بـ163 مليار دولار وخطة وطنية.. الإمارات تروض انبعاثات الكربون
أشاد تقرير بحثي متخصص بقطاع الطاقة، بسياسة دولة الإمارات في إدارة قطاع الطاقة خلال عام 2021، خاصة ما يتعلق بالتحول نحو الطاقة النظيفة.
ووصف التقرير السنوي لوحدة أبحاث الطاقة المتخصصة في تحليل الأرقام والبيانات، الصادر اليوم الخميس، باستراتيجية الإمارات في الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بأنها "كانت مميزة في 2021"، عبر الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، مع تحديد هدف للوصول إلى الحياد الكربوني.
وأشار إلى اتخاذ أبوظبي خطوات جادة خلال 2021 نحو تحقيق حيادية الكربون لتجنّب تغيّرات المناخ، عبر مشروعات لاحتجاز الكربون أو الاستثمار في الطاقة النظيفة.
وتأتي هذه المشروعات بالتزامن مع استمرار إنتاج النفط والغاز، حيث سيساعد ذلك على التوجه نحو الاقتصاد الأخضر عبر تحقيق التوازن بين الإنتاج ومواجهة الانبعاثات.
- 2021.. الإمارات تنوع مصادر الطاقة والاستدامة
- بالأرقام القياسية والاستثمارات الضخمة.. الإمارات تدشن الخمسين عاما المقبلة
ويقصد بالاقتصاد الأخضر (أو Green Economy) تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة عبر استهلاك وإنتاج مستدام جنبًا إلى جنب مع كفاءة الموارد، وبالتبعية الحدّ من انبعاثات الكربون والنفايات الضارّة مقابل كل وحدة منتجة أو كل خدمة.
استراتيجية الحياد الكربوني
في أكتوبر 2021، أعلنت حكومة الإمارات خلال معرض اكسبو 2020 دبي، إستراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إذ تستهدف خفض الانبعاثات في البلاد بنسبة 23.5% بحلول 2030.
وأشادت وحدة أبحاث الطاقة، بإستراتيجية الإمارات التي تشمل استثمار أكثر من 600 مليار درهم (163.36 مليار دولار) في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى حلول عام 2050، بهدف مكافحة التغير المناخي وتحقيق حيادية الكربون، وفقًا لوكالة الأنباء الإماراتية.
وتستهدف استراتيجية الإمارات للطاقة حتى منتصف القرن الحالي، رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في دولة الإمارات إلى 50%، منها 44% طاقة متجددة، و6% طاقة نووية.
وتسعى كذلك إلى توفير نحو 700 مليار درهم (190.58 مليار دولار) حتى عام 2050، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة.
وفي عام 2017، اعتمدت دولة الإمارات الخطة الوطنية للتغير المناخي (2017 -2050)، والتي تحدد إطار عمل لإدارة انبعاثات غازات الدفيئة، والتكيف مع تداعيات التغير المناخي، والابتكار في التنويع الاقتصادي.
ومن المقرر أن تقوم الإمارات بزراعة ما لا يقلّ عن 30 مليون شجرة قرم محلية على مستوى البلاد بحلول عام 2030، تتميز بقدرتها على التقاط وتخزين كميات كبيرة من الكربون.
التقاط الكربون
وفي الأساس، تمتلك الإمارات مشروعًا لالتقاط وتخزين الكربون واستخدامه، وهو مشروع شركة ريادة المتخصصة بالتقاط وتخزين الكربون في إمارة أبوظبي، إذ تعدّ أول منشأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقوم بتخزين الكربون على نطاق تجاري، وبدأت العمل في 2016.
وتلتقط منشأة ريادة نحو 800 ألف طن من الكربون سنويًا من مصنع حديد الإمارات الذي كان يطلق في السابق 1% من إجمالي انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في البلاد.
وتعتمد المنشأة على 3 مراحل، بدايتها التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من مصنع حديد الإمارات، مرورًا بضغط الغاز ونقله ضمن خط أنابيب يصل طوله إلى 45 كيلومترًا إلى حقول النفط التي تُشغّلها أدنوك، أمّا المرحلة الثالثة، فتشهد استخدامه في الحقول لتحسين عملية استخراج النفط وتخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض.
وتستهدف شركة أدنوك رفع قدرة منشأة ريادة لالتقاط الكربون من 800 ألف طن سنويًا إلى 5 ملايين طن بحلول عام 2030.
aXA6IDE4LjIyNi45My4yMiA= جزيرة ام اند امز