اليمن، لجأت إلى اختلاق الشائعات الكاذبة وترويجها بشكل مكثف بهدف استعطاف القبائل الرافضة لإمدادهم بمقاتلين .
وباتت المليشيا الحوثية، تنظر للشائعات التي تبثها من منصاتها الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها السلاح القادر على تعويض الانكسارات النفسية، وتلجأ بشكل يوم إلى اختلاقها وتسويقها لأتباعها.
وخلال سنوات الحرب الثلاث الماضية، عملت المليشيا الحوثية على بث مئات الشائعات والافتراءات التي تزعم ارتكاب انتهاكات إنسانية من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي، في الأراضي المحررة بحق المدنيين وبالأخص النساء والأطفال، كتعويض نفسي لخسارة الجبهات والمدن.
ويرى خبراء أن المليشيات تحاول من خلال هذا الأسلوب، التشويش على الوعي المجتمعي وخلق حالة من التحشيد الكاذب لدى اليمنيين، لإبطاء زحف قوات الشرعية لاستعادة المناطق المغتصبة من عصابات إيران.
ووفقا للباحثة اليمنية، أسماء اليافعي، فإن المليشيا الحوثية، تتخذ من الشائعات سلاحاً جوهرياً في معركتها الإعلامية التي هي جزء من حرب شاملة تخوضها ضد الشرعية والتحالف العربي على مختلف الصعد، دون تقديم أي براهين.
وقالت اليافعي، وهي متخصصة في علم النفس الاجتماعي لـ"العين الإخبارية": "إن المليشيات تنطلق في معركتها من الطبيعة الفسيولوجية للإنسان اليمني، ذات التركيبة القبلية والقيم المحافظة والمتشددة، وبالأخص حينما يتعلق الأمر بالنساء اللواتي يعتبرن رمزية مقدسة بالنسبة له، ويعتبر التعدي عليهن عيبا كبيرا ".
وخلال الأشهر الماضية، عجزت المليشيا عن إقناع عشرات القبائل في المناطق الخاضعة لسيطرتها بتزويدها بمقاتلين لتعويض نزيف مليشياتها في الساحل الغربي، ما جعلها تلجأ لأساليب غير شريفة في استقطاب المسلحين، بإطلاق دعوات قبلية تنتصر للنساء والأطفال، ترتكز على شائعات كاذبة.
وأكدت الباحثة اليمنية أن تلك المعركة التي يسعى الحوثيون عبرها لتحشيد القبائل هي معركة قذرة تسيء بشكل كبير للنساء اليمنيات، وتكشف حجم الإفلاس الشديد الذي وصلت إليه المليشيات الإرهابية والتي هي أول من انتهك أعراض النساء.
وأكد مراقبون أن الأكاذيب الحوثية باتت معروفة للجميع، ولم تعد تنطلي سوى على دائرة الأتباع المقربين، فيما باتت غالبية القبائل اليمنية بمناطق الشمال، تدرك حقيقة الحوثي كمحتال يحترف الدجل والخيانة، وخصوصا منذ اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقلل الناشط اليمني وضاح عبدالجليل، من أهمية تلك الشائعات الكاذبة وتأثيراتها على وعي اليمنيين، وتحقيق أهدافها التي يسعى إليها الحوثي.
وقال عبدالجليل لـ" العين الإخبارية": "الإنسان اليمني بات يدرك جيدا من هو عدوه الحقيقي الذي ارتكب كل الجرائم والانتهاكات بحق جميع اليمنيين رجالاً ونساء وأطفالا دون أن يُستثنى أحد".
وأضاف: "التقدمات السريعة التي يسجلها الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي على الأرض كل يوم تؤكد ذلك، في حين يتنامى بشكل لافت الرفض الشعبي والمجتمعي للمليشيات في مناطق سيطرتها نتيجة توحش الحوثيين والانتهاكات والجرائم الفظيعة التي ترتكبها بحق الأبرياء".