إندبندنت: أردوغان يسعى لاستعادة الأراضي العثمانية بالتوغل في سوريا
محللون توقعوا حربا قصيرة ومكثفة لأنقرة في منطقة شمال شرق سوريا لأن مساحتها للمناورة مقيدة بسبب الجغرافيا السياسية وحدودها العسكرية
كشفت صحيفة "إندبندنت" عن أن العالم انتقد التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا، على أنه عملية استيلاء وشيك على الأراضي على غرار محاولات أنقرة في القرن التاسع عشر لاستعادة أراضيها العثمانية السابقة.
- "أردوغان السفاح".. رسامو كاريكاتير يحذرون من مذبحة للأكراد بسوريا
- صحف بريطانية: أردوغان يجر قواته إلى مستنقع لن تخرج منه
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لمراسلها، بورزو دراجي، إن أنقرة تسعى إلى القضاء على الحكم الذاتي الكردي من خلال "حرب رخيصة قصيرة الأمد"؛ لأن أهدافها في سوريا مقيدة بالجغرافيا السياسية وحدودها العسكرية.
وتوقع محللون حربًا قصيرة ومكثفة تدوم لأسابيع أو عدة أشهر، تليها فترة طويلة وفوضوية لتحقيق الاستقرار؛ لأن مساحة تركيا للمناورة في سوريا مقيدة بسبب الجغرافيا السياسية وحدودها العسكرية.
ويزعم مسؤولون ومحللون أتراك أن أهداف أنقرة في إطلاق ما يسمى عملية "نبع السلام" أقل طموحًا، وهي محاولة لإلحاق الضرر بتهديد على حدودها، وإنقاذ سياستها الفاشلة في سوريا، وربما الحصول على بعض المزايا السياسية المحلية.
وقال يوروك إسيك، المحلل الجيوسياسي في إسطنبول: "إنهم يريدون أن يكونوا المفسد الكبير لتجربة روجافا (الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا)، وهذا يمثل 51% من الدافع، إنهم يريدون منع أي حكم ذاتي كردي".
والأربعاء، شنت تركيا عدوانا على شمال سوريا، بعد 3 أيام فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستسحب قواتها من المنطقة.
وقال سليم سازاك، الباحث بجامعة "براون" الذي يرتبط بعلاقات مع المؤسسة العسكرية التركية: "حتى الآن، جميع الأشخاص الذين تحدثت معهم يشددون مرارا على أنهم سيسيرون مسافة 20 ميلا ثم يتوقفون".
ونوهت صحيفة "إندبندنت" بأن أردوغان يوصف بأنه "قائد تكتيكي"، لكنه يفتقر في الحقيقة إلى الاستراتيجية الشاملة، وفي ظل حكمه الذي دام 16 عاما، كانت السياسة الخارجية لأنقرة انتهازية ومتضاربة في الغالب.
ولفتت إلى أن تدخله في الحرب السورية وموقفه مما يسمى انتفاضات "الربيع العربي" كانت له نتائج عكسية.
ورجحت أن التدخل العسكري يمثل الملاذ الأخير لأنقرة التي تخشى إلهام الأكراد الانفصاليين في تركيا، وتأوي 4 ملايين لاجئ سوري تأمل في إعادتهم جزئياً على الأقل إلى "منطقة آمنة" تعتزم تأسيسها.
من جانبه، قال زيا ميرال، زميل المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "تطورت السياسات التركية بشأن سوريا وكانت متفاعلة لفترة طويلة، ليس لدى أنقرة استراتيجية واضحة أو هدف طويل الأجل أو استراتيجية خروج في الاعتبار. في الوقت الحالي، يتعلق الأمر بحرمان المجموعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني من الأراضي".
بدوره، ذكر آرون شتاين، مدير الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية بواشنطن: "لقد رأيت استراتيجية تجنب المخاطر نسبيا.. لا أعتقد أن لديهم رؤية واسعة، لديهم أهداف عسكرية وسيحققون تلك الأهداف العسكرية في غضون 6 أشهر".
وواجهت العملية التركية انتقادات ومخاوف دولية من أن تتسبب في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي، الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل التدخل العسكري التركي في شمال سوريا، والذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام الرئيس رجب أردوغان.
وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 130 ألف شخص نزحوا من المناطق المحيطة ببلدات تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا جراء الهجوم التركي.