شركات النفط تدهس كورونا.. 4 عمالقة ينجحون في اختبار الأرباح
بدعم من ارتفاع أسعار النفط وتعافي الطلب على الوقود، تمكنت شركات النفط العالمية من دهس كورونا وتحقيق أرباح خلال الربع الأول من 2021.
وتمكنت كل من إيني الإيطالية وإكسون موبيل وشيفرون الأمريكيتين وتوتال الفرنسية من تحقيق الأرباح بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي الذي شهد بداية تفشي جائحة كورونا عالميا وما تبعها من سحق الطلب العالمي على الوقود وتهاوي أسعار النفط.
وانهارت أسواق النفط العام الماضي بسبب الوباء الذي أدى إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وإغلاق بعض القطاعات تقريبًا مثل النقل الجوي.
وتعافت الأسواق بشكل واضح منذ ذلك الحين مع تفاؤل التوقعات الاقتصادية وتقدم حملات التطعيم.
أرباح إيني
وقفز صافي أرباح مجموعة الطاقة الإيطالية إيني، في الربع الأول من العام الجاري، لخمسة أمثاله تقريبا، إذ عوض ارتفاع أسعار النفط التي استقرت فوق الـ60 دولارًا، إثر تخفيض الإنتاج، مع تعافي الطلب على الخام، وبدء توزيع لقاحات كورونا
وبلغ صافي الأرباح المعدل في هذه الفترة 0.27 مليار يورو (327 مليون دولار)، وهو ما جاء دون متوسط توقعات المحللين التي جمعتها الشركة البالغ 0.44 مليار يورو.
وكانت الأرباح في الربع الرابع من العام الماضي 0.5 مليار يورو.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيني، كلاوديو ديسكالزي: "لقد تمكنا من تحسين آفاقنا للأشهر المقبلة، وتوقعنا توليد تدفق نقدي حر في عام 2021 بأكثر من 3 مليارات يورو (3.63 مليار دولار)".
وأكدت المجموعة هدف إنتاجها للعام بأكمله بنحو 1.7 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا، مشيرة إلى أنها ستستثمر نحو 6 مليارات يورو (7.25 مليار دولار) هذا العام.
وأدّت عمليات الإغلاق الوبائي إلى خفض الطلب على الوقود العام الماضي، ما دفع مجموعات الطاقة مثل إيني إلى كبح الاستثمارات والعوائد.
أول ربح لإكسون في 5 فصول
أما أكبر منتج للنفط في الولايات المتحدة إكسون موبيل كورب، فتمكنت من تسجيل أول ربح لها في 5 فصول، إذ عوض ارتفاع أسعار النفط والغاز التكاليف التي جاءت بسبب موجة التجمد الشديد في فبراير/شباط الماضي
وبلغ صافي الدخل العائد على إكسون 2.73 مليار دولار، أو 64 سنتا للسهم، في الربع الأول من العام، مقارنة مع خسارة 610 ملايين دولار، أو 14 سنتا للسهم، قبل عام.
وارتفع إجمالي الإيرادات بنسبة 5.3% إلى 59.15 مليار دولار، في حين انخفض إجمالي التكاليف بنسبة 1.5% إلى 55.56 مليار دولار، وحُفظت خطة النفقات الرأسمالية للشركة لعام 2021 عند 16-19 مليار دولار، بحسب ما نقلته منصة "ماركت ووتش".
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، دارين وودز: "تعكس نتائج الربع الأول القوية فوائد ارتفاع أسعار النفط، وتركيزنا على خفض التكلفة الهيكلية، مع إعطاء الأولوية للاستثمارات في الأصول ذات تكلفة التوريد المنخفضة".
وتابع: "لقد غطّى التدفق النقدي من الأنشطة التشغيلية خلال الربع بالكامل أرباح الأسهم والاستثمارات الرأسمالية، وعزّزنا الميزانية العمومية من خلال خفض الديون".
وحقّقت عمليات الاستكشاف والإنتاج -أكبر أعمال إكسون- 2.6 مليار دولار في الربع الأول من العام، مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط، مقارنةً بأرباح بلغت 536 مليون دولار في العام السابق.
وبلغ إنتاج المكافئ النفطي 3.8 مليون برميل يوميًا، بزيادة 3% عن الربع الأخير من عام 2020.
3.3 مليار دولار أرباح توتال
أما عملاق الطاقة الفرنسية توتال، فعادت إلى وتيرة نتائجها المرتفعة حيث ارتفعت أرباحها الصافية إلى 3,3 مليار دولار في الربع الأول، معززة بارتفاع أسعار النفط، التى استقرت عند 61,1 دولاراً على مدار الربع الأول، مقابل 50,1 دولاراً في العام السابق و 44,2 دولاراً فقط في الربع الاخير من عام 2020.
وتأتي هذه القفزة بعد أن سجلت العام الماضي أرباحا بلغت 34 مليون دولار فقط، عندما كان سوق النفط والغاز منخفضًا بسبب أزمة فيروس كورونا.
وفي الربع الأول، حقق العملاق الفرنسي أرقاما أفضل من الربع الأول لعام 2019 (3,1 مليار)، قبل الأزمة، بلغ صافي الدخل المعدل، دون احتساب البنود الاستثنائية، 3 مليارات دولار أي بزيادة 69% على أساس سنوي.
وهكذا يكون أيضًا أعلى من الربع الأول من عام 2019 (2,8 مليار) وذلك "على الرغم من بيئة أقل ملاءمة"، وفق ما ذكر رئيس مجلس توتال باتريك بويانيه في بيان.
وتنوي توتال استثمار ما بين 12 مليار دولار و 13 مليار دولار في عام 2021، تخصص نصفها لنموها حيث "سيتم تخصيص ما يقرب من 50% لمصادر الطاقة المتجددة والكهرباء"، وهي مجالات تنوي الانخراط فيها بشكل متزايد.
تراجع أرباح شيفرون
وتراجعت أرباح شركة النفط الأمريكية العملاقة شيفرون في الربع الأول 29% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، إذ طغى على المكاسب التي تحققت من أسعار النفط والغاز أثر ضعف هوامش التكرير وخسائر الإنتاج وأثر بيع أصول دعم نتائج العام الماضي.
وسجل ثاني أكبر منتج أمريكي للنفط أرباحا بلغت 1.72 مليار دولار بما يعادل 90 سنتا للسهم.
وكانت الشركة قد حققت قبل عام أرباحا بلغت 2.45 مليار دولار أو 1.31 دولار للسهم. وشملت النتائج قبل عام 680 مليون دولار من بيع أصول وبنود ضرائب مواتية.
وبلغت الأرباح الصافية 1.4 مليار دولار أو 72 سنتا للسهم انخفاضا من 3.6 مليار دولار قبل عام أو 1.93 دولار للسهم.
ووفقا لبيانات رفينتيف آي.بي.إي.إس، فإن تدفقات السيولة النقدية لشيفرون من العمليات والتي بلغت 4.2 مليار دولار تقل بأكثر من مليار دولار عن توقعات وول ستريت. أما نفقات تكلفة الديون وتقاعد الموظفين وإعانات لهم، فقد ارتفعت لأكثر من المثلين وبلغت 978 مليون دولار.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yMzEg جزيرة ام اند امز