انسحاب ترامب.. هل يعجل بمواجهة إيرانية إسرائيلية شاملة بسوريا؟
سوريا تحولت خلال الفترة الأخيرة لساحة معركة غير مباشرة بين إسرائيل وإيران.
فى ظل الترقب العالمي لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المنتظر حول الاتفاق النووي الإيراني، مساء اليوم الثلاثاء، يرى مراقبون أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق قد يعجل بمواجهة شاملة بين تل أبيب وطهران على الساحة السورية.
وتأتي سوريا فى صدارة الدول المرشحة لأن تشهد تداعيات محتملة لقرار ترامب المتوقع بالانسحاب من الاتفاق، ذلك بعد تحولها خلال الفترة الأخيرة لساحة معركة غير مباشرة بين إسرائيل وإيران.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، لتعزز من تلك الاحتمالية، خاصة فى ظل تأكيده أن إيران تقوم بنشر "أسلحة خطيرة جدا" في سوريا في إطار حملة لتهديد إسرائيل.
وقال نتنياهو للصحفيين على هامش زيارته لقبرص إن إيران "الآن تسعى لنشر أسلحة خطيرة جدا في سوريا لتحقيق غاية محددة هي تدميرنا، حيث تدعو علنا لتدمير إسرائيل ومحوها من على وجه الأرض".
وجاءت تصريحات نتنياهو فى أعقاب تقارير صحفية إسرائيلية عن حالة من الاستنفار الأمني عند الحدود مع سوريا، تحسبا لضربات صاروخية محتملة من جانب طهران.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن إيران تسعى للانتقام لمقتل عدد من عسكرييها بغارات جوية إسرائيلية على سوريا في وقت سابق من العام الجاري.
ومنذ اندلاع الأزمة فى سوريا عام 2011، شنت إسرائيل العديد من الغارات الجوية على مواقع ذكرت أنها تستهدف مواقع إيرانية أو منع نقل أسلحة إيرانية لمليشيا حزب الله اللبنانية.
وتعد إيران حليفاً رئيسياً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقدمت مساعدات عسكرية حاسمة لقواته. وحذرت إسرائيل مراراً بأنها لن تتسامح مع وجود عسكري إيراني دائم في سوريا.
وفى إطار احتمالات المواجهة المرتقبة، أشار نتنياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء، الأحد الماضي، إلى أنه من الأفضل مواجهة طهران "عاجلاً وليس آجلاً".
وأضاف نتنياهو: "نحن مصممون على إيقاف العدوان الإيراني علينا حتى لو كان هذا يعني الدخول في صراع. اليوم أفضل من الغد. لا نريد تصعيداً، لكننا مستعدون لأي سيناريو".
من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، فى تصريحات لصحيفة "جيروزاليم بوست" أمس الإثنين، أن اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران أمر غير مرجح، لكنها مستعدة لجميع السيناريوهات.
وأيا كان قرار الرئيس ترامب حول الانسحاب من الاتفاق النووي من عدمه، فإن سوريا على ما يبدو ستبقى بمثابة ميدان للمواجهة غير المباشرة ما بين إسرائيل وإيران، في الوقت الذى تضاءلت فيه احتمالات المواجهة المباشرة.