محور الشر في المنطقة بالنسبة لي يتمثل في دولتين غير عربيتين ناقمتين على العرب ولهما أطماع في الأراضي العربية
النفس البشرية بطبيعتها ميالة إلى الركود والاستكانة، وتنزع إلى رفض التغيير وتقاومه بشدة؛ سواء على مستوى الفعل أو المشاعر أو حتى المعتقد، وهناك من يميلون إلى التقليدية ورفض التغيير، لم يتقدموا كثيرا بل إن كثيرا منهم قاوموا التغيير حتى سحقتهم عجلة التغيير فلم يعد لهم وجود أو أن وجودهم لا يتعدى وجود شجيرات الظل التي تعيش تحت جذوع الأشجار العملاقة.
إذا مقاومة التغيير طبيعة بشرية تحدث في أي مكان وزمان، حيث إن الإنسان يكره إجمالاً التغيير وذلك لعدة عوامل من بينها: الخوف من التغيير، عدم الرغبة في تعلم أمور جديدة تتطلبها عملية التغيير، الخوف من فقدان مزايا خاصة، وإلى غير ذلك من العوامل المختلفة، مما يجعل الكثير منهم يعمل على مقاومته أو إيقافه.
رغم عوامل ومظاهر السقوط المختلفة لمحور الشر بكل مكوناته إلا أنهم يرفضون التغيير، ومازالوا يكابرون ويراهنون على البقاء كمحور للشر، يدعم الإرهاب والقتل والفوضى والدمار والخراب، لا محور للخير يدعم الاستقرار والأمان والبناء والتطور
بينما يسعى بعض النخبة إلى التغيير لأنهم يَرَوْن أنه مطلب ملح لا سيما وقد تطورت الحياة وتشعبت، ولم يعد بالإمكان التوقف على أطلال الماضي، فما هو جديد اليوم سيصبح غير ذي بال في هذا الزمن المتسارع الذي لا مكان فيه لمن لا يطور نفسه ويرقيها من كافة جوانبها.
المتابع عن قرب للمشهد في منطقة الشرق الأوسط يجد أن ما يحدث من بعض الجماعات والدول هو جزء من عملية مقاومة التغيير في أبهى صورها، والأمثلة على ذلك عديدة ولكن قبل ذلك من هم الذين يحاولون مقاومة هذا التغيير؟
الحقيقة أن مقاومة التغيير من وجهة نظري أرى أنها تتمثل في محور الشر في المنطقة الذي بدأ يتساقط بشكل نسبي في مستنقع أعماله المشينة، وقد يكون كل ما يحدث له حاليا نتيجة دعوات المظلومين في كل البلدان العربية ونتيجة أفعاله المشينة التي ارتدّت عليه، ولكن قبل البدء في سرد مظاهر المقاومة يجب أن نعرف من هو محور الشر؟
محور الشر في المنطقة بالنسبة لي يتمثل في دولتين غير عربيتين ناقمتين على العرب ولهما أطماع في الأراضي العربية، ويؤيدهما في ذلك قطيع من العرب الخونة يقودهم الإخوان.
فهو محور الشر، وهو عبارة عن إيران وأذنابها وتركيا وأتباعها الذين اشعلوا الفتنة عبر الجماعات الإرهابية ودعموها ونشروا القتل والدمار والفساد في المنطقة باسم الدين.
فما يحدث حاليا من إيران في مواجهة جيرانه والعالم ورفض الانصياع للمطالب الأمريكية الاثني عشر التي تقوض الإرهاب والمليشيات إلا دليل واضح على مقاومة التغيير، كذلك ينسحب الموضوع على أذرعها وأذنابها أمثال حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي في رفض الاندماج مع الدول التي ينتمون لها، ومحاولتهم البقاء كمكون يفرض أجنداته على الدولة ليبقى أكبر و أقوى منها.
كذلك ما يحدث من قطر ورفضها للمطالب الثلاثة عشر و المشروعة من جيرانها بحجة السيادة التي سقطت سقوطا مدويا بعد الدلالات والوقائع التي أظهرت أنها مجرد تابع وممول لمشروع تركي إيراني لاتملك التراجع عنه أو الوقوف ضده.
أما تركيا القطب الآخر من محور الشر، فهي رغم العقوبات المفروضة عليها ورغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها والتي من المحتمل أن تؤثر على الشعب بشكل مباشر، إلا أنها مازالت تكابر وتعاند عبر رئيسها أردوغان بخطب شعبوية وعنترية لا تسمن ولا تغني من جوع، بل تزيد وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
أما الإخوان وقيادتهم، فرغم تجريم الفكر الإخواني في الكثير من الدولة العربية وقريبا عالميا، وإدخال الكثير منهم السجون إلا أن نشاطهم لم يتغير في بعض الدول سواء بطرق سرية، أو بطرق علنية في دول أخرى، في عملية مقاومة ورفض للتغيّر والاندماج مع الشعوب من أجل الاستقرار والرقي والتطور والانتقال إلى مرحلة البناء للمجتمعات لا مرحلة الهدم التي هم عليها ويريدونها .
أخيراً ما يحدث من الآلة الإعلامية لمحور الشر بكل أشكالها من تصعيد في الخطاب والأساليب المتنوعة في المواجهه والإمعان في الكذب والتزوير والافتراء إنما هو تأكيد على مقاومة التغيير، بعد اتضاح وانكشاف أمرها لكل الشعوب العربية، و ما يحدث حاليا يؤكد أننا نعيش أمام معسكرين ومحورين، محور الشر يضم إيران وأذنابها و قطر و تركيا وأتباعهم من جهة، ومحور آخر ينبذ الإرهاب والهيمنة الإيرانية، هو محور الأمن والسلام من جهة أخرى.
إذاً رغم عوامل ومظاهر السقوط المختلفة لمحور الشر بكل مكوناته إلا أنهم يرفضون التغيير، ومازالوا يكابرون ويراهنون على البقاء كمحور للشر يدعم الإرهاب والقتل والفوضى والدمار والخراب، لا محور للخير يدعم الاستقرار والأمان والبناء والتطور .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة