"نساء إدلب".. قصص أبطال الظل في سوريا
مبادرات مدنية غير رسمية بقيادة النساء اللواتي يواجهن غياب الآباء والأزواج والأبناء في إدلب.
تشهد مدينة إدلب السورية، محنة لنحو 3 ملايين مدني تتفاقم يوماً بعد يوم، وفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة، وسط مخاوف من حدوث كارثة إنسانية تلوح محتملة.
- بالفيديو.. مراهق سوري يوثق مأساة الغوطة الشرقية بـ"السيلفي"
- الغوطة الشرقية.. هيستريا العنف تجسد مذبحة القرن الـ21
عائلات سورية عديدة ترى في إدلب الملاذ الأخير بعد نزوحها القسري من منازلها في أجزاء أخرى من البلاد، في الوقت الذي استخدم فيه النظام السوري الأسلحة الكيماوية في إدلب مراراً وتكراراً وبالرغم من هذا الاستنزاف، إلا أن تقريراً جديداً يرسم صورة استثنائية للقدرة على الصمود والابتكار في وجه الشدائد المروعة، في وقت تقول فيه الأمم المتحدة إن المساعدات الدولية انخفضت إلى مستويات حرجة.
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تقرير "إدلب تعيش – قصة الأبطال غير المروية"، الصادر عن جماعة المناصرة المستقلة "حملة سوريا Syria Campaign" والمنظمة الدولية لمناهضة الحرب "Peace Direct".
وأوضحت الصحيفة أن العديد من هذه المبادرات المدنية غير الرسمية بقيادة النساء اللواتي دفعتهن الحرب بصورة غير متوقعة إلى الأدوار القيادية، ويعود ذلك جزئياً إلى غياب الآباء والأزواج والأبناء الذين يحاربون أو في تعداد المفقودين أو الموتى، أو إلى انهيار الأعراف المجتمعية التقليدية والمحظورات الحاكمة لما قد تفعله أو لا تفعله المرأة.
وقال التقرير إن المجتمع المدني في إدلب يواجه هذه الشدائد، وإن هناك قصصاً غير مروية لمئات المجموعات التي توفر الخدمات التي يحتاجها المدنيون للنجاة.
واستعرضت الصحيفة البريطانية، عدداً من قصص النساء في إدلب، فهناك مريم شيروط وهي مديرة ومعلمة في معهد دعم ما بعد المدرسة للأطفال، وأيضاً مؤسسة المنظمة السورية للمرأة Syrian Organization for Women، ومديرة مكتب المرأة في الجماعة الحقوقية "زووم إن Zoom In".
وأوضحت شيروط أنها وعضوات المؤسسة يقمن بأنشطة كثيرة مع الطلاب؛ منها الطهي وتوزيع الطعام على العائلات منخفضة الدخل، كما أنها تجد وقتاً لمساعدة النساء في العثور على الوظائف وبدء أعمالهن التجارية الخاصة.
وهناك نورة حلبي – اسم مستعار – وهي منسقة مشاريع لصالح مراكز المرأة في منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، وأوضحت أن المراكز توفر الإسعافات الأولية والقابلات ومتخصصة في إصابات النساء، كما أشارت إلى أن المتطوعات في المراكز يديرن حملات توعية لتحضير الناس للغارات الجوية والهجمات الكيماوية وتقديم أساسيات الإسعافات الأولية وتدريب التمريض.
وأوضحت نورة أن بعض المراكز مقراتها في كهوف والبعض الآخر محصن، مضيفة أنها توفر متابعات للمصابين في الغارات الجوية والنساء اللواتي يحتجن لعمليات الولادة القيصرية في منازلهن.
بينما تدير سيدة تدعى "عنون"، مدرسة ابتدائية للفتيات لـ100 طفلة ونازحة، فبعد إجبارها على الخروج من مدينة درعا ومدرستها، افتتحت مدرسة في أطمة.
وقالت عنون إنهم يوفرون في المدرسة كتباً وأدوات مدرسية، موضحة أن طالباتها يحببن الرسم، وتقوم بإعداد مشاريع الفنون والحرف لهن حول موضوعات يدرسنها في الفصول الأخرى.
وأشارت إلى صعوبة العثور على المعلمين المهرة، لذلك يديرون في المدرسة ورشاً تعليمية للمعلمين عبر مدربين، موضحة أن الأطفال يحبون المدرسة ولا يريدون تفويت يوماً حتى عندما يكونون مرضى. مضيفة "بعض الأطفال ينادوني ومعلمات آخريات ماما".
أما "مزنة" فهي المديرة العامة لمركز "النساء الآن" في معرة النعمان، وكانت قد درست الهندسة الطبية الحيوية في جامعة حلب قبل أن تبدأ مركزاً تعليمياً مجانياً للنساء في 2014.
وأوضحت مزنة أنهن يملكن مركزين في إدلب، هما: مركز للتمكين ومقهى إنترنت للنساء، وهناك غرفة لرعاية الأطفال وجليسات أطفال مدربات.
وأشارت إلى أنهن بدأن برنامج القيادة الذي يشمل حزمة من المهارات التي تعد النساء ليصبحن في مناصب صنع القرارات، وساعدت هذه المهارات نساء عدة في الحصول على وظائف في المجالس المحلية والمنظمات المدنية.