احتجاجات ليلية بمدن إيرانية.. قطع الإنترنت ورسالة من بايدن للمتظاهرين
شهدت عدة مدن إيرانية، مساء الجمعة، احتجاجات شعبية ضد النظام، وذلك مع دخول الاحتجاجات شهراً كاملاً على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني.
وأقدمت السلطات على قطع شبكة الإنترنت منذ الساعة الثامنة وحتى الثانية عشر من مساء الجمعة.
- مقتل عنصرين من "الباسيج" خلال احتجاجات بجنوب إيران
- احتجاجات إيران.. سقوط 3 متظاهرين والحصيلة ترتفع لـ204 قتلى
وجاءت هذه الاحتجاجات على خلفية دعوات انطلقت عبر منصات التواصل الاجتماعي، للتأكيد على استمرار المسيرات السلمية المناهضة للنظام.
واعترفت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، بأن "التقارير الواردة من إيران تشير إلى استمرار الاحتجاجات الليلية في بعض المدن الإيرانية".
فيما أظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض السائقين في طهران وكرج ومشهد احتجاجهم من خلال إطلاق أبواقهم باستمرار.
فيما قام بعض الإيرانيين بإطلاق شعارات مناهضة للحكومة والنظام عبر فتح منافذ بيوتهم وترديد شعار "الموت للديكتاتور، ولا نريد النظام".
كما تشير الأنباء الواردة من محافظة يزد وسط إيران والأهواز جنوبا وسنندج غربا إلى استمرار احتجاجات الشوارع في هذه المدن.
وفي الوقت نفسه، تم نشر العديد من المكالمات على الشبكات الاجتماعية، تدعو الناس إلى النزول إلى الشوارع.
ودعت مجموعة "شباب أحياء طهران" و "مبادرة عمل الشباب الثوري - كردستان" الناس في جميع أنحاء إيران للانضمام إلى الاحتجاجات، السبت، وقد أيدت بعض الأحزاب والتيارات السياسية هذه الدعوات.
إصابة 150 من الباسيج
وفي سياق متصل، اعترف حاكم محافظة كردستان غرب إيران، إسماعيل زارعي كوشا، مساء الجمعة، بإصابة 150 من قوات الباسيج بجروح خلال مشاركتهم في قمع الاحتجاجات بالمحافظة.
ونفى زارعي كوشا في مقابلة مع وسائل الإعلام الإيرانية، أنباء نقل الذخيرة عبر مطار سنندج ووصفها بـ "الوهم المضحك".
وفي إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة والمستمرة في كردستان، قال: "أصيب 5 أشخاص بالرصاص من مسافة قريبة منذ بداية التجمعات".
وجاءت تصريحات محافظ كردستان فيما قال شهود عيان لوسائل إعلام حقوقية إن "ضحايا الاحتجاجات الأخيرة أطلق عليهم النار من قبل القوات الأمنية"، مشيراً إلى إصابة 150 من عناصر الباسيج خلال الاحتجاجات في محافظة كردستان.
كما أفادت تقارير عن قيام قوات أمنية بمداهمة الشقق السكنية في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني التي قتلت على أيدي الشرطة في طهران منتصف الشهر الماضي.
وقال ناشط من مدينة سقز لهيئة الإذاعة الألمانية بالنسخة الفارسية: "للمرة الألف في الأيام الماضية هاجمت قوات القمع شقق مسكن مهر، ودمرت السيارات والأبواب وكل ما هو متاح لها".
وتابع هذا الناشط قائلا: ذات يوم كان الناس يهتفون" امرأة.. حياة.. حرية" على السطح وخلف النافذة، عندما وصلت قوات الأمن لم يكن هناك أحد في الخارج.
واستطرد: "لكنهم بدأوا في إطلاق النار وتسببوا في الكثير من الأضرار التي لحقت بالمباني وألقوا الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المنازل".
وبحسب هذا الناشط، أصيب طفل أصيب بنوبة قلبية بنوبة قلبية بسبب الخوف والضغط بعد انفجار قنبلة صوتية وتم نقله إلى المستشفى.
بايدن يكرر دعمه للمحتجين
وفي سياق متصل، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، رسالة دعم للمتظاهرين الإيرانيين، معبرا عن "اندهاشه" إزاء أكبر موجة احتجاجات منذ سنوات بإيران.
وقال في كلمة بإحدى كليات مدينة إرفاين في كاليفورنيا: "نقف إلى جانب مواطني، ونساء إيران الشجاعات".
وأرجع سبب دهشته إلى تأكده أن "ما أيقظته المظاهرات الاحتجاجية لن يتم إسكاته لوقت طويل جدا".
إيران تهاجم ماكرون
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن دعم المتظاهرين والاحتجاجات الحالية مجرد "تدخل في شؤون إيران الداخلية وتشجع على العنف".
وقال المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني في تصريح نشره موقع وزارة الخارجية الإلكتروني "بيان الرئيس الفرنسي أمس بشأن التطورات الأخيرة في بلادنا باعتباره اتهامًا سياسيًا وتدخلًا وتشجيعًا على العنف ومخالفي القانون".
وأضاف ناصر كنعاني "إن الحق في التظاهر السلمي مكفول في دستور إيران"، مشيراً إلى أنه "المثير للدهشة أن رئيس الجمهورية وبعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية استنكروا تصرفات قوات الأمن في التعامل مع العنف والمحرضين وطالبوا الحكومة الإيرانية بتجنب العنف واحترام حقوق المحتجين.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تصريحات ماكرون بأنها "نفاق يؤكد أن حقوق الإنسان بقاموس الحكومات الغربية ليس أكثر من أداة لتحقيق أهداف سياسية والتدخل بشؤون الدول الأخرى".
ورداً على الاحتجاجات الأخيرة ومعاملة قوات الأمن في إيران، قال ماكرون إن "فرنسا تدين قمع النظام الإيراني".
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة على تويتر: "بالنسبة للنساء اللواتي تجرأن على خلع الحجاب والذهاب أمام البندقية، وبالنسبة للشباب والرجال الذين يناضلون من أجل حقوق المرأة، ومن أجل ما هو في هذا النضال العالمي، تدين فرنسا قمع النظام الإيراني".
وفي سياق متصل، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنه طلب في محادثة مع أمير عبد اللهيان الاعتراف بالحق في الاحتجاج.
وكتب بوريل في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، "للشعب الإيراني الحق في الاحتجاج السلمي والدفاع عن حقوقه الدستورية"، مضيفاً أنه أعلن هذه الرسالة الأوروبية "الواضحة والموحدة" لوزير خارجية إيران.