خطوة ترامب الذكية.. أكبر تهديد للاقتصاد الإيراني
تقرير إخباري يسلط الضوء على التداعيات المحتملة اقتصاديا بعد تصنيف الولايات المتحدة مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وصف تقرير إخباري تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني بأنه منظمة إرهابية قبل أيام، بأنه خطوة ذكية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وسلط التقرير الضوء على التداعيات المحتملة اقتصاديا بعد تصنيف الولايات المتحدة مليشيا الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، في قرار غير مسبوق تاريخيا من جانب واشنطن بإدراج قوة عسكرية أجنبية على لوائح الإرهاب.
ويبدو أن قرار أمريكا الجديد سيدفع الدول التي ما زالت تحتفظ بشراكات تجارية مع إيران حاليا إلى التحوط على الأقل بشأن علاقاتها الاقتصادية التي ربما ستخفضها أيضا إلى أدنى مستوى خشية التورط في شبهات تمويل مليشيا إرهابية.
- القيادة المركزية الأمريكية تستعرض قوتها أمام تهديدات إيران
- الريال الإيراني يتقهقر مجددا أمام الدولار والذهب يفقد بريقه
وألمحت صحيفة كيهان (معارضة ناطقة بالفارسية ومقرها لندن)، الخميس، أن تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري منظمة إرهابية قبل أيام يعد خطوة ذكية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تسيطر المليشيا الإرهابية على شرايين الاقتصاد الإيراني.
وأشار تقرير "كيهان" إلى أن التداعيات الاقتصادية لهذه الخطوة ستكون أكبر تهديد بالنسبة للنظام الإيراني، حيث ستصاب العديد من المؤسسات المالية والاقتصادية التي يديرها الحرس الثوري بالشلل التام عقب فرض حزمة عقوبات أمريكية جديدة.
وتستحوذ مليشيا الحرس الثوري الإيراني على أكثر من 1000 شركة في مجالات التصنيع، والتجارة الخارجية، والمقاولات والاستثمار ومؤسسات مصرفية وائتمانية، فضلا عن احتفاظها بأسهم في العديد من شركات عامة وخاصة تنشط بقطاعات حيوية مثل الدواء والمواد الغذائية.
وتُهدر أغلب عوائد هذه الإمبرطورية الاقتصادية (تدار بعيدا عن الإشراف الحكومي) على أنشطة تخريبية مثل دعم مليشيات إرهابية تقاتل خارج الحدود، حيث تبرز قاعدة "خاتم الأنبياء" -أحد أذرع الحرس الثوري- باعتبارها أكبر مقاول في إيران دون أدنى منافسة سوقية معها.
وتشرف مليشيا الحرس الثوري الإرهابية أيضا على أنشطة تهريب عبر موانئ البلاد التي تسيطر على أغلبها، خاصة في الجنوب، إضافة إلى دورها في عمليات تبييض أموال في مجالات مختلفة من قبيل البناء، ومراكز التسوق، والفندقة، والمطاعم الفاخرة، والشحن والتفريغ بواسطة كيانات تابعة لها شكليا.
ومن المحتمل أن يزيد قرار ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيا عثرات مالية للمليشيات العسكرية الموالية لنظام طهران إقليميا في بلدان العراق، وسوريا، واليمن، حيث يُعتقد أنه خطوة تكميلية لحزمتي عقوبات أمريكا في أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، وفقا للتقرير.
- إيران.. شركات مليشيا الحرس الثوري تتغول على التنمية
- الفساد يضرب إيران.. وثائق تكشف استيلاء الحرس الثوري على أراض وعقارات
وتبرز مليشيا الحرس الثوري الإيراني -التي تأسست أبريل/نيسان عام 1979، عقب سيطرة رجال الدين المتشددين بقيادة الخميني على سدة الحكم في إيران- باعتبارها أحد الأجهزة الأمنية والعسكرية وأهمها، فضلا عن تدخلاتها بشكل فج في عمل المؤسسات الحكومية في البلاد.
ويدير جنرالات المليشيا -التي أسسها المرشد الإيراني السابق الخميني لحماية نظامه الجديد حينها- شبكة واسعة من المصالح الاقتصادية والاستخباراتية المعادية إقليميا ودوليا، إضافة إلى دورهم الخطير في دعم تنظيمات إرهابية لخدمة نفوذ نظام ولاية الفقيه.
ويقدر عدد الأفراد المنضوين في عمل هذه المليشيا الموازية للجيش النظامي الضعيف نسبيا بنحو 125 ألف فرد، حيث تمتلك قوات برية وبحرية وجوية، إلى جانب سلطات أخرى تتعلق بحق الحصول على أسلحة استراتيجية، أو إجراء تجارب نووية على نحو سري داخل البلاد.