جيش إيران "السيبراني".. مليشيا قمعية جديدة لـ"عسكرة" الفضاء الافتراضي
مسؤول عسكري إيراني يكشف اللثام عن هوية مليشيات إلكترونية تابعة لنظام طهران، تتنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كشفت تصريحات أدلى بها مسؤول عسكري إيراني اللثام عن هوية مليشيات إلكترونية تابعة لنظام طهران، تنشط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة ورصد أنشطة الإيرانيين فضلا عن ترويج دعاية مضادة تخدم مصالحه.
وأعلن مسلم معين، رئيس منظمة الفضاء الافتراضي التابعة للباسيج، للمرة الأولى أن هناك تغييرات داخل بنية ما وصفه بـ"الجيش السيبراني"، دون أن يفصح على وجه الدقة عن تفاصيل أكثر حول طبيعة هذه المؤسسة.
- بالأرقام.. إيران دولة القمع.. أذرع أمن الملالي وإرهاب الشعب
- منها خرائط جوجل.. العقوبات الأمريكية على إيران تطال مواقع وبرامج تقنية
مئات من نشطاء الفضاء الافتراضي ضمن ما تعرف في إيران بمليشيات "الباسيج" والتي تخضع مباشرة لأوامر المرشد علي خامنئي وكذلك الحرس الثوري، حضروا مؤتمرا حاشدا عقد لأول مرة مساء السبت بطهران، في مقر السفارة الأمريكية التي استولت عليها عناصر تخريبية عام 1979، قبل أن يحتجزوا داخلها عشرات من دبلوماسييها لنحو 444 يوما، وانتهى الأمر بقطع العلاقات نهائيا بين طهران وواشنطن.
تعليمات صدرت من هذا المؤتمر إلى عناصر تلك المليشيات الإلكترونية، تتمثل في الإعلان رسميا عن وجود "الجيش السيبراني"، فضلا عن تدشين نموذج استرشادي مكون من 3 محاور رئيسية إلى جانب 13 لائحة تهدف بالأساس إلى السيطرة "تعبويا" على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها عموم الإيرانيين في داخل البلاد.
وأعرب معين، هو جنرال مقرب من الحرس الثوري، عن أمنيته في "إخضاع" كل أجواء هذا الفضاء الإفتراضي للتحكم من قبل مليشيات طهران الإلكترونية في القريب العاجل، وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.
وتلعب مليشيا الحرس الثوري أدوارا عسكرية وأخرى ذات مهام متعددة في إيران، وسبق لها تدشين مركز بدعوى مكافحة الجرائم السيبرانية قبل 10 سنوات، حيث اقتصرت مهامه على ملاحقة عشرات النشطاء السياسيين والمعارضين.
التصريحات الرسمية عن وجود جيش إلكتروني في إيران، تؤكدها تقارير سابقة تشير إلى أن عناصر من الحرس الثوري تتحكم بعرض أغلب محتوى منصات التواصل الاجتماعي سواء الحكومية منها أو حتى العالمية بهدف خدمة مصالح نظام ولاية الفقيه والتأثير على الرأي العام.
وكشف تقرير أصدرته وكالة "رويترز"، الجمعة، عن وجود قرابة 71 منصة إخبارية تتبع جهة غير محددة مقرها طهران، تنشر أخبارا مفبركة لمخاطبة أشخاص في نحو 15 بلدا أجنبيا في محاولة للتأثير بهدف دعم سياسات إيران.
غلام حسين برور، قائد مليشيات الباسيج التي تضطلع بمهام تعبوية للحفاظ على النظام مثل قمع الاحتجاجات الشعبية في المقام الأولى، فضلا عن "التنشط" داخل أغلب مؤسسات البلاد للتأثير على أفرادها فكريا، طالب عناصره خلال المؤتمر بمزيد من الفاعلية عبر منصات الفضاء الافتراضي.
واعتبر الجنرال الإيراني أن فشل هذه العناصر في مهامها الدعائية عبر هذه الوسائل الإلكترونية سيكون له ضرر بالغ على بلاده، بينما أكد أبو الحسن فيروز آبادي سكرتير المجلس الأعلى الإيراني للفضاء السيبراني -المدرج على لائحة عقوبات واشنطن- على ضرورة مواجهة نقاشات لقضايا بعينها على منصات التواصل الاجتماعي مثل "أزمات الجفاف، والحجاب القسري، والنقد الأجنبي، وقمع طائفة الدراويش" وغيرها، على حد قوله.
ويبدو أن طهران تعتزم تشديد قبضتها بعنف على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تردي أوضاع المعيشة بشمل مزر في الداخل، في ظل ضوء أخضر للمليشيات الإلكترونية من قبل المرشد الإيراني علي خامنئي والتيار الأصولي الموالي له، إلى جانب مسؤولين حكوميين آخرين.
aXA6IDMuMTQyLjI0OS4xMDUg
جزيرة ام اند امز