صحف بريطانية: أردوغان يجر قواته إلى مستنقع لن تخرج منه
العدوان التركي على الأكراد في شمال شرقي سوريا مقامرة خطيرة يخوضها أردوغان وحذرت صحف بريطانية من أنه يجر قواته إلى مستنقع
حذرت صحف بريطانية من أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجر قواته إلى مستنقع لن تخرج منه، ويفتح الباب لفرار الآلاف من عناصر "داعش" عبر العدوان على سوريا.
صحيفة "التايمز"، قالت إن أردوغان نفذ تهديداته المتكررة بغزو المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، وحذرت من أن أي شيء أكثر من مجرد عملية رمزية ينطوي على مخاطر كبيرة، سواء بالنسبة للقوات التركية أو لسمعة أردوغان نفسه.
ولفتت إلى أنه بينما يتفوق الجيش التركي بالمعدات والقوات الجوية يتميز الأكراد بمهارتهم في حروب العصابات ومعرفة التضاريس، ويمكنهم بسهولة جر القوات التركية إلى مستنقع يتعرضون فيه لهجوم مستمر من قوات سوريا الديمقراطية.
وشددت على أن تركيا تتحمل المسؤولية الكاملة عن جميع سجناء "داعش" في شمال شرقي سوريا الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، وبينهم ألف أوروبي و70 ألفًا من النساء والأطفال في مخيم "الهول".
ونوهت بأن أي عملية من هذا النوع ستكون أكبر عملية عسكرية تركية وأخطرها منذ غزو شمال قبرص عام 1974، التي تركت الصراع متجمدًا بعد عقود وأفسدت علاقات تركيا بالعالم الخارجي.
بينما قالت صحيفة "الجارديان" إن غزو أردوغان منطقة شمال شرقي سوريا يمثل أكبر مقامرة تنطوي على مخاطر شخصية وسياسية وعسكرية له حتى الآن، بعد أن أعطته الولايات المتحدة الضوء الأخضر.
ورجحت أن أردوغان، بعد أن حصل على ما يريد، يواجه بعض الخيارات الصعبة على غرار إلى أي مدى سيتوغل؟ من هو العدو؟ والى متى يمكن استمرار هذه العملية الكبيرة؟ التي ربما تكون أكبر مقامرة حتى الآن لسياسي معروف بالتهور.
وبينما يستعد لإرسال مزيد من القوات، يواجه أردوغان عدة أمور مجهولة؛ إحداها هي ما إذا كانت تركيا لديها القدرة، ناهيك عن الرغبة، لقيادة الهجوم ضد "داعش" أو السيطرة على معسكرات المحتجزين ومخيمات اللاجئين التي يحرسها الأكراد حاليا، في الوقت الذي يلقى باللائمة على أنقرة بعرقلة الحرب ضد "داعش".
ووفقا للصحيفة، ليس من الواضح ماذا سيفعل الشعب التركي، الذي خاب أمله بالفعل في أردوغان، والذي يعاني من مصاعب اقتصادية متفاقمة، إزاء صراع مكلف ومفتوح ينظر إليه كثيرون على أنه حرب اختيارية لا داعي لها.
وإذا أسفر العدوان التركي عن تداعيات إنسانية وخيمة تنبأت بها الأمم المتحدة فإن أردوغان يدرك بالتأكيد أنه سيتحمل اللوم على الصعيد الدولي، ويواجه عقوبات محتملة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ولكل هذه الأسباب، فإن من المحتمل أن يخطو أردوغان بحذر في البداية، وربما يستخدم مسلحي المعارضة السورية المدعومين من تركيا تحت غطاء جوي، بدلا من القوات التركية النظامية في أي نشر أولي.
بينما حذرت صحيفة "إندبندنت" من أن الغزو التركي لسوريا يهدد بوقوع كارثة إنسانية، وسط مخاوف المدنيين المحاصرين على حياتهم مع بدء الهجوم، وتحذيرات الأمم المتحدة من تعرض 1.7 مليون شخص للخطر يعتمد ثلثهم بالفعل على المساعدات.
وقالت الصحيفة إن المدنيين المذعورين الذين ظلوا في أماكنهم في بلدة تل أبيض السورية الحدودية بعثوا رسائل مفزعة تقول إنهم "ليس لديهم مكان للاختباء"، عندما تحلق الطائرات الحربية التركية في سماء المنطقة.
وأشارت إلى أن هذا التوغل المثير للجدل جاء بعد إعطاء الضوء الأخضر من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن قبل 3 أيام أن الجنود الأمريكيين الذين يدعمون القوات التي يقودها الأكراد في المنطقة سيتنحون جانبا ويسمحون بحدوث ذلك.
وقالت عدة مجموعات حقوقية لـ"إندبندنت" إن القتال ربما يؤدي إلى نزوح ما يصل إلى 300 ألف شخص، ما يؤدي إلى "كارثة إنسانية".
وفي السياق، قال سكان محليون من الأكراد السوريين في تل أبيض -طلبوا عدم الكشف عن هويتهم- إن الأكراد قلقون بشكل خاص من أن القوات التركية ستستهدف بسبب عرقهم.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xNjYg
جزيرة ام اند امز