خبير عسكري بريطاني: عقلية إيران "العدوانية" وراء انسحاب ترامب
خبير الشؤون العسكرية البريطاني كون كوجلين يرى أنه منذ توقيع أوباما على الاتفاق أصبحت طهران تشكل "تهديدًا عالميًا".
في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، قال خبير الشؤون العسكرية البريطاني كون كوجلين إنه منذ توقيع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على الاتفاق أصبحت طهران تشكل "تهديدًا عالميًا".
- خبراء لترامب: عليك التصدي لطموح إيران النووي بعد الانسحاب
- انسحاب ترامب.. هل يعجل بمواجهة إيرانية إسرائيلية شاملة بسوريا؟
وأشار كوجلين في مقاله المنشور على صحيفة "تليجراف" البريطانية، إلى أنه عندما استثمر أوباما الكثير من رأس ماله السياسي الشخصي في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران قبل 3 سنوات، كان هناك توقع بأن الإيرانيين سيسعون إلى إقامة علاقات بناءة.
ورأى الكاتب أن الاتفاق أتاح فرصة لطهران لتغيير المسار وتبني عقلية أكثر إيجابية في تعاملها مع العالم الخارجي، مضيفًا أن أوباما بالتأكيد اعتقد أن هذا هو الحال، مما قد يفسر أسباب حرصه على منح الإيرانيين اتفاقًا جيدًا.
وقال كوجلين إن أوباما صدق ما قاله مفاوضو إيران عندما اقترحوا أن الاتفاق يمكنه أن يضع الأسس لمشاركة أوسع بين البلدين، مما قد ينهي أكثر من 30 سنة من الكراهية المتبادلة، ولكن ما حدث هو النقيض.
ولفت الأنظار إلى أن الإيرانيين كثفوا عداءهم تجاه الغرب وحلفائه، لدرجة أن فكرة أن طهران ربما تكون مهتمة بالحفاظ على إجراء حوار بناء تبدو الآن مثيرة للضحك.
كوجلين أوضح كذلك أنه إذا كان الرئيس الإيراني حسن روحاني مهتمًا حقًا بتعزيز علاقات أفضل ما كان سيسمح للسفن الحربية الإيرانية بمضايقة الأسطول الخامس الأمريكي، وما كان سيستمر في دعم المتمردين الحوثيين في اليمن، وما كان سيتسامح مع التكديس الهائل للأسلحة الذي قام به الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان حيث خزن الآن آلاف الصواريخ.
وأكد كوجلين على استحالة أن تكون تلك أفعال دولة راغبة في مشاركة "بناءة" مع العالم الخارجي وإنما هو دليل على رغبة إيران في الحفاظ على موقفها العدواني مع النية الصريحة في التمسك بأحد المبادئ الرئيسية لنظام الملالي، وهو تصدير مبادئ الثورة الإيرانية التي لا هوادة فيها عبر أنحاء العالم الإسلامي.
وقال كوجلين إن هذه العقلية العدوانية من جانب النخبة الحاكمة الإيرانية هي التي أدت إلى المواجهة الدبلوماسية الأخيرة بين واشنطن وطهران، كما شرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمته.
وطرح كوجلين سؤالًا وهو كيف يمكن لواشنطن أو الموقعين الآخرين على الاتفاق أن يكون لديهم إيمان في الإيرانيين عندما تكون كل أفعال طهران مليئة بالنية الخبيثة؟ موضحًا أن واشنطن كانت ستتجه لمواجهة مع إيران حتى إذا لم يكن ترامب قد قرر خوض معركة حول الاتفاق النووي.
واختتم كوجلين مقاله بالقول إنه استنادًا إلى سلوك طهران الأخير في الشرق الأوسط فإن النية الحقيقية للملالي هي تحقيق الهيمنة الإقليمية، وإذا كان هذا هو الحال فليس مجديًا عقد أي اتفاق سواء حول المسائل النووية أو أي شيء آخر يمكّن الملالي من تحقيق أهدافهم.