هدنة إثيوبيا.. ترحيب ودعم وآمال بانفراجة أكبر للأزمة
رحبت العديد من المنظمات والهئيات الدولية والإقليمية وبعض الدول بإعلان الحكومة الإثيوبية عن هدنة إنسانية غير محددة، مع جبهة تحرير تجراي.
وأشاد الاتحادان الأفريقي والأوروبي، وحكومات بريطانيا وأمريكا وتركيا، بقرار حكومة إثيوبيا إعلان هدنة إنسانية إلى أجل غير مسمى، وضمان وصول المساعدات دون عوائق إلى إقليم تجراي.
وأمس الخميس، أعلنت الحكومة الإثيوبية رسميا، عن هدنة إنسانية غير محددة مع جبهة تحرير تجراي، وردت الجبهة، في وقت سابق اليوم الجمعة، معلنة قبول الهدنة.
وتشهد مناطق بشمال إثيوبيا خاصة إقليم تجراي أزمة إنسانية منذ اندلاع الصراع بين أديس أبابا وجبهة تحرير تجراي، لأكثر من 18 شهرا .
ودعت الحكومة الإثيوبية، الجهات المانحة إلى مضاعفة مساهماتها لتخفيف حدة الوضع الإنساني المتدهور في إقليم تجراي، فيما أعلنت جبهة تحرير تجراي قبول مشروطا بالهدنة اليوم الجمعة.
ترحيب أفريقي وأوروبي
رحب الاتحادان الأفريقي والأووربي، والهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيجاد"، بإعلان الهدنة الإنسانية في إثيوبيا.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إن إعلان إثيوبيا عن الوقف الفوري للأعمال العدائية، وقرارها لتسريع تقديم المساعدات الإنسانية أمر مرحب به، إلى جانب إعلان جبهة تحرير تجراي عن التزامها بمراعاة الهدنة الإنسانية المذكورة.
ودعا فكي الجهات المانحة والوكالات الإنسانية إلى مضاعفة جهودها للتخفيف من حدة الوضع الإنساني في إقليم تجراي وجميع المناطق المتضررة، بما في ذلك إقليما أمهرة وعفار.
وقال إن الاتحاد الأفريقي يواصل الدعوة إلى وقف إطلاق نار شامل دائم يتم التفاوض عليه، داعيا في الوقت نفسه الأطراف إلى الانخراط في حوار لتحقيق هذا الهدف.
كما حث فكي الممثل السامي للاتحاد الأفريقي للقرن الأفريقي أولوسيغون أوباسانجو، الرئيس النيجيري الأسبق، على مواصلة جهوده القوية في العمل عن كثب مع الأطراف وأصحاب المصلحة من أجل حل سريع للنزاع.
بدوره أكد الاتحاد الأوروبي، في بيان له، ترحيبه بإعلان الهدنة، مؤكدا استعداده لدعم التسليم السريع للمساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين.
وفي ذات السياق رحب الرئيس التنفيذي للهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا "إيجاد" ورقنه قبيو، بقرار حكومة إثيوبيا إعلان وقف إطلاق نار غير محدد المدة لأغراض إنسانية بهدف تعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في إقليم تجراي.
وقال إن "إيجاد" ترحب بالإعلان المتبادل من قبل الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تجراي بالالتزام واحترام الهدنة ووقف الأعمال العدائية.
وناشد قبيو الشركاء الدوليين لبذل كل ما في وسعهم لضمان زيادة المساعدة الإنسانية وتقديمها في الوقت المناسب إلى إقليم تجراي والمناطق الأخرى المتأثرة والمعرضة للجفاف وانعدام الأمن الغذائي.
ودعا جميع الأطراف إلى السعي بنشاط لتحقيق السلام الدائم من خلال جميع الآليات المتاحة.
واشنطن ولندن وأنقرة
بدورها قالت السفارة البريطانية لدى أديس أبابا إن بريطانيا تشجع كلاً من حكومة إثيوبيا وجبهة تحرير تجراي على اتخاذ خطوات ملموسة الآن لضمان تنفيذ هذا الاختراق الإيجابي وتوصيل المساعدة بسرعة إلى المحتاجين، مؤكدة استعدادها لدعم جهود الحكومة لتوسيع نطاق الاستجابة.
كذلك أبدت الولايات المتحدة ترحيبها ودعمها إعلان حكومة إثيوبيا عن هدنة إنسانية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين "يجب أن يكون هذا الالتزام بوقف الأعمال العدائية خطوة حاسمة نحو استئناف واستمرار المساعدة الإنسانية للسكان في تجراي وجميع المناطق والمجتمعات الإثيوبية المحتاجة.
ودعا بيان للخارجية الأمريكية إلى أن يكون هذا الإعلان بمثابة "أساس لعملية سياسية شاملة لتحقيق تقدم نحو الأمن والازدهار المشتركين لجميع شعب إثيوبيا".
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستواصل بذل كل ما في وسعها لمساعدة شعب إثيوبيا على دفع مستقبل سلمي.
بدورها رحبت الخارجية التركية بالهدنة واعتبرتها "خطوة في الاتجاه الصحيح من حيث إيجاد حل للصراع".
لجنة إثيوبية
داخليا رحبت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان بإعلان وقف الأعمال العدائية والتزام جبهة تحرير تجراي بتنفيذ وقف الأعمال العدائية.
وقال رئيس اللجنة (حكومية) دانيال بقلي إن الإجراءات المعلنة وتنفيذها سيساهمان بشكل كبير في التخفيف من الاحتياجات الإنسانية في كل من تجراي وإقليمي عفار وأمهرة المجاورتين، فضلاً عن إرساء الأسس اللازمة لحل سياسي للنزاع.
وذكرت اللجنة بنتائج تقاريرها الخاصة بالتحقيق في مجال حقوق الإنسان، داعية جميع الأطراف إلى الاعتراف بالمسؤولية وتنفيذ التوصيات، بما في ذلك تسهيل الظروف لمزيد من أعمال التحقيق في مجال حقوق الإنسان.
ويعود الصراع بين أديس أبابا وجبهة تجراي إثر اتهام الحكومة الفيدرالية في الـ4 من نوفمبر عام 2020 لجبهة تحرير تجراي بالاعتداء على القيادة الشمالية لقوات الجيش الإثيوبي في مدينة مقلي عاصمة الإقليم.
وتصاعدت المواجهات عقب تمدد جبهة تحرير تجراي إلى مناطق واسعة بإقليمي أمهرة وعفار نوفمبر الماضي، قبل أن يتمكن الجيش الفيدرالي الإثيوبي والقوات الخاصة بإقليمي عفار وأمهرة، إلى إعادة جبهة تحرير تجراي لإقليم تجراي مطلع ديسمبر الماضي.
وتسببت الحرب بخسائر تقدر بمئات من القتلى والجرحى، وتضرر نحو 2.5 مليون شخص في إقليم تجراي، فضلا عن نزوح أكثر من نصف مليون شخص، في إقليمي أمهرة وعفار، ودمار ممتلكات مئات المدنيين في الأقاليم الثلاثة وتضرر البنية التحتية في المناطق التي شهدت المواجهات.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز