اختراع لاصطياد المادة المظلمة.. باحثون يسعون لحل أهم ألغاز الكون
تخيل أنه توجد بركة صافية وساكنة تماما، بها أسماك غير مرئية نسعى لاصطيادها، ولتحقيق هذا الهدف، تم وضع أسماك بطيئة الحركة داخل البركة، في حال إذا غيرت الأسماك اتجاهها فجأة، فقد يعني ذلك أنها اصطدمت بالهدف، وهي الأسماك غير المرئية.
بنفس الآلية التي يكشفها هذا المثال، أعلن باحثون من جامعة نوتنغهام البريطانية في دراسة نشرتها دورية "فيزيكال ريفيو" عن بناء غرفة فارغة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد -تشبه البركة في المثال التوضيحي- ثم وضعوا ذرات الليثيوم شديدة البرودة داخلها (الأسماك بطيئة الحركة في المثال)، إذ يؤدي التبريد إلى توقفها عن الحركة تماما، وهذا يساعد العلماء على ملاحظة التغيرات الصغيرة جدا بشكل أكثر دقة.
ويعتقد العلماء أنهم إذا قللوا الكثافة (جعل الغرفة أكثر إفراغا)، فسيحدث شيء مثير للاهتمام، إذ يبدو الأمر كما لو أن الماء يتحول إلى جليد ويشكل بلورات ذات خطوط صدع، وتشبه خطوط الصدع الشقوق التي لا يمكن رؤيتها مباشرة، ولكن يمكن أن تؤثر على كيفية تحرك الأشياء من خلالها.
ولرؤية هذه الشقوق غير المرئية، فإنها تسمح للذرات الباردة بالتحرك عبر الغرفة، وإذا غيرت الذرات اتجاهها، فقد يعني ذلك أنها اصطدمت بأحد هذه الشقوق، مما يشير إلى وجود المادة المظلمة.
ويقول البروفيسور كلير بيرج من كلية الفيزياء، وهو أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن "المادة العادية التي يتكون منها العالم ليست سوى جزء صغير من محتويات الكون، حيث تمثل حوالي 5%، والباقي إما مادة مظلمة أو طاقة المظلمة.
ويضيف: "سواء نجحت تجربتنا أم لا في تحقيق هدفها، فستكون خطوة مهمة إلى الأمام في فهمنا للطاقة المظلمة والمادة المظلمة، ومثالا ممتازا لكيفية تصميم تجربة معملية يتم التحكم فيها جيدا لقياس التأثيرات ذات الصلة بالكون بشكل مباشر".
aXA6IDE4LjIyNy4xOTAuMjMxIA==
جزيرة ام اند امز