اليوم العالمي لمكافحة السمنة.. نصائح مهمة لـ"الأكل بوعي" (حوار)
في اليوم العالمي لمكافحة السمنة 2023، ترفع منظمة الصحة العالمية شعار "تغيير وجهات النظر.. فلنتحدث عن السمنة".
والسمنة هي تراكم مفرِط للدهون في الجسم، وقد تلحق الضرر بصحة الإنسان، وهي مرض يعاني منه أكثر من ملياري شخص بالغ حول العالم.
وخصصت منظمة الصحة العالمية الرابع من مارس/ آذار من كل عام يومًا لمكافحة السمنة، التي تؤدي إلى الوفاة بمعدل أعلى من الوفيات الناجمة عن نقص الوزن.
ويهدف هذا اليوم إلى توعية الأشخاص بخطورة السمنة وأسبابها وطرق الوقاية، مع التأكيد على أهمية اتباع نمط حياة صحي، والتشجيع على الكشف المبكر عن مرض السمنة.
وبهذه المناسبة، أجرت "العين الإخبارية" حوارًا مع الدكتورة علا أحمد، إخصائي التغذية العلاجية، حول العادات اليومية والغذائية المسببة للسمنة وطرق الوقاية منها. وإلى نص الحوار:
بداية.. ما أبرز العادات اليومية المسببة للسمنة؟
نحن كعرب لدينا عادات كثيرة خاطئة تسبب السمنة، وهناك ارتباط غير واع بالأكل؛ فالعيد أكل، والمناسبة أكل، والخروجة أكل، وثقافتنا مرتبطة بشكل كبير بهذا الأمر، وطريقة تعبيرنا عن الحب مرتبطة أيضًا بالأكل، والكرم وحسن الضيافة يشار إليه بالأكل، ولقاء الأصدقاء مرتبط بالأكل، وأسهمت طريقة تربية الأطفال الصغار في تحول الطعام إلى نوع من المكافأة والتحفيز، والطفل يفعل شيئًا معينًا للحصول على أكلته المفضلة، والبالغ يخضع لنظام غذائي قاس طول الأسبوع وفي اليوم السابع يكافئ نفسه بوجبة كبيرة.
هذه كلها عادات متوارثة تعظم من دور الأكل في حياتنا بدون وعي، والأكل نعمة من الله، لكن يجب تناوله بوعي، ومن العادات المنتشرة التي تجعل الطعام ضارًا تناول الوجبات الكبيرة والدسمة لمرة واحدة في اليوم وإهمال باقي الوجبات، وهذا أمر شائع بين الموظفين، وفي المقابل هناك عادة سيئة وهي "النقنقة"، وتعتمد على إهمال الوجبات والاستعاضة بأشياء غير ذات قيمة في مجموعها لأنها تأتي كبديل عن الوجبات الأساسية مثل البسكويت والقهوة والمعجنات وقطع الفاكهة.
وهناك عادة سيئة مؤخرًا، وهي عدم فهم معنى الجوع، فالبعض يترك نفسه فريسة للجوع حتى يدرك حاجته إلى تناول الطعام، والبعض الآخر يعتمد على طريقة "النقنقة"، وللأسف تراجعت المعرفة بمفهوم الجوع نفسه، الذي يأتي في درجات، والحل هنا هو توزيع حصة اليوم من الأكل إلى 5 وجبات: 3 رئيسية مشبعة "فطار غداء عشاء" و2 خفيفة "سناكس"، وهذا ينعكس بالإيجاب على الوزن ويقلل فرص الأمراض المرتبطة بالسمنة.
وما أبرز العادات الغذائية المسببة للسمنة؟
- المبالغة في تناول الأكل، فأي شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.
- الأكلات عالية السعرات الحرارية عادة ما تكون حلوة المذاق وسهلة التحضير.
- النشويات تزيد فرص الإصابة بالسمنة، وهي من أسرع وأرخص الأكلات المتاحة للجميع.
- إهمال وجبة الإفطار أو تأخيرها بشكل كبير يسهم بشكل كبير في زيادة الوزن.
- الترتيب الخاطئ للأكلات: مثل البدء بالنشويات كالمكرونة والبطاطس ثم الفراخ
- تقليل السعرات على مدار الأسبوع وتعويض الجسم في اليوم السابع وهو ما يعرف بـ"الدايت القاسي".
هل الأكل السبب الوحيد للإصابة بالسمنة؟
هذا اعتقاد خاطئ وشائع جدًا بين الناس، والحقيقة أن الأمر مرتبط بعدة عوامل: الأكل، الماء، النوم، الحركة وممارسة الرياضة والضغط والتوتر، فلا فائدة من تناول 5 وجبات على مدار اليوم دون شرب قدر مناسب من المياه، ولا فائدة أيضًا من تناول الأكل الصحي وشرب الكثير من المياه دون الحصول على نوم جيد، وبالتالي هي سلسلة مترابطة في منظومة، والأمر ليس مقتصرًا على الأكل فقط.
ما سر الارتباط الكبير بالأكل حلو المذاق وأكل الشوارع؟
الأكل حلو المذاق يزيد السمنة، وأكل الشوارع يحضر من الدهون المهدرجة التي يجري تصنيعها بطريقة معينة لكي تجعل مذاق الأكل حلوًا، وعند تناول هذه الأكلات يتم إفراز هرمون السعادة في الجسم، وبالتالي أصبح الأكل وسيلة للتخلص من الاكتئاب والتوتر، وهذا مرتبط أيضًا بربط الأكل بالمكافأة منذ الصغر، ومعظم الناس تفضل الأكلات المقلية والمعجنات لاحتوائها على دهون مهدرجة تفرز هرمون السعادة، وننصح مرضى السمنة بضرورة البحث عن مصادر أخرى غير الأكل للشعور بالسعادة.
ما أبرز مخاطر الإصابة بالسمنة؟
السمنة ليست عرضًا ولكنها مرض مثل السكري والضغط وأمراض القلب، وهو مرض شائع ومنتشر عالميًا، وهناك أشخاص يتعايشون مع السمنة، مع أنها من أكثر الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة، ومعظم الأمراض التي تصيب الإنسان سببها عادات غذائية خاطئة، وهذه العادات تؤدي أيضًا للإصابة بالسمنة، وتراكم الدهون في الجسم يؤثر على أعضاء الجسم مثل الكبد والقلب، وهذا يقلل من العمر الافتراضي لأعضاء الجسم.
دائمًا ما ينصح بالإكثار من تناول الخضروات.. لماذا؟
الخضروات غنية بالألياف التي تعطي إحساسًا كبيرًا بالشبع، وتحسن حركة الأمعاء، وفيها معادن وفيتامنيات وتقي من أمراض كثيرة مثل سرطان القولون، كما تضبط مستوى السكر في الدم، وهذا بدوره يسهم في تقليل الاعتماد على السكريات، وينصح بالإكثار من تناول الخضروات الورقية مثل الكابوتشي والجرجير، وهذا لا يعني أن يعيش الإنسان مثل الأرنب، ولكن يجب إدماج هذه الخضروات مع الوجبات الأساسية وفي السناكس.
في اليوم العالمي لمكافحة السمنة.. كيف نقي أنفسنا؟
هناك رهاب كبير جدًا تجاه الأكل، وينصح دائمًا بعدم الخوف من الأكل، ولكن يجب معرفة نوعية الأكل التي يحتاجها الجسم، والتمييز بين مشاعر الجوع ومشاعر الملل أو الاكتئاب، وعدم اعتبار الأكل نوعًا من المكافأة. ومرض السمنة قد ينشأ لأسباب جينية وراثية، لكن دور الشخص المصاب هو التعامل مع هذا الجين والسيطرة عليه بضبط الأكل والعادات اليومية، كما ينصح بالحرص على ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على نوم كاف وجيد لتقليل فرص التعرض للتوتر، مع ضرورة تصحيح العادات المحيطة بالأكل مثل المياه والحركة، وعند تناول الوجبات ينصح بالبدء بالسلطة ثم البروتين وتأجيل النشويات لآخر الوجبة لضمان تناول قدر قليل منها، وفي النهاية السمنة مرض، والمريض بحاجة إلى إدراك احتياجات الجسم من الأكل وتقبل نفسه وجسمه وعدم الخوف من الأكل.
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز