كيفية التعامل مع متابعة الأخبار السلبية.. وتجنب أثرها النفسي
مع كثرة تعرّضنا للأخبار السيئة التي لا يمكننا التحكم بها، تتأثر صحتنا النفسية لدرجة قد تدفع البعض إلى الانتحار، ولذا يجب التعامل مع متابعة الأخبار السلبية بحكمة.
من الصعب أن نمنع أنفسنا عن الاطلاع على الأخبار، فمن المهم أن نعرف بما يحدث في العالم من حولنا، خاصة وإن كانت تلك الاخبار مرتبطة بمصائرنا وقد تؤثر على نمط حياتنا اليومي، وعندما نفقد السيطرة ونُفرط في الاطلاع، يبدو التعامل مع متابعة الأخبار السلبية أكثر صعوبة، ونصل لمراحل متقدمة من الضيق والقلق تؤدي إلى الانعزال الاجتماعي.
فإذا كنت من بين الملايين الذين أربكتهم متبعة الأخبار وأنهكت صحتهم النفسية، تعرّف على الطريقة المثالية للتعامل مع الأمر.
ما تأثير متابعة الأخبار السلبية على الصحة النفسية؟
من الممكن أن تتسبب الأخبار السلبية سواء التي اختبرناها وقت انتشار وباء كوفيد - 19، أو التي نعيشها حاليا مع أخبار الحرب على غزة أو أخبار الأوضاع الاقتصادية المقلقة وغير المستقرة، في أن تؤثر على الوضع النفسي خاصة مع الشعور بالعجز وعدم السيطرة والخوف من المجهول.
من الممكن أن يؤدي فرط تصفح الأخبار السلبية العالمية، خاصة الحروب والكوارث التي تمس أعداد كبيرة من البشر، إلى الغمر بمشاعر قوية، كما يوضح موقع Reach out، فتشعر:
- بالإحباط الشديد والعجز.
- الغضب وفقدان القدرة على التحكم في انفعالاتك.
- الاكتئاب والحزن.
- الشعور بالعجز.
- القلق والانعزال عن المجتمع.
- عدم القدرة على أدء المهام اليومية.
الأمر الذي قد يتسبب في آثارا سلبية على الصحة النفسية على المدى البعيد، وفي تقرير نشرته جامعة هارفارد تبين أن متابعة الصراعات والحروب، تُظهر ما يُعرف بـ "قلق الحرب" وهو الخوف من الحرب النووية ودمار العالم بسبب الحروب، ويظهر في شكل أعراض، تشمل:
- الأعراض الجسدية للقلق (الغثيان، الصداع، الدوخة)
- نوبات الهلع.
- صعوبة في النوم.
- كوابيس متكررة.
- تنميل أو خدر الأطراف.
مع الميل إلى متابعة هذه الأخبار دون القدرة على التوقف، خاصة مع أحداث الحرب على غزة لقرب قضيتها من الوجدان العربي والتأثر الشديد بأحداثها.
كيفية التعامل مع الأخبار السلبية؟
يمكن أن يكون التعامل مع متابعة الأخبار السلبية أفضل إذا فهمنا حدود قدراتنا، وقمنا بقراءة الواقع وتحليلاته بنظرة أعمق وأكثر منطقية بعيدة عن العاطفة، فما يمكن فعله عند متابعة أحداث الحرب على غزة أو أخبار الأوبئة والصراعات، ما نصحت به جمعية علم النفس الأمريكية من قبل وقت الحرب على أوكرانيا.
1- فهم الواقع
إذا طبقنا الأمر على أوضاع الحرب في غزة، فعلينا أن نتسلح بالمعرفة، فتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي طويل وقد يمتد، وقراءة التاريخ والوقائع تمنحنا نظرة أشمل لما يحدث، وقدرة على تحليل الواقع واستشراق ما يمكن حدوثه مستقبلا.
وهكذا الأمر على الأوبئة والكوارث الطبيعية، ففهم نمط وقوع أي كارثة، يجعلنا نتعامل مع الأمور بوجهة نظر تعي حدود ما يمكننا فعله، وتهديء من القلق والشعور بالإحباط.
2- حدود سيطرتك
كثيرا ما تفاجئنا الحياة بأحداث نقف أمامها عاجزين، وبالتأكيد آلام الأطفال المصابين وجوعهم وخوفهم يؤلم النفس ويُعجز القلب، ولكن حتى تتمكن من المساعدة بسبل مختلفة، ذكر نفسك بأن الأمر أكبر من قدراتك، وابحث عن الأشياء البسيطة التي تمنحك الشعور بالسيطرة على حياتك، مثل اختيار ما ترتديه أو الطريق الذي تتخذه للعودة إلى المنزل.
3- الاعتماد على مصادر موثوقة
من الأفضل عدم تشتيت نفسك بمصادر أخبار متعددة، قد يكون أحدها غير موثوق أو مزيف، وحتى لا تغمرك المصادر المختلفة بروايات غير موضوعية عن الحدث نفسه، بينما الأفضل الاكتفاء بمصدرين أو ثلاثة للأخبار تثق بمصداقيتهم في نشر الحقيقة بموضوعية.
4- وقت بدون أخبار
الاطلاع المستمر على الأخبار لن يكون في صالح صحتك النفسية والعقلية والجسدية على المدى البعيد، لذلك يجب تخصيص وقت للابتعاد عن متابعة الأخبار تماما، وقضاء الوقت مع عائلتك أو أصدقائك بعيدا، للحصول على راحة من التوتر المستمر والضيق والحزن جراء متابعة الأخبار السلبية والصعبة.
نصائح للحفاظ على الصحة النفسية أثناء متابعة أخبار الحروب
في كثير من الأحيان، لا يستطيع الفرد أن يتوقف عن متابعة الأخبار التي يعلم أنها سيئة وصعبة وأنه لن يتحملها، ولكنه مدفوعا بالرغبة في لعثور على خبر قد يُهدئ من روع قلقه ويخبره بأن الحال قد يتغير للأحسن، أو أن هناك مؤشرات تعني أن الآلام التي يشاهدها قد تشفى قريبا، أو لتخفيف الشعور بالعجز وعدم القدرة على تغيير الأوضاع.
ولكن ما يحدث أنه قد يصل إلى حالة نفسية سيئة، قد تؤدي إلى إصابته بآلام وأمراض جسدية، وفي بعض الأحيان قد تدفعه إلى إنهاء حياته لفقدانه الأمل في هذا العالم، وحتى نمنع عن أنفسنا هذه المخاطر، هناك ما يمكننا فعله عند متابعة الأخبار السلبية والمأساوية، كما توضح مجلة Positive News.
1. وقت محدد للأخبار
سواء كنت تتابع الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت أو قنوات التلفزيون، احرص على أن تحدد وقت في اليوم تتابع خلاله الأخبار، حتى لا تكون تحت وطأة المشاعر السلبية والأحداث الصعبة والصور المؤلمة طوال اليوم، وكلما أمسكت بهاتفك.
والأفضل أن يرتبط وقت متابعة الأخبار بأمر آخر ينتهي بانتهائه، مثل الاطلاع على الأخبار مع تناول الإفطار أو كوب الشاي الصباحي، مع الابتعاد عن متابعتها فور الاستيقاظ أو قبل الخلود إلى النوم.
2. إدارة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي
أن تكون صفحات الأخبار في قائمة محددة منفصلة على حساباتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفتح هذه القائمة عندما تكون مسعدا لمطالعة الأخبار، حتى لا تُفاجئ بمشاهد مؤلمة مفاجئة وأنت تتصفح حساباتك.
3. النقاش والمشاركة
يمكن أن يساهم النقاش مع الآخرين من المهتمين بنفس الأخبار على تخفيف حدة الحدث وغلبة المشاعر، وقد تكتسب من المشاركة مزيد من الشعور بالاطمئنان بصلاح الأحوال، أو تخفيفا للتوتر والقلق بالتخلص من الطقة السلبية والمشاعر الثقيلة التي تحملها.
4. اتخاذ موقف إيجابي
يبدو أن شعور العجز وعدم القدرة على تغيير أوضاع أشخاص يشبهوننا ونهتم لأمرهم أكثر قسوة، ولذلك يمكنك تحويل طاقة الغضب والعجز إلى أفعال تخفف من حدة متابعة الأخبار السلبية وتمنحك شعورا إيجابيا بأن وجودك مهم وأساسي، ففي حال الحرب على غزة، قد تقوم بأعمال تطوعية وتقديم مساعدات والنشر عن ما يحدث.
طرق تقليل التوتر النفسي الناجم عن الأخبار السلبية
أما الأفعال الشخصية التي يمكن فعلها من أحل التعامل مع متابعة الأخبار السلبية والتخفيف نن التوتر والقلق الناجم عن التعرض لها، فينصح خبراء علم النفس عبر أكثر من موقع متخصص منهم reach out وpsychology today أنه يمكنك:
- التنفس بعمق.
- تناول المشروبات المهدئة.
- التواصل مع مقربين.
لن يكون سهلا التعامل مع متابعة الأخبار السلبية خاصة إذا كانت تمس آلاف من الأشخاص الذين تربطهم بك الإنسانية والعروبة، ولكن يمكن أن تساهم النصائح السابقة في تقبل الأمر والمساعدة بالمتاح.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز