إذاعة فرنسية: فشل المنظومة الأوروبية ضربة قاضية للاقتصاد الإيراني
أوروبا خسرت معركة السيادة ضد الأمريكيين بشأن إيران، ومسألة التحايل على العقوبات والحفاظ على تدفق تجاري مع طهران مخاطرة نهايتها الفشل.
بينما حاول الأوروبيون الالتفاف حول العقوبات الأمريكية على إيران باستحداث آلية اقتصادية للتعامل مع إيران بعيداً عن الدولار الأمريكي، وانطلقت هذه الآلية منذ نحو 6 أشهر إلا أنها لاقت فشلاً ذريعاً.
في هذا السياق، ذكرت إذاعة "فرانس كولتور" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه الضربة القاضية للاقتصاد الإيراني، بعد فشل المنظومة الأوروبية للالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران، الأمر الذي أنهى الأعمال التجارية الأوروبية مع إيران، راصدة أسباب فشل المنظومة الأوروبية للتجارة مع إيران.
وأضافت الإذاعة الفرنسية أن هذه المنظومة كانت ضرباً من الخيال في محاولاتها تحدي العقوبات الأمريكية لمواصلة التجارة مع إيران بعيداً عن الولايات المتحدة، بتأسيس "إينستكس" وهو اختصار لـInstrument in Support of Exchanges، والذي تم إنشاؤه بشكل مشترك من قِبل باريس ولندن وبرلين.
- بيانات رسمية: تراجع صادرات إيران إلى أوروبا بمعدل 16 مرة في شهرين
- إيران في الإعلام.. العقوبات تضع الاقتصاد في مرحلة هبوط جديدة
وأوضحت الإذاعة أنه منذ تأسيس ذلك الكيان، لم يتم إجراء أي صفقة تجارية بين إيران والدول الأوروبية".
من جانبه، يرى المحامي الفرنسي الإيراني المتخصص في الشؤون التجارية أردفان أمير أصلاني، أن "أوروبا خسرت معركة السيادة ضد الأمريكيين بشأن هذه القضية التجارية"، موضحاً أن "مسألة التحايل على العقوبات الأمريكية الجديدة ومحاولة الحفاظ على تدفق تجاري مع إيران مخاطرة نهايتها الفشل".
وفي باريس، يقع مكتب "إينستكس" في وزارة الاقتصاد والمالية في قصر "بيرسي" للحكومة الفرنسية". ومبدأ هذه الأداة التجارية، التي تعمل كمركز لتبادل المعلومات، هو تبادل المنتجات الإيرانية للبضائع الأوروبية، والقطاعان المختاران لتلك الآلية هما الأدوية والأغذية الزراعية، فيما لا يعنى "إينستكس" بالنفط".
أسباب فشل المنظومة الأوروبية
ووفقاً للإذاعة فإن هذا الفشل يرجع جزئياً إلى بعض التأخير الإداري لتأسيس تلك الآلية والاتفاق على كيفية تطبيقها في إيران قبل فرض الجزء الثاني من العقوبات، كما أثار الأوروبيون أيضًا مشكلة شائكة، هي عدم وفاء إيران بالمعايير الدولية لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وهناك أسباب أخرى رأتها الإذاعة الفرنسية، وهي أن البنك المركزي الإيراني، الذي يتعين عليه التدخل في البورصات في إطار "إينستكس" موجود منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018 على القائمة السوداء الأمريكية.
من جهته، قال مهدي ميرمادي، رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الإيرانية: "الشركات الأوروبية الكبرى تخشى خسارة السوق الأمريكية"، مضيفاً: "لقد تخلوا عن شركائهم الإيرانيين، لم يعودوا يردون على رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية أو الرسائل".
ويشار إلى أن البيت الأبيض قد حذر من أن الإدارة الأمريكية تعارض أي تجارة مع إيران، بما في ذلك المنظومة الأوروبية "إينستكس" حتى فيما يتعلق بتبادل الأدوية أو معدات المستشفيات، لذا فإن الشركات الأوروبية مشلولة وتفضل الامتثال للقواعد التجارية التي تفرضها واشنطن".
وفيما يتعلق بفرنسا، فإن جميع المشروعات الاستثمارية في إيران مجمدة الآن، خاصة المجموعات الكبرى التي أبرمت اتفاقات مع إيران مثل بيجو ورينو وتوتال وفينشي وفيوليا، بعد الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، كما وقعت شركة إيرباص عقدا بإرسال 100 طائرة إلى إيران.
ووفقأً لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم شركة "إيرباص": "تم تسليم 3 منهم فقط - طائرتان من طراز A330 وواحدة من طراز A320 - في عام 2017، وتم تجميد العقد والطائرات لم يتم وضعها في خطة الإنتاج".
وعادت الإذاعة الفرنسية قائلة: "إنه توقعًا للعقوبات الأمريكية الجديدة وضع الإيرانيون مخزونًا كبيرًا من قطع الغيار، على الرغم من أن إيرباص لا تزال تدعي أنها أبقت على الطائرة المبيعة"، موضحة أنه على الرغم من ذلك فإنه بشكل عام، انهارت التجارة بين فرنسا وإيران بأكثر من 60% في عام واحد".
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز