منتصف الظهيرة.. موعد مقترح لـ"بداية نهاية" النظام في إيران
تترقب إيران انتصاف ظهيرة اليوم السبت، لمعرفة ما إذا كانت الاحتجاجات الممتدة منذ أسابيع تحمل بالفعل كما أكد مراقبون شيئا جديدا في بلد عرف حكامه بقبضتهم الحديدية.
ودعا نشطاء في إيران جموع الشعب للتظاهر احتجاجا على النظام في فعالية تحمل شعار "بداية النهاية"، طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطات بعدم التعامل معها بعنف.
والمظاهرات الغاضبة في إيران باتت أمرا مألوفا منذ عام 2019 وحتى قبلها، لكن مراقبين محليين وغربيين يرون سمة جديدة في موجة الغضب الأخيرة التي جاءت في أعقاب وفاة الشاب الكردية مهسا أميني بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق.
وقال المراقبون إن جيلا جديدا يعبر عن نفسه عبر هذا الغضب المتنامي ويأمل في تغيير النظام القائم منذ الثورة في 1971.
وتنفي السلطات الإيرانية مسؤوليتها عن وفاة أميني كما أنها تتهم أطرافا خارجية بالمسؤولية عن تغذية الاحتجاجات التي راح ضحيتها العشرات.
وانتشرت الدعوة للتظاهر في الـ12 ظهر السبت في ساعة متأخرة من يوم الجمعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب القائمون على الدعوة الشعب الإيراني بضرورة عدم الالتفاف إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين وبعض الناشطين المؤيدين للنظام بضرورة تجنب الاحتجاجات بذرائع مختلفة، مؤكدين أن "أفضل مكان لتجاوز الحجب الذي تفرضه السلطات على شبكة الانترنت هو استمرار الوجود في الشوارع والساحات العامة".
وأضافوا وهم يخاطبون الشعب الإيراني "لا تنخدعوا بمجرمي الإنترنت الذين يقودون الناس من الأحياء إلى المراكز الأمنية المهمة، فأنظار العالم على أرضية شارعنا".
كما نشر النشطاء منشورات تعبر عن النسيج الاجتماعي للشعب الإيراني من العرب والفرس واللور والبلوش والأكراد والأتراك وغيرها من باقي القوميات الإيرانية.
وتأتي هذه الاحتجاجات التي دخلت شهرها الأول في ظل استمرار الانتشار الأمني الواسع في المدن الإيرانية، وسط حالة من القمع العنيف الذي تقوم به السلطات ضد المتظاهرين الذين يحتجون منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية وفاة أميني.
وفي الليلة الماضية شهدت مختلفة المدن الإيرانية احتجاجات مناهضة للنظام وسط ترديد هتافات "الموت للديكتاتور، ولا نريد نظام الجمهورية الإسلامية".
وأيد عدد من الفنانين والمخرجين الإيرانيين هذه الدعوة للاحتجاج، وفي بيان له، أشار المخرج السينمائي الإيراني محسن مخملباف إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران بأنها ثورة ضد أحد "أسوأ استبداد ديني في التاريخ".
وكتب المخرج السينمائي الإيراني: "الشعب الإيراني في خضم ثورة ضد واحد من أسوأ الاستبداد الديني في التاريخ، حتى أطفال المدارس الابتدائية الإيرانية انضموا إلى هذه الثورة العفوية".
وتشير التقارير الخاصة بمنظمات حقوق الإنسان إلى مقتل أكثر من 200 من المتظاهرين على أيدي قوات الأمن خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
فيما قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، الجمعة، إنها تمكنت من توثيق مقتل 224 شخصاً في إيران، مشيرة إلى أن "هذه الأرقام ليست نهائية وربما تكون أكثر من ذلك".
بايدن يعلق
من جانبه، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة إيران إلى عدم التعامل بعنف مع المحتجين، وأوضح أنه "يتعين على إيران أن تنهي العنف ضد مواطنيها الذين يمارسون حقوقهم الأساسية".
وأكد بايدن: "لقد أصبت بالصدمة مما أيقظته (الاحتجاجات) في إيران. وقد أيقظت شيئا لا أعتقد أنه سيهدأ لفترة طويلة للغاية".
وتابع: "يجب أن يكون لدى النساء والرجال الحق في حرية التعبير والحق في التجمع".
وأضاف "النساء في جميع أنحاء العالم يتعرضن للاضطهاد بطرق مختلفة. ولكن يجب أن يتم السماح لهن بارتداء ما يردن. لا يجب أن يحدد لهن أحد ما الذي يجب أن يرتدينه".
aXA6IDMuMTQ1LjYzLjEzMSA= جزيرة ام اند امز