الإنفلونزا تضغط على النظام الصحي في إيران: أكثر من 110 وفيات ومعدلات إصابة تفوق حدّ الإنذار
تشهد إيران منذ أسابيع موجة حادة من الإنفلونزا وُصفت بأنها الأشد مقارنة بالعام الماضي.
وأعلنت فيه وزارة الصحة تسجيل أكثر من 110 حالات وفاة منذ بداية موسم هذا العام، وسط تحذيرات من استمرار الضغط على المرافق الصحية في عدد من المحافظات.
وأكدت وزارة الصحة الإيرانية أن معدلات الإصابة بالإنفلونزا في بعض المناطق تجاوزت مستوى الإنذار في النظام الصحي بعدة أضعاف، مشيرة إلى أن محافظات كلستان، وقزوين، وهرمزغان، وبلوشستان، وخوزستان، وطهران، وكرمانشاه، وهمدان تُسجل حاليًا أعلى نسب انتشار للمرض.
وقال نائب وزير الصحة الإيراني، علي رضا رئيسي، إن موجة هذا العام بدأت مبكرًا وبنطاق أوسع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، موضحًا أن ما بين 30 و40 في المئة من المرضى الذين راجعوا العيادات الخارجية جاءت نتائج فحوصهم إيجابية في ذروة الموجة، قبل أن تنخفض النسبة حاليًا إلى نحو 24 في المئة، وهي لا تزال أكثر من ضعف حدّ الإنذار الصحي.
وأشار رئيسي إلى أن الإنفلونزا تُعد من الأمراض التنفسية عالية العدوى، لافتًا إلى أن الشخص المصاب يمكنه نقل الفيروس إلى ما بين شخص واحد وثلاثة أشخاص، خصوصًا في الأماكن المغلقة والتجمعات طويلة الأمد. وأعرب عن أمله في انحسار الموجة الحالية خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة.
وفي ما يتعلق بالوفيات، أوضح نائب وزير الصحة أن غالبية الحالات المسجلة تعود إلى كبار السن والأشخاص الذين يعانون أمراضًا مزمنة أو ضعفًا في المناعة، مثل مرضى السرطان وأمراض الجهاز التنفسي، مؤكدًا أن هذه الفئات هي الأكثر عرضة لمضاعفات المرض.
من جهته، قال عضو لجنة الصحة والعلاج في البرلمان الإيراني، محمد جماليان، إن الأطفال يمثلون الفئة الأكثر إصابة بالإنفلونزا هذا الموسم، محذرًا من أن الارتفاع الكبير في أسعار اللقاحات، التي تصل إلى نحو 920 ألف تومان، حرم شريحة واسعة من المواطنين من الحصول عليها، خاصة أن اللقاح غير مدرج ضمن برنامج التطعيم الإلزامي ويُباع في السوق الحرة.
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن التطعيم لا يزال الوسيلة الأكثر فاعلية للحد من مخاطر السلالة الجديدة من الإنفلونزا، رغم انتشار الفئة الفرعية AH3N2 المعروفة باسم “G.2.4.1”، والتي رُصدت في أكثر من 30 دولة منذ اكتشافها لأول مرة في أستراليا ونيوزيلندا.
وأكدت المنظمة أن المعطيات الحالية لا تشير إلى زيادة في شدة المرض، موضحة أن اللقاحات المتوافرة، رغم عدم تضمّنها هذه السلالة تحديدًا، لا تزال تقلل من خطر الإصابة الشديدة والحاجة إلى دخول المستشفيات، لا سيما بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.
وشددت وزارة الصحة الإيرانية على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية، داعية المواطنين إلى تجنب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية، والبقاء في المنازل عند ظهور الأعراض، وعدم التوجه إلى المدارس أو أماكن العمل، خاصة عند التعامل مع كبار السن والفئات الهشة.