الرواية الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب وتلاه في ذلك بعض مساعديه، الذين أدخلوا رتوشاً إضافية و«تعديلات» على بعض التفاصيل
الاسم أعلاه، كما تعلمون، هو الاسم الحقيقي لزعيم تنظيم «داعش»، الذي أسمى نفسه أبو بكر البغدادي وصعد على منصة جامع في الموصل لحظة الصعود الصاروخي لتنظيمه الإرهابي، لينصّب نفسه «خليفة للمسلمين».
هل كان "البغدادي" يهددهم بضربة في نيويورك كتلك التي فعلها أسامة بن لادن، أم كان يقول: أنا آتٍ إليكم بعد أن أنجز لكم ما اتفقنا عليه؟.
الرواية الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب وتلاه في ذلك بعض مساعديه، الذين أدخلوا رتوشاً إضافية و«تعديلات» على بعض التفاصيل، تقول إن البغدادي قُتل في عملية نفذتها قوات خاصة في محافظة إدلب معقل التنظيمات الإرهابية، وهذا يطرح سؤالاً عن مغزى وجود البغدادي في تلك المنطقة المحمية تركيّاً بالمناسبة، في ظل هيمنة «جبهة النصرة» الذراع المحلية لتنظيم «القاعدة».
كثرٌ هم من شككوا في صحة الرواية الأمريكية لما هي عليه من تناقض وعدم اتساق، لكن أهم تشكيك أتى من روسيا التي زعم ترامب أنه أخذ موافقتها بتحليق الطائرات الأمريكية التي نفذت العملية على مناطق واقعة تحت حمايتها.
لم يكتفِ وزير الدفاع الروسي، شخصياً لا ناطقاً باسمه أو «مصدر مسؤول» مغفل الاسم، بنفي زعم ترامب بإحاطة روسيا بأن عملية ما ستنفذ في إدلب، بل قال إن لا معلومات روسية عن قيام القوات الخاصة الأمريكية بعملية في المنطقة، مضيفاً: «إن الأعداد المتزايدة للدول والجهات التي يُزعم مشاركتها في هذه العملية بشكل مباشر، وكل منها يعطي تفاصيل متناقضة، تثير أسئلة وشكوكاً مشروعة حول حدوثها حقاً ومستوى نجاحها».
قضى إبراهيم عوّاد البوبدري نحو خمسة أعوام في معتقل بوكا، داخل قاعدة أمريكية في العراق، أي أنه كان في عهدة الأمريكان كل هذه السنوات، والله وحده يعلم ما الذي تمّ بينه وبينهم.
ولستُ أحب أن أنساق إلى نظرية المؤامرة، لأني من المؤمنين بأن جذور الفكر المتطرف والمحرض على العنف الذي بنى الرجل تنظيمه عليه كامنة في ثنايا بنيتنا الفكرية والثقافية والتعليمية، ولكن حين نستحضر كيف تشكّل تنظيم «القاعدة» في أفغانستان من جحافل من سمّوا بـ«المجاهدين» لن نسلم، مهما سعينا، من المقارنة بين ملابسات تشكّل الظاهرتين: «القاعدة» و«داعش».
معلوم من موّل وحرّض وأرسل هؤلاء «المجاهدين» المزعومين إلى قندهار ليقاتلوا السوفيت في نطاق الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن يومها، ومعلوم أيضاً ما آلت إليه الأمور.
يستذكر الجنرال الأمريكي كينيث كينج ما قاله البغدادي للضباط الأمريكان، لحظة خروجه من السجن في بغداد: «أراكم في نيويورك يا شباب!».
هل كان البغدادي يهددهم بضربة في نيويورك كتلك التي فعلها أسامة بن لادن، أم كان يقول: أنا آتٍ إليكم بعد أن أنجز لكم ما اتفقنا عليه؟
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة