إيران وإعدام الأطفال.. سجل حقوقي مليء بالجرائم
الطفولة الإيرانية التي تُشنق تضاف إلى لائحة عريضة من الاعتداءات، بينها زواج القاصرات غير المحظور بالبلاد.
طهران.. عاصمة المشانق المعلقة مستمرة في سلسلة الإعدامات والمحاكمات غير العادلة، والتي لم يسلم منها حتى الأطفال، وكان آخرها إقدام السلطات على تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص كانوا قاصرين عند ارتكاب جرائمهم.
- تصفية المحتجين.. "انتحار" بعيون النظام الإيراني
- نائب إيراني يكشف أسرار وفيات المتظاهرين بسجون الملالي
الطفولة الإيرانية التي تُشنق تضاف إلى لائحة عريضة من الاعتداءات، بينها زواج القاصرات غير المحظور بالبلاد، مما أفرز أكثر من 36 ألف طفلة إيرانية مطلقة تقل أعمارهن عن 18 عاما، وفق أحدث الإحصائيات.
إدانات دولية
منظمة "هيومن رايتس ووتش" أكدت الأربعاء الماضي، في تقرير، أن السلطات الإيرانية أعدمت في يناير/كانون الثاني، 3 أشخاص كانوا قاصرين عند ارتكاب الجرم.
حيث أعدمت سلطات سجن كرج، أمير حسين بورجعفر، بتهمة اغتصاب وقتل طفلة عمرها 3 سنوات عندما كان في الـ 16 من عمره، ونفذ حكم الإعدام في الرابع من الشهر المذكور.
أما سلطات سجن بوشهر جنوبي إيران، فأعدمت علي كاظمي، على خلفية جريمة قتل ارتكبها حين كان في الـ 15 من عمره، وتم تنفيذ الحكم في الـ 30 من الشهر نفسه.
أما الأربعاء الماضي فقد أعدمت سلطات سجن نوشهر شمالي البلاد، محبوبة مفيدي، التي تزوجت في سن 13 عاما، بتهمة قتل زوجها في 2014، حين كان عمرها 17 عاما.
أحكام الإعدام التي تنفذها طهران باستمرار دفعت المنظمة إلى مطالبة إيران بالتوقف الفوري ودون شروط عن عقوبة الإعدام في الجرائم المرتكبة من قبل أطفال دون الـ18.
إيران وبداية دموية لـ2018
سارة ليا ويتسن مديرة قسم الشرق الأوسط في "رايتس ووتش"، قالت في بيان نشرته المنظمة عبر موقعها على الإنترنت: "إن إيران متواضعة للغاية في أحكام الإعدام في جرائم المخدرات، ولكنها شنقت عدة أطفال في بداية دموية لعام 2018".
كما تساءلت ويتسن: "متى يؤدي القضاء الإيراني مهمته فيضمن العدالة وينهي ممارسة إعدام الأطفال المشينة هذه؟".
وأضافت: "عادة ما تدّعي السلطات الإيرانية أن المجتمع الدولي يعاملها بشكل ظالم جراء سجلها الحقوقي، لكنها لا تؤذي إلا نفسها بكونها أكثر دولة في العالم تنفذ إعدامات على خلفية جرائم ارتكبها أطفال".
جرائم مشينة تقترفها طهران بحق الطفولة، حيث أفادت تقارير حقوقية وإعلامية بأن عشرات الأطفال الإيرانيين قضوا سنوات مراهقتهم وراء القضبان في انتظار إعدامهم، رغم أن القوانين الدولية تحظر تنفيذ عقوبة الإعدام أو السجن المؤبد بحق الأطفال الذين يرتكبون جرائم وهم بسن تقل عن 18 عاما.
سجل حقوقي مليء بالإعدامات السرية والعلنية
إيران صاحبة سجل حقوقي يوصف بالأسود نتيجة ما يحتويه من أحكام بالإعدام؛ ففي 2015 أعدم نظام الملالي نحو 977 شخصا، بينهم نساء وقصر.
أما في عام 2016، فأعدم 567 بحسب أرقام رسمية أعلنتها منظمات حقوقية في إيران، وهذه الأرقام تزيد؛ نظرا لوجود إعدامات سرية يجريها النظام الذي يفرض قبضة أمنية على جميع المؤسسات.
وفي عام 2017، وثّقت وكالة "تستر" للأنباء المحلية، في رصد خاص بها، إعدام 551 شخصا بالسجون السرية وعلى الملأ في الشوارع والميادين والملاعب الرياضية.
وبحسب محللين إيرانيين فإن نظام الملالي يقوم بالالتفاف على القوانين والمواثيق الدولية، من خلال التعتيم والتكتم على ملفات عديدة منها إعدام الأطفال.
التكتم الشديد من أجل تفادي طهران ملاحقتها من قبل المنظمات الحقوقية الدولية، يثقل سجلها الحقوقي، ويجعلها على الدوام بمرمى الاستنكار الدولي.
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA= جزيرة ام اند امز