دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مرارا وتكرارا إلى النظر في مسألة المادة (5) من اتفاقية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تعتبر أن أي هجوم على أحد أعضائه يُعد هجوما على الجميع
دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مرارا وتكرارا إلى النظر في مسألة المادة (5) من اتفاقية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تعتبر أن أي هجوم على أحد أعضائه يُعد هجوما على الجميع. وكان ترامب قد طلب من أوروبا، وبقية حلفاء أميركا مزيدا من الإنفاق لدعم مظلة الناتو الدفاعية.
في الواقع أن ترامب ليس أول من يقول ذلك، فلقد سبقه القادة السياسيون الأميركيون بقولهم لنظرائهم في ألمانيا إن أيام الكرم الأميركي في تقاسم الأعباء سينتهي قريبا. وقال باراك أوباما الشيء نفسه، كما قالت هيلاري كلينتون ذلك أيضا.
وفي خطاب ألقاه عام 2011 في بروكسل، قال وزير الدفاع السابق، روبرت جيتس "إن قادة المستقبل السياسيين في الولايات المتحدة – أي أولئك الذين لم تكن الحرب الباردة ذات اهتمام بالنسبة لهم ولي – ربما لا يضعون في اعتبارهم أن العائد من إنفاق أميركا على منظمة حلف شمال الأطلسي يستحق هذه التكلفة".
هناك تفاوت هائل في الإنفاق على الناتو: ففي عام 2015، أنفقت دول الاتحاد الأوروبي، التي يبلغ عدد سكانها 550 مليون نسمة، مبلغ 217 مليار دولار على ميزانية الدفاع، في حين أنفقت الولايات المتحدة التي بلغ عدد سكانها 320 مليون نسمة، 560 مليار دولار. وتعهدت ألمانيا مؤخرا بإنفاق مبلغ إضافي قدره 8.6 مليارات دولار على قواتها المسلحة في الفترة بين 2016 و2019، ورغم ذلك فإن إنفاقها العسكري لم يتجاوز 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي – أي أقل من متطلبات الناتو الذي حدد لأعضائه إنفاق 2% سنويا من الناتج المحلي الإجمالي.
ولو تركنا السياسة جانبا رغم كل الصعاب، فيمكن للأوروبيين اتخاذ قرار بشأن استثمارات كبيرة في السفن والطائرات والتكنولوجيا العسكرية، ولكن ربما يستغرق الأمر عقودا لشراء جميع الأجهزة العسكرية الثقيلة التي تحتاجها.
ولذا فإننا بحاجة إلى النظر في سبل أخرى لحماية الذات. ففي الواقع، قد يكون أفضل خيار لنا: هو إيجار ما نحتاجه من أسلحة وأجهزة دفاعية من الولايات المتحدة. ومثل هذه الأجهزة موجود بالفعل في أراضينا، في القاعدة البحرية والقوات الجوية وقواعد الجيش الأميركي المنتشرة في جميع أنحاء أوروبا وفي مستودعات على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو، فبدلا من السماح للأميركيين بسحبها واستبدالها بعتاد خاص بنا، فماذا يمنع من إيجارها منهم؟
* نقلاً عن " الـوطن أون لاين "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة