لعنة إعدام المصارع "أفكاري" تطارد إيران دوليا
تنفيذ حكم إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري يؤدي إلى موجة غضب عالمي زادت من عزلة طهران.
أدى تنفيذ حكم إعدام المصارع الإيراني نويد أفكاري (27 عاما) بزعم التورط في القتل العمد لعنصر أمني خلال احتجاجات شعبية في صيف عام 2018، إلى موجة غضب عالمي زادت من عزلة طهران.
دعا مسؤولون ومنظمات سياسية من دول مختلفة بينها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمنظمات الرياضية الدولية في بداية الأمر إلى إلغاء الحكم الذي وصفوه بـ "اللاإنساني" بسبب انتزاع اعترافات قسرية من أفكاري.
وأكدت صحيفة كيهان لندن المعارضة والتي تصدر من بريطانيا في تقرير لها، الأحد، أن الاحتجاجات دوليا ضد إعدام نويد المصارع أفكاري كانت شديدة وغير مسبوقة كما لم يتوقعها الإيرانيين.
ووصفت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان لها إعدام لاعب المصارعة الرومانية نويد أفكاري بـ "الصادم"، ونددت بسبب رفض السلطات الإيرانية وقف حكم الإعدام الصادر بحقه رغم ضعف الأدلة.
وأصدر خمسة خبراء حقوقيين تابعين للأمم المتحدة بيانا شديد اللهجة يدين الإعدام بحق نويد أفكاري، حيث قال البيان إنه "أمر مزعج أن السلطات استخدمت على ما يبدو إعدام رياضي لتخويف الناس في أوقات الاضطرابات الاجتماعية".
ولفت البيان الأممي إلى أن إعدام نويد أفكاري كان الإعدام الثاني خلال شهرين فيما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية داخل إيران بعد إعدام مصطفى صالحي، معتقل سابق، كان أحد معتقلي مظاهرات ضد الغلاء والفساد قبل عامين.
وأدان الاتحاد الأوروبي إعدام نويد أفكاري، مشيرا إلى أن قضايا حقوق الإنسان ستلعب دورا مركزيا في التعامل مع إيران. في إشارة لتحول أوروبي وشيك بشأن الملف الحقوقي داخل إيران، حسب التقرير.
وقال إليوت أبرامز، المبعوث الأمريكي الجديد الخاص بشؤون إيران، إن أي دولة أوروبية ستبيع أسلحة لطهران بعد 20 سبتمبر/ أيلول الجاري لن يكون لها الحق في دخول السوق الأمريكية.
ومن المقرر في الأيام المقبلة أن يوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أمر تنفيذي بهذا الصدد، في انتظار تنفيذ القرار، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية ثلاثة كيانات قانونية و 45 شخصا طبيعيا على قائمة العقوبات الخاصة بها.
وتتهم هذه الشخصيات القانونية والحقيقية الإيرانية واللبنانية بارتكاب أنشطة سيبرانية خبيثة، لا سيما اضطهاد مواطنين إيرانيين في 15 دولة، خاصة النشطاء السياسيين والصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان، وفق الصحيفة المعارضة.
وقوبل خبر دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من "مجلس العلاقات الخارجية" بالولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر افتراضي برئاسة الصحفي الأمريكي فريد زكريا يعقد في الفترة المقبلة، بردود فعل كثيرة قد تعجل برفض حضوره.
وألغى ظريف رحلة إلى خمس دول أوروبية بعد أيام قليلة من تنفيذ حكم إعدام نويد أفكاري تجنبا لانتقادات حقوقية ومظاهرات من جانب أعضاء الجاليات الإيرانية المعارضين للنظام في طهران.
وفي مؤتمر للمعارضة الإيرانية، الجمعة، قالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي والرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "قبل ستة أيام خيّم الحزن والغضب الشعبي أرجاء إيران بسبب إعدام شاب ثائر بطل المصارعة. إنه نويد أفكاري، البطل القومي الثائر المنتفض في وجه الدكتاتورية الدينية".
وأضافت: "كانت جريمته النهوض والنضال لإسقاط نظام أغرق إيران في بحر من الدماء والخراب والنهب".
وتابعت زعيمة المعارضة الإيرانية: "منذ أسابيع هبّ الإيرانيون للاحتجاج على الحكم الصادر عن القضاء التابع لخامنئي لإعدامه. ونهض الشعب الإيراني والمدافعون عن حقوق الإنسان ودعاة الحرية وأبطال رياضيون في حراك قل نظيره في عموم العالم للإعلان عن رفضهم لهذا الحكم الجائر."
وأردفت: ها هو نويد الثائر الذي يواصل نضاله في آلاف الأعضاء لمعاقل الانتفاضة، والمقاومة والعصيان من أجل الحرية والعدالة.
الجدير بالذكر أن لعبتي كرة القدم والمصارعة من الرياضات المشهورة شعبيا في إيران، وينتمي عشاق المصارعة بشكل أساسي للطبقات الاجتماعية الدنيا، والتي لطالما اعتبرتها السلطات قاعدة مؤيدة لها.
وأكد التقرير أن إعدام المصارع نويد أفكاري هو نوع من الدلالة على حقيقة أن النظام الإيراني حاليا لم يعد له قاعدة شعبية بين الفقراء الذين أصبحوا ساخطين على سياساته إثر القمع والتضييق.
أثار إعدام أفكاري موجة من الغضب والإدانة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ومنظمات حقوق الإنسان دوليا.
وطالبت منظمات حقوقية ورياضية دولية بفرض عقوبات على النظام الإيراني لتنفيذ حكم بالإعدام صدر بحقّ مصارع شاب أدين بتهمة قتل عام 2018.
aXA6IDMuMTQ5LjI1LjExNyA= جزيرة ام اند امز