ختام فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن
المنتدى الاقتصادي العالمي ناقش الثورة الصناعية الرابعة بالوطن العربي وانعكاسها على التنمية الاقتصادية والاجتماعية وآليات مواجهة الإرهاب
اختتمت، الأحد، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في منطقة البحر الميت جنوب الأردن.
شارك في المنتدى عدد من رؤساء الدول ونحو 1000 شخصية من قادة الأعمال والسياسيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والشبابية وإعلاميين وأكاديميين، من حوالي 50 دولة.
- الإمارات تعرض بالمنتدى الاقتصادي العالمي رؤيتها في دعم وتمكين الشباب
- الأردن يستضيف منتدى دافوس والثورة الصناعية الرابعة في مقدمة مناقشاته
وناقش المشاركون في المنتدى على مدى يومين، قضايا عدة، تصب في مجملها نحو بناء نظم جديدة للتعاون، وهو ما يعكس الشعار الذي رفعه المنتدى "نحو نظم تعاون جديدة".
وتناول المنتدى العديد من المحاور أهمها: بناء نموذج اقتصادي جديد، وإدارة بيئة صالحة للعالم العربي، والوصول إلى أرضية مشتركة في عالم متعدد المفاهيم، والثورة الصناعية الرابعة في العالم العربي.
وخلال جلسات اليوم الثاني، تمت مناقشة الثورة الصناعة الرابعة في الوطن العربي، وكيفية توظيف التكنولوجيا في تحسين مستوى الإنتاج، وانعكاس ذلك على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإمكانية توفير الفرص للشباب في المنطقة، وأهمية مواجهة الإرهاب وتنظيماته التي أثرت على المنطقة.
كما تمت مناقشة عدد من القضايا المتصلة في التحديات البيئية والمخاطر السياسية التي تهدد منطقة الشرق الأوسط والصراعات التي تشهدها المنطقة، وتطوير وسائل النقل، ومستقبل البنية التحتية في المنطقة، والقدرة على تحقيق النمو الشامل، وبناء منصات جديدة للتعاون الإقليمي والدولي.
الإمارات تعرض رؤيتها في تمكين الشباب
عرضت الإمارات خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي رؤيتها في دعم وتمكين الشباب، حيث أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تحالف من أجل الاستدامة العالمية "إيه. جي. إس" أن تمكين الشباب يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة كونهم هم من يصنعون المستقبل.
وقالت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، في كلمتها خلال مشاركتها في جلسة نقاشية بعنوان "إعادة تنظيم مناخ الأعمال في الشرق الأوسط"، إن تمكين الشباب والاستفادة من طاقاتهم الهائلة أمر في غاية الأهمية ينبغي تبنيه من قبل جميع دول المنطقة، لافتة إلى أن إبعاد الشباب عن دائرة النمو والتأثير له انعكاسات قصيرة وطويلة الأجل على المجتمعات.
وقدمت الشيخة شما شرحا أمام الحضور حول تشجيع الإمارات الحوار بين القادة والشباب، وقالت: "لقد تمكنت الإمارات عبر إنشاء العديد من المنصات والمبادرات والمجالس من تعزيز الشعور بالمسؤولية بين شباب الوطن ومكنتهم من المشاركة في المناقشات حول المسائل الهامة التي ستؤثر عليهم في المستقبل"، مشيرة إلى أن الإمارات تستثمر موارد مالية وبشرية كبيرة في إنشاء مؤسسات مثل مجلس الإمارات للشباب والهيئة الاتحادية للشباب ومؤشر رفاهية وتنمية الشباب بهدف دعم وتمكين حاضر ومستقبل شباب الوطن.
مكافحة التغير المناخي
حدد المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت 4 تقنيات أمام المدن لمكافحة التغير المناخي الآخذ بالتوسع، على الرغم من اتفاقية باريس للمناخ الموقعة نهاية 2015، والتي حدد على إثرها حصص الدول من الانبعاثات.
وترى دراسة للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس البحر الميت" أنه حتى مع التزام العالم بما نصت عليه اتفاقية باريس، ما يزال من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء بالقطب الشمالي بمقدار 3-5 درجات مئوية بحلول 2050.
ووفق تقرير للأمم المتحدة للبيئة صدر العام الماضي، سيهدد ذوبان الجليد المتجمد 4 ملايين شخص ونحو 70% من البنية التحتية للقطب الشمالي، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر.
والتقنيات الأربع التي حددها المنتدى الاقتصادي العالمي أمام المدن لمكافحة تغير المناخ، تتمثل في:
1. البيانات الضخمة
ووفق الدراسة، يمكن أن تساعد البيانات الضخمة المدن، على تطوير خطط عمل أكثر تأثيرا على المناخ؛ وبدأت Google في تقدير انبعاثات الغازات الدفيئة للمدن كجزء من خطة لاستخدام بياناتها لمساعدة القادة المحليين المهتمين بالمناخ.
وقال سليم فان جروينو، مدير البرنامج في Google Earth، للمنتدى الاقتصادي العالمي، إن الخطوة الأولى نحو اتخاذ إجراء بشأن المناخ، هي إنشاء قائمة جرد للانبعاثات".
وحتى اليوم، استفادت مدن ضخمة مثل بيتسبيرج وبوينس أيرس وماونتن فيو وكاليفورنيا، من التقديرات والأفكار المتولدة عن برنامج Google Earth.
2. الذكاء الاصطناعي
يشير الذكاء الاصطناعي إلى أنظمة الكمبيوتر التي "يمكنها الإحساس ببيئتها والتفكير والتعلم والتصرف استجابة لما تشعر به وأهدافها المبرمجة"، وتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الأرض، وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
وعلى مستوى المدن، يمكن تحسين كفاءة الطاقة الإجمالية، من خلال دمج البيانات من العدادات الذكية وإنترنت الأشياء، للتنبؤ بالطلب على الطاقة في المدن والتنبؤ به.
ومؤخرا، طورت شركة IBM برنامجا يساعد المدن على التخطيط لموجات الحرارة المستقبلية، ويحاكي المناخ على نطاق حضري ويستكشف استراتيجيات مختلفة لاختبار مدى سهولة تخفيف موجات الحرارة.
ووضع المنتدى الاقتصادي مثالا، وهو: إذا أرادت إحدى المدن زراعة أشجار جديدة، فيمكن أن تحدد نماذج التعلم الآلي أفضل الأماكن لزراعتها لإنشاء غطاء شجرة مثالي وتقليل الحرارة.
3. البلوكتشين
وهي تقنية ناشئة مع العديد من حالات الاستخدام لحكومات المدن، استفاد العديد منها لتحسين كفاءة العملية وتعزيز أمن البيانات، وتسهل على الحكومات التعاون الدولي، حيث يمكن للبلدان استكشاف الإجراءات المناخية التي يقوم بها الآخرون.
وبموجب اتفاقية باريس 2015، أعلنت 196 دولة التزامها الطوعي بمكافحة تغير المناخ، إلا أن تقريرا لمؤسسة برايس ووتر هاوس كوبرز أظهر أنه لا توجد دولة واحدة تبذل ما يكفي لمكافحة تغير المناخ.
4. الطباعة ثلاثية الأبعاد
تعد الطباعة ثلاثية الأبعاد وسيلة بديلة للتصنيع، تعمل على تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير وتوفر حلولا مبتكرة لعالم معرض للكوارث.
ويتم تحقيق ذلك بشكل رئيسي من خلال الحد من نفايات المواد الخام؛ حيث تستخدم بعض التطبيقات الأكثر تقدماً للطباعة ثلاثية الأبعاد مواد معاد تدويرها، ما يجعل بعض النفايات الناتجة في المدن تستخدم بشكل جيد.
مواجهة المخاطر الإلكترونية
أكد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أهمية التعاون الدولي والإقليمي في مجال أمن البيانات وضمان سلامتها.
جاء ذلك خلال إحدى جلسات المنتدى، حيث ناقشت إدارة المخاطر السيبرانية "الإلكترونية" وضمان حكومات آمنة معلوماتيا على مستوى العالم.
وأشار المشاركون إلى أهمية أمن التكنولوجيا على الأمن الوطني الشامل وفي مختلف الأنشطة، لا سيما المصرفية والصحة والنقل والطاقة وذلك لحجم البيانات التي تحتويها هذه النشاطات وأهميتها كمرافق متصلة بالنشاطات اليومية.
ودعوا إلى أن تكون أدوات الحماية شاملة وتواكب التطورات والاهتمام ببناء القدرات على المستوى الفردي والمؤسسي.
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز