الصراعات الداخلية تضرب "إخوان موريتانيا" قبل انتخابات الرئاسة
الصراع الجديد اندلع بعد أقل من أسبوع من انشقاق القيادي بحزب تواصل الإخواني في موريتانيا المختار محمد موسى.
تشهد جماعة الإخوان الإرهابية في موريتانيا صراعات وخلافات بين قادتها، على خلفية اتهامات لرئيس حزب "تواصل" الإخواني بالهيمنة على القرار وموقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في يونيو/ حزيران المقبل.
- انشقاق قيادي مؤسس لحزب "إخوان" موريتانيا
- أزمة تعصف بـ"إخوان" موريتانيا.. وخبراء: التنظيم السري يدير الحزب
واندلع الصراع الجديد بعد أقل من أسبوع من انشقاق المختار محمد موسى، القيادي الإخواني عن حزب تواصل، الثلاثاء الماضي، معللا ذلك بـ" تخبط سياسة الحزب وأجهزته"، في إشارة إلى حالة الارتباك والصراع الداخلي التي يعاني منها تنظيم الإخوان في هذا البلد.
إلا أن الصراع الجديد بين قادة إخوان موريتانيا اتخذ طابعا جغرافيا، حيث استمر القادة في التراشق ضد بعضهم البعض تبعا لجهاتهم وولاياتهم.
كتّاب وقادة بارزون للتنظيم اتهموا رئيس الحزب محمد محمود سييدي بالهيمنة على القرارات، وإبعاد معارضيه عن مراكز التأثير والنفوذ في الحزب من خلال التغييرات التي فرضها على شكل الهيئة القيادية المنبثقة عن الدورة الأخيرة لما يعرف بـ"مجلس الشورى".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي يسلم ولد محمد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الصراع الجديد في صفوف تنظيم الإخوان هو الأقوى بسبب اتخاذه طابعا جغرافيا، وإذكائه للخلافات التقليدية بين تيارات في الحركة متصارعين على النفوذ والهيمنة.
وأشار ولد محمد أحمد إلى أن استمرار تعاظم النفوذ المالي والشعبي لما يعرف بـ"تيار الشرق" داخل حركة الإخوان الإرهابية، وسيطرته على قيادة الحزب خلال الفترة الأخيرة، وما يقابله من رفض التيار التقليدي المسيطر على التنظيم، والمعروف بـ"تيار الغرب"، الذي يقوده رئيس الحزب السابق محمد جميل منصور، والذي لا يزال يحاول إضفاء بصمته على مختلف قرارات الحزب رغم تراجع نفوذه خلال الفترة الأخيرة.
وتوقع ولد محمد أحمد أن تؤدي الخلافات الحالية غير المسبوقة في تاريخ التنظيم الإرهابي إلى المزيد من الانهيار والانشقاقات في صفوف التنظيم، وهو على أعتاب مرحلة سياسية مهمة من تاريخ البلد.
خروج الصراع عن السيطرة
الكاتب والمحلل السياسي المقرب من المعارضة محمد الأمين ولد الفاضل، اعتبر في تدوينة له، الأحد، عبر حسابه على "فيسبوك"، أن الأمور في حزب الإخوان (تواصل) متجهة "للخروج عن السيطرة"، في إشارة إلى تفاقم الخلاف داخل التنظيم.
ورأى ولد الفاضل أن تبادل الردود بين قادة الحزب الإخواني والانتقادات الضمنية ضد بعضهم البعض تعكس مظهرا قويا من مظاهر الخلاف داخل الحزب.
أما الباحث السياسي الموريتاني التراد أحمد لم يستبعد هو الآخر في تدوينه له على حسابه في فيسبوك، حدوث المزيد من الانسحابات التكتيكية من حزب تواصل الإخواني، معتبرا أن ذلك يدخل في إطار ما وصفه بـ"تطبيق قاعدة شعبوية" تحث على هذا النوع من السلوكيات.
وأضاف التراد أحمد، أن الخلاف الحالي كان بمثابة الفرصة لتصفية الحسابات مع بعضهم البعض، مشيرا إلى أن الجماعة لا تهتم بالسباق الرئاسي، بقدر ما تبحث عن من يستطيع تأمين مصالح التنظيم.
سياسة الغموض
ومن جانبه قال الكاتب والمدّون الموريتاني شيخنا ولد محمد، إن الصراع الحالي والخلافات التي تضرب التنظيم الإخواني نتيجة لقرار الأغلبية الحاكمة في موريتانيا ترشيح وزير الدفاع محمد ولد الشيخ محمد أحمد للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار الكاتب ولد محمد فال، إلى أن "المناوشات" في قمرة قيادة حزب إخوان موريتانيا (تواصل)، هي نتيجة طبيعة لهذه الضربة التي جاءت بفعل ترشيح وزير الدفاع من جانب الأغلبية، مبينا أن هذا القرار "سيكون القشة التي ستقصم ظهر تنظيم إخوان موريتانيا" على حد تعبيره.
كان تنظيم الإخوان في موريتانيا شهد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي خلافات ذات طابع عرقي وطبقي بين الأمين العام المساعد للحزب الإخواني أحمد سالم ولد دكله، الذي تدخل لمؤازرة زوجته السابقة سعداني، ونائب رئيس الحزب البرلماني السابق محمد غلام، الذي وجه انتقادات لاذعة لرفيقه في قيادة الحزب.
وشهد الحزب الإخواني أثناء وبعد انتخابات سبتمبر/أيلول النيابية بعض الانشقاقات، إذ كان آخرها إعلان انشقاق عضو المكتب السياسي للحزب الدكتور سيدي ولد عمار في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وانضمامه للحزب الحاكم في موريتانيا.
وكشفت الانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها في موريتانيا منتصف العام الجاري 2019، عن حجم الانقسامات والصراعات التي يشهدها حزب "تواصل" الإخواني على المناصب القيادية للتنظيم الإرهابي في البلاد.
واعترفت قيادات "تواصل" بفشلهم في محاولة التسلل إلى الأغلبية الداعمة للمرشح الرئاسي محمد ولد الشيخ محمد أحمد، الذي كان الحزب الحاكم في البلاد قد أعلن ترشيحه لانتخابات يونيو/حزيران الرئاسية.