إيران وأوروبا والاتفاق النووي.. طهران تفشل في مغازلة الغرب
مقال وزير الخارجية الإيراني كان محاولة أنيقة للغزل الدبلوماسي الذي يستهدف زيادة المعارضة الأوروبية لإلغاء الاتفاق النووي.
في 12 يناير/كانون الثاني، حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موعداً نهائياً للكونجرس والدول الخمس الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، لإجراء تعديلات به، كما تحدث ترامب عن أن تلك هي الفرصة الأخيرة، فإما تغيير العيوب الكارثية بالاتفاق أو انسحاب الولايات المتحدة منه.
بعد 9 أيام، كتب محمد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، مقالاً بصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، قدّم فيه حججاً لنظرائه الأوروبيين بشأن "التعاون الأمني" في عالم يسير نحو نظام عالمي عابر للغرب، والذي استخدم فيها تعبيرات منسقة تشبه معتقدات القادة الأوروبيين.
- 23 صاروخا إيرانيا باليستيا انتهكت الاتفاق النووي
- فورين بوليسي: إلغاء الاتفاق النووي الإيراني أفضل من إصلاح مزيف
وقال جد بابين، نائب وزير الدفاع الأمريكي في حكومة بوش الأب، إن مقال وزير الخارجية الإيراني كان محاولة أنيقة للغزل الدبلوماسي الذي يستهدف زيادة المعارضة القوية الأوروبية -والإيرانية لأي تعديلات في الاتفاق، وجاءت محاولات ظريف لاسترضاء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشأن إيران في عبارات دبلوماسية كثيراً ما يستخدمها قادة تلك الدول.
وتحدث ظريف عما أسماه فرصة للدول للتعاون في عالم ما بعد داعش، بحثاً عن قوة إقليمية في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، وتحدث عن أن طرق تشكيل التحالفات القديمة عفا عليها الزمن؛ لأنها تفترض وجود مصالح مشتركة.
وبدلاً من ذلك، اقترح "شبكة أمنية" التي هي "ابتكار إيراني لمعالجة قضايا تمتد ما بين تضارب المصالح إلى الاختلاف في قوة وحجم الدول"، وأوضح أن تلك الشبكة الأمنية ستبنى على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، من بينها: تقبل الاختلافات بين الدول.
وأكد نائب وزير الدفاع الأمريكي في حكومة بوش في مقال بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أنه لا حاجة لسرد موسع حول السلوكيات الإيرانية الأخيرة لاستنتاج أن وزير الخارجية الإيراني يحافظ على حملة التضليل الإيرانية التي عمرها 40 عاماً تقريباً.
وقال نائب وزير الدفاع إن الأمثلة القليلة ستكون كافية، ليبدأها بالتحدث عن الإصرار الإيراني على إبقاء منشآتها العسكرية، التي تتمركز فيها أسلحتها النووية وبرامجها لتطوير الصواريخ، بعيداً عن محققي منظمة الأمم المتحدة، وحقيقة شراكتها مع كوريا الشمالية في كلا البرنامجين، فضلاً عن الزيادة الهائلة في الإنفاق العسكري الذي يغذيه التمويل المتاح بعد تعليق العقوبات.
وكتب ظريف في مقاله أن العالم ينتقل إلى نظام عالمي ما بعد الغرب، وهو ما يتطلب الشبكة الأمنية التي يقترحها عبر الشرق الأوسط وغرب آسيا، لكن جد بابين قال إن ظريف بالتأكيد لم يقصد أن "الشبكة الأمنية" و"الزيارات العسكرية المشتركة" كانت ممثلة على أفضل وجه عبر الاتفاق الذي وقعته إيران مع روسيا وتركيا العام الماضي لحماية نظام الأسد في سوريا.
وأوضح بابين أن ظريف تحدث عن أن سباق التسلح في الشرق الأوسط يعزز التناحرات الهدامة وأن "العسكرة تخدم فقط أمر إثارة المغامرات الكارثية"، لكنه أغفل أن الدعم الإيراني، وتسليح الحوثيين في اليمن هو حرب إيرانية بالوكالة ضد جيرانها العرب، وتحديداً هو فصل من "المغامرة الكارثية" التي يحاول ظريف إدانتها.
وأشار بابين إلى محاولة مقال الوزير الإيراني تزيين العملية للقادة الإيرانيين الراغبين في عرقلة مطالب ترامب بتغيير الاتفاق النووي أو إلغائه، لافتاً إلى أن الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني قالت بالفعل إن ترامب ينقصه سلطة إلغاء الاتفاق الإيراني الذي صدق عليه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهناك تحدثت موجيريني نيابة عن كل دول الاتحاد بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا.