أكاديمي هندي يطالب نيودلهي بحماية العمال من استغلال قطر
العمال الهنود يواجهون تحديات كثيرة في قطر تتمثل في ظروف عمل غير آمنة وأجور متدنية وظروف معيشية رديئة تؤدي لسقوط مئات الضحايا
طالب أكاديمي هندي حكومة نيودلهي بالعمل على حماية العمال الهنود المهاجرين من الاستغلال في قطر، محذرا من أنهم يعملون في ظروف مسيئة ومهددة للحياة، ما يؤدي لسقوط عشرات الضحايا في ظل عدم شفافية حكومة الدوحة التي ترفض الكشف عن أسباب الوفيات.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "ذا نيوز مينيت" الهندية الرقمية، قال ريتوبهان جوتام الذي يدرس الإدارة العامة في كلية الدراسات العليا بجامعة كولومبيا، إن التحديات كثيرة بالنسبة للمهاجرين الهنود في قطر وتتمثل في ظروف العمل غير الآمنة، والأجور المتدنية والظروف المعيشية الرديئة ومصادرة جوازات السفر، وطلب تصاريح الخروج.
- "العفو الدولية" تطالب قطر بوضع حد لانتهاك وبؤس واستغلال العمال
- "الجارديان": قطر تستعبد المهاجرين الفقراء في فنادقها
وأشار إلى أنه في أبريل/نيسان 2016، توفي جاليشوار براساد، وهو عامل بناء هندي يبلغ من العمر 48 عاماً، متأثراً بأزمة قلبية في موقع بناء لكأس العالم 2022 في قطر.
وردا على سؤال منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية حول الحادث، ذكر مكتب اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة للمونديال أن براساد مرض في موقع العمل ذلك الصباح، وتوفي في وقت لاحق من ذلك اليوم جراء السكتة القلبية.
وأضافت أن التحقيق في وفاة براساد، أظهر أن "مهام العمل ليست عاملاً مساهماً (في وفاته)"، لكنها لم توضح من الذي أجرى هذا التحقيق، أو كيف توصلت إلى هذا الاستنتاج المريب.
وأكد الكاتب أن حالة براساد ليس منفردة، فالعديد من الهنود يعملون في ظروف مسيئة ومهددة للحياة مشابهة في مواقع البناء في جميع أنحاء قطر، لافتا إلى أنه بعد 3 سنوات، سيتم افتتاح كأس العالم في قطر بتكلفة عالية في حياة الهنود.
وأضاف: "تظهر البيانات الرسمية الصادرة عن سفارة الهند في الدوحة أن 761 عاملاً هنديا ماتوا في قطر في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2014 وسبتمبر/أيلول 2016، ومع ذلك لا تزال الحكومة القطرية غير شفافة وترفض الكشف عن سبب الوفاة في معظم هذه الحالات.
ونوّه بأن مسألة عدم الامتثال لحقوق العمال في قطر قديمة وموثقة جيداً من قبل منظمات مثل "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "العفو" الدولية، غير أن الحكومة القطرية لم تفعل ما يكفي لرصد الممارسات المسيئة والحد منها ومحاسبة أرباب العمل.
واستشهد بتقرير أصدره مكتب المحاماة الدولي "دي إل إيه بيبر" (DLA Piper) عام 2014 بتكليف من الحكومة القطرية أشار إلى أن الدوحة عزت عددا كبيرا "على ما يبدو" من وفيات العمال إلى السكتة القلبية، وهو مصطلح عام لا يحدد سبب الوفاة.
وذكر أن السلطات القطرية تجاهلت التوصيات الرئيسية للتقرير الذي طالب بإصلاحات على قوانين الدوحة الحالية التي لا تفرض تشريح الجثث أو فحوصات ما بعد الوفاة في حالات "الوفاة المفاجئة" المزعومة، وعلاوة على ذلك لم تقم بإجراء دراسة مستقلة حول عدد الوفيات "الظاهر" الذي يُعزى إلى السكتة القلبية.
ومضى الكاتب قائلا: على الرغم من تأكيدات الإصلاحات من جانب الحكومة القطرية، لم يتغير الكثير على أرض الواقع، حيث سقط عامل نيبالي ولقي حتفه في أغسطس/آب 2018 على استاد "المدينة التعليمية".
وأفاد أنه يوجد 630 ألف هندي في قطر يعملون ويعيشون في معسكرات العمال، يشكلون نحو 30% من القوى العاملة المهاجرة، وأغلبهم من خلفيات فقيرة انتقلوا إلى قطر لدعم أسرهم من خلال العمل بأجور متدنية.
وشدد على أنه مع زيادة عدد العمال المهاجرين، ينبغي على الهند إدراج مخاوف العمال في جميع المناقشات الثنائية مع قطر، مطالبا حكومة نيودلهي بأن تعمل بنشاط مع نظيرتها القطرية وتصر على أن تقوم الدوحة بإجراء تحقيقات في وفيات العمال وإتاحة بيانات شاملة للعامة.
وأردف: على الصعيد المحلي يجب على الحكومة الهندية أن تضمن اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد شركات التوظيف الهندية التي تضلل العمال بشأن الأجور والديون، ويجب ألا يدفع الهنود مقابل العمل.
واختتم بالقول إن حماية حقوق المهاجرين في قطر واجب ومسؤولية الحكومة الهندية، وقبل أكثر من 3 سنوات على مونديال 2022 في قطر وتكثيف أعمال البناء، تستطيع نيودلهي ويجب عليها أن تضاعف جهودها لمعالجة مخاوف العمال الهنود في قطر.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA=
جزيرة ام اند امز