مثقفون يبحثون تأثير التكنولوجيا على مستقبل النشر بـ"موسكو للكتاب"
الجلسة تناولت تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مصير العلاقات الثقافية بين الشعوب ومستقبل سوق الطباعة والنشر والتوزيع.
استضاف جناح الشارقة في معرض موسكو الدولي للكتاب، الذي تحل الإمارة ضيفاً مميزاً على دورته الـ32، جلسة حوارية جمعت بين أدباء وشعراء روس وإماراتيين.
وتناولت الجلسة تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مصير العلاقات الثقافية بين الشعوب ومستقبل سوق الطباعة والنشر والتوزيع.
شارك في الجلسة التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، صالحة غابش مؤسسة وصاحبة دار "صديقات" للنشر والتوزيع، والدكتور محمد بن جرش الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ذلك بالإضافة إلى إيجور لوفينتش، الشاعر والمختص بالذكاء الاصطناعي، ودينيس يزبونسوف، الشاعر والمختص في أدب الأطفال.
وأكدت صالحة غابش أن الفضاء الرقمي منح الكتاب فرصة ثمينة للوصول إلى الجمهور بتكاليف وجهد أقل.
وقالت: "أثناء وجودي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، كنت أرى الجمهور يحتشد للحصول على توقيع كاتب ما، وعندما أسأل عن سر هذا الحشد يقولون لي إن هذا كاتب شاب نشر كتاباته على منصات التواصل الاجتماعي أو على المواقع الإلكترونية".
وتناولت غابش تجربة دور النشر الإلكتروني، موضحة أنها تتفوق على دور النشر التقليدية.
وعن دور التكنولوجيا في تقريب العلاقات الثقافية، أشارت إلى أن التقنيات الحديثة قادرة على إيصال المنتج الفكري والأدبي بما يمثله من هوية وتاريخ للأمم إلى أي فرد في هذا العالم بسرعة وسهولة.
من جانبه، استعرض الدكتور محمد بن جرش المزايا التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة للناشرين، معتبراً أن العالم ذاهب نحو مرحلة ستغير فيها التقنيات قواعد سوق الطباعة والنشر والتوزيع، وهو ما يتطلب المزيد من الاهتمام بالعلوم والمناهج التدريسية لتأهيل جيل قادر على مواكبة المتغيرات.
وفي حديثه حول سرعة المتغيرات التكنولوجية وتأثيرها على الثقافة، أوضح بن جرش أن ما كان خيالاً في وقت ما، أصبح اليوم واقعاً يفرض نفسه على مجمل الحراك الثقافي.
وأشار إلى أن مستقبل العلاقة بين الكتاب الروس والإماراتيين قد يكون منصة إلكترونية تفاعلية ومشتركة بين الطرفين.
بدوره، لفت دينيس يزبونسوف إلى التطوّر الكبير الذي يشهده سوق الكتاب الرقمي، وهو ما يؤسس لمنتج خاص بالطفل يراعي خصوصيته التي تتمثل في رغبته بالتفاعل مع الكتّاب وليس قراءته فقط.
وذكر أن بعض الكتب الرقميّة تتيح للطفل أن يحوّل الصور إلى مشهد متحرك باستخدام تطبيق على هاتفه النقّال.
وأوضح يزبونسوف أن التكنولوجيا الحديثة ستعيد إنتاج الأدب الكلاسيكي القديم وتقدمه للأطفال بطريقة جديدة، وهو ما سيعزز الروابط بين الأجيال من ناحية وبين الثقافات والحضارات من ناحية ثانية.
أما إيجور لوفينتش، فعبّر عن قلقه أن يأتي وقت يتولى فيه الذكاء الاصطناعي مهمة كتابة الشعر والرواية والأغنية، مشدداً على أهمية التفريق بين توظيف التقنيات الحديثة في تسهيل مهمة الكتّاب والشعراء وتوظيف هذه التقنيات لتحل محلهم.
وأشار أن إحدى القصائد التي فازت بجائزة للشعر في اليابان، تبين أنها مكتوبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، قائلاً: "التحدي الذي أمامنا اليوم هو إنتاج قصيدة وأغنية ورواية لا تستطيع الآلة إنتاجها".
وتختتم بقوله: "أعتبر أن بقاء الإنتاج الوجداني ومشاركته مع الآخرين، يشكل ضمانة لتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعوب كافة".
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز