ماريا زاخاروفا.. الكعب الروسي العالي الذي أزعج الغرب
"وجه الدعاية" في رواية أحدهم، و"دبلوماسية وصحفية مخضرمة" في الرواية المعاكسة، لكن الرابط بين الروايتين أنها "سيدة روسيا القوية".
إنها ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم الخارجية الروسية، وبعبارة أكثر دقة: أول امرأة تتولى منصب المتحدث باسم الوزارة، ووجه السياسة الروسية في عالم متقلب وسياق دولي متوتر.
قصة زاخاروفا تجمع بين 3 مدن رئيسية في الصراع على قيادة العالم اليوم، فهي ابنة لعائلة تنحدر من موسكو، ولدت في العاصمة الصينية بكين، وتزوجت رجل أعمال في مدينة نيويورك الأمريكية.
وولدت زاخاروفا في 24 ديسمبر/كانون الأول 1975 في بكين، حيث كان يعمل والداها في البعثة الدبلوماسية للاتحاد السوفياتي، وترعرعت في العاصمة الصينية في كنف والد يتقن الدبلوماسية واللغات الشرقية.
الدراسة
وفي نوفمبر/تشرين ثاني 2005، تزوجت زاخاروفا، من رجل الأعمال الروسي، أندريا موروزوف، في القنصلية الروسية بمدينة نيويورك، واستقبلا ابنتيهما مريانا في أغسطس/آب 2010.
لكن بين الحدثين الكبيرين جرت كثير من الأمور، إذ بدأت زاخاروفا دراستها في الصين، ثم عادت لروسيا لتكمل دراستها وصولا لحصولها على إجازة جامعية من قسم الصحافة في معهد موسكو للعلاقات الدولية عام 1998.
وبدأت السيدة القوية، تدخل الحياة الدبلوماسية في السفارة الروسية في بكين، كمتدربة لفترة قصيرة، لكنها لم تتوقف عن الدراسة ونالت شهادة الدكتوراه في التاريخ من الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب في 2003.
زاخاروفا التي تتقن 3 لغات هي الروسية والصينية والإنجليزية، عملت في الصحافة، وبالتحديد في صحف "موسكوفسكي كومسوموليتس" وكوميرسانت"، ووكالة أنباء "إنترفاكس".
الدبلوماسية
وفي 2005، عادت إلى أروقة الدبلوماسية، حيث انضمت بصفة صحفية إلى البعثة الروسية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وهناك تزوجت أيضا.
بعد لعب أدوار كبير في البعثة الروسية بنيويورك، تولت زاخاروفا منصب نائب مدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية الروسية في عام 2011، قبل تعيينها في أغسطس/آب 2015 متحدثة باسم الوزارة ومسؤولة عن المكتب الإعلامي.
المتحدثة الروسية معروفة بالدفاع المستميت عن سياسة روسيا، خاصة منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، وبعدها عن الغرق في التفاصيل أثناء الإفادات الصحفية، واستغلالها اللغات التي تجيدها في توجيه رسائل موسكو للعالم.
الرأي الآخر
هذه الصفات دفعت وزارة الخارجية الأمريكية لتصنيف المرأة القوية "بوقا لدعاية الكرملين"، ووصفها بأنها "من بين أكثر المتحمسين للتضليل الإعلامي الروسي والدعاية الروسية".
وتقول الخارجية الأمريكية على موقعها "تشتهر زاخاروفا بأسلوبها الشرس ونبرتها الساخرة ومشاعرها المتطرفة المعادية للغرب. تتضمن إحاطاتها الإعلامية بشكل روتيني نوبات غضب غير دبلوماسية".
ورغم ذلك، وضعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، زاخاروفا ضمن قائمة أكثر 100 امرأة تأثيرا وشهرة في العالم" في العام 2016. كما حصلت على وسام الصداقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين في 2017.
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز