«أنسنة الإجراءات».. تقرير يرسم خريطة تدخلات التكيف المناخي بأفريقيا
يؤكد تقرير جديد على أهمية تركيز الاستثمارات في البنية التحتية في أفريقيا على البشر، لجعل المجتمعات أكثر قدرة على الصمود.
يؤكد تقرير جديد على أهمية تركيز الاستثمارات في البنية التحتية في أفريقيا على البشر، لجعل المجتمعات أكثر قدرة على الصمود في مواجهة التهديدات التي يشكلها تغير المناخ.
وتقليديا، كان الممولون والمطورون يركزون على المخاطر التي تهدد البنية التحتية مثل أنظمة النقل والمياه والطاقة عند النظر في القدرة على التكيف مع تغير المناخ (القدرة على التعامل مع التهديدات مثل الحرارة الشديدة والعواصف).
ومع ذلك، يدعو التقرير الجديد الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، والذي أصدرته مجموعة تطوير البنية التحتية الخاصة، وجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، إلى توسيع نطاق التركيز.
وعلى وجه التحديد، يقول التقرير إنه ينبغي للممولين والمطورين النظر في الكيفية التي يمكن بها للبنية التحتية أن تساهم بأكبر قدر من الفعالية في مرونة المجتمعات والاقتصادات التي تخدمها، وخاصة تلك الأكثر عرضة للتأثر بالظواهر المناخية المتطرفة.
ويقول البروفيسور ريتشارد بيتس، المؤلف الرئيسي للتقرير، إن "المخاطر المناخية مثل الحرارة والرطوبة الشديدة والجفاف والأمطار الغزيرة وارتفاع مستوى سطح البحر تظهر بشكل متزايد في أجزاء كثيرة من أفريقيا، وستكون أكثر انتشارًا وأكثر شدة، في العقود القادمة".
ويضيف "الملايين من الناس في أفريقيا هم أكثر عرضة لهذه التهديدات لأنهم يفتقرون إلى الوصول إلى خدمات الطاقة والنقل والمياه الحيوية، أو يعتمدون على البنية التحتية القديمة أو المجهدة أو غير الرسمية".
ويوجز التقرير التهديدات المناخية المتنوعة التي تواجه مختلف المناطق الأفريقية، ففي حين أن معظم أنحاء القارة ستواجه إجهادا حراريا متزايدا، فإن بعض المناطق ستكون عرضة بشكل خاص للجفاف (مثل شمال أفريقيا والجنوب الأفريقي ومناطق الصحراء الكبرى)، في حين أن مناطق أخرى أكثر عرضة للأمطار الغزيرة والفيضانات (مثل شرق أفريقيا ووسط أفريقيا وغرب أفريقيا)، وقد تتعرض بلدان أخرى لكلا الأمرين (مثل مدغشقر).
ومن المرجح أيضًا أن تتزايد الفيضانات الساحلية وحرائق الغابات في بعض المناطق.
ونظرا لهذه التهديدات المتزايدة، يحث التقرير المستثمرين على اكتساب فهم أفضل لنقاط الضعف التي تحتاج إلى معالجة، وبالتالي أي أنواع الاستثمار يمكن أن تكون الأقوى في بناء القدرة على الصمود.
وتقول آنا ميرفي، المؤلفة الرئيسية الأخرى للتقرير "عند النظر في استثمارات البنية التحتية من أجل القدرة على التكيف مع تغير المناخ، يجب أن يكون التركيز على الأشخاص الذين يستخدمونها، فالحلول الأكثر إلهاما وفعالية تركز على الأشخاص، ولكنها تعالج مشكلات متعددة في وقت واحد".
وتضيف "لقد تحدثت مع رواد الأعمال الذين يقومون ببناء أنظمة ري تعمل بالطاقة الشمسية بأسعار معقولة تعمل على تحسين غلات المحاصيل حتى في حالات الجفاف وتوفير الطاقة النظيفة للمجتمعات، وبالتالي توفير سلسلة من التعليم والمعلومات والفرص الاقتصادية".
وتشير إلى أنه "يمكن تصميم الطرق متعددة الأغراض للتخفيف من مخاطر الفيضانات وتخزين المياه لاستخدامها في فترات الجفاف، أو يمكن تحويل حمأة مياه الصرف الصحي من المخاطر الصحية التي تتفاقم بسبب الفيضانات، إلى وقود، مما يقلل من انبعاثات الأعمال والتكاليف بالإضافة إلى إزالة الغابات، وحل المخاطر الصحية".
وتقول " لقد طور رواد الأعمال هذه الحلول من خلال العمل بشكل وثيق مع مستخدميهم، فهي تظهر كيف أن حل المشكلات المصمم والإبداعي يحدد الحلول المربحة للجانبين من أجل مرونة سبل العيش المحلية والاقتصادات الأوسع والكوكب".
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز