الروهينجا.. أزمة إنسانية تراوح مكانها وسط التفاف سلطات ميانمار
أقلية الروهينجا المسلمة استقرت داخل حدود بنجلاديش باحثة عن بصيص أمل ينقذهم من بطش جيش ميانمار.
موجة إثر أخرى، يتوافد آلاف اللاجئين من أقلية الروهينجا المسلمة إلى مخيمات اللجوء في بنجلاديش؛ هربا من بطش السلطات في بلدهم الأم ميانمار، حيث تحصد أرواحهم آلة عنف وقمع ما زالت تعمل أدواتها فيهم قتلا وتشريدا.
وفي مخيمات النزوح التي تكتظ بالآلاف لا تزال متطلبات الحياة اليومية سؤالا ملحاً بالنسبة للاجئين والسلطات البنغالية التي تؤويهم على أراضيها، فمع كل صباح يوجه صغار الروهينجا الجياع ضربة جديدة في خاصرة الضمير الإنساني الذي لم تتداع مؤسساته لنصرتهم إبان تعرضهم للتنكيل على أيدي سلطات ميانمار، كما تركتهم كذلك نهباً للجوع وتصاريف الأقدار في معسكرات اللجوء القاحلة.
- جيل مهدّد بالضياع.. "الروهينجا" يلاحقون حلم الدراسة في مخيمات بنجلاديش
- السجن 20 عاما لزعيم حركة بوذية مناهضة لمسلمي الروهينجا
وبين الفترة والأخرى، تتواتر مناشدات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للسلطات في ميانمار لوضع حد فوري للعنف وانتهاكات القانون الدولي ضد الأقليات، والقضاء على حالات انعدام الجنسية والتمييز المنهجي والمؤسسي ضد الروهينجا، لكن لا حياة لمن تنادي فمع كل صباح جديد هنالك نازحون جدد يتدفقون على الحدود مع بنجلاديش وسط تفاقم للأزمة ونقص كبير في الدعم الأممي.
واستقرت أقلية الروهينجا المسلمة داخل حدود بنجلاديش باحثة عن بصيص أمل ينقذهم من بطش جيش ميانمار، الذي قدّم "مثالا صارخا على التطهير العرقي"، وفقا لوصف الأمم المتحدة التي استنكرت الأمر برمته.
وقد هدد نزوح الروهينجا، الديمقراطية الوليدة في ميانمار، وهز صورة زعيمتها أونج سان سو كي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، في الخارج.
وتشير وكالة أنباء رويترز إلى أن طوفان اللاجئين الهائل حوّل التلال في جنوب شرق بنجلاديش إلى بحر لا نهاية له من الخيام بألوانها الأبيض والبرتقالي والأزرق. ويوطد سكان المخيم أنفسهم على البقاء لفترة طويلة.
وتتزايد الضغوط الدولية على ميانمار، إذ من المقرر أن ينشر محققون فوّضتهم الأمم المتحدة تقريرا عن الأزمة، الإثنين، كما سيقدم مجلس الأمن الدولي إفادة بشأن ميانمار، الثلاثاء.
وفرضت الولايات المتحدة، هذا الشهر، عقوبات على 4 من قادة الجيش والشرطة في ميانمار ووحدتين في الجيش لاتهامهم بارتكاب تطهير عرقي بحق المسلمين الروهينجا، وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في أنحاء ميانمار.
والسبت الماضي، توعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن تواصل الولايات المتحدة محاسبة المسؤولين عن "تطهير عرقي بغيض" للمسلمين الروهينجا في ميانمار.
وحكم الجيش ميانمار لما يقرب من 50 عاما بعد أن استولى على السلطة في انقلاب عام 1962 ولا يزال يحتفظ بسلطات واسعة بموجب دستور 2008.
وعلى الرغم من سعي الأمم المتحدة، عبر منظماتها المختلفة، لاحتواء الأزمة عبر السعي لعودة اللاجئين إلى مواطنهم، فإن الخطوة لطالما قوبلت برفض سلطات ميانمار، وفقا لتأكيدات الأمم المتحدة، فإن السلطات في ميانمار لم تسمح لوكالاتها بالوصول بشكل مستقل إلى ولاية راخين التي تمثل مركز أزمة الروهينجا، بعد شهرين من توقيع اتفاق مع الحكومة للعمل هناك.
ووقعت وكالات أممية تُعنى باللاجئين والتنمية اتفاقا مع حكومة ميانمار في يونيو/حزيران الماضي، يسمح لها بالعمل في ولاية راخين الشمالية التي فر منها مئات آلاف المسلمين من أقلية الروهينجا من منازلهم إثر حملة تطهير عرقي أطلقها الجيش قبل نحو عام.
وتشير الإحصائيات الدولية إلى أن 1.2 مليون شخص من بينهم 660 ألف طفل من اللاجئين يعانون من نقص الخدمات الصحية، و1.1 مليون شخص منهم 605 آلاف طفل و253 ألف من النساء يواجهون نقصا في الحصول على المياه النظيفة، إضافة إلى 1.2 مليون شخص من بينهم 660 ألف طفل و276 ألف من النساء لا يحصلون على الغذاء الكافي، وإلى جانب 696 ألف طالب أصبحوا خارج العملية التعليمية بسبب ظروف اللجوء، كما يفتقد مليون شخص من بينهم 550 ألف طفل و230 ألف امرأة إلى خدمات الإيواء.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز